Image

طقوس خاصة باستقبال أول ليلة من شهر رمضان المبارك في عدن

يمارس سكان العاصمة المؤقتة عدن، في جنوب اليمن، طقوسًا خاصة في استقبال أول ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، تناوب على ممارستها منذ سنوات.
ورغم ان الشهر الكريم يحل على سكان المدينة والمدن اليمنية الأخرى هذا العام، وهم يعيشون أوضاعًا اقتصادية ومعيشية متدهورة وصعبة جدا، أفقدتهم القدرة الشرائية لمتطلبات الشهر، الا انهم ما زالوا يحافظون على تلك الطقوس في أول ليلة.

طقوس شعائرية وإنسانية 
ومع الاعلان عن دخول الشهر الكريم من قبل الجهات المختصة، يخرج سكان المدينة الشوارع للاحتفاء بحلول الشهر الكريم، فمنهم من يتجه إلى الاسواق في محاولة اخيرة للحصول على بعض المتطلبات الضرورية الاستهلاكية للشهر الكريم، وأخرين يذهبون إلى المساجد لصلاة الفروض والتراويح التي تشعرهم بروحانية الشهر.
فيما يقوم البعض من سكان عدن وفي عدد من الأحياء، بعمليات تبادل التهاني بحلول الشهر، وتلمس المحتاجين على قدر الاستطاعة وهي ميزة حميدة يشتهر بها سكان احياء عدن خاصة القديمة منها.

طقوس طفولية 
ويتميز استقبال رمضان في عدن، بأن يقوم الاطفال في العديد من الاحياء، بالتجمع والمرور على شكل زمر مرددين الاهازيج الترحيبية بالشهر الكريم، في أجواء صخب وفرح تتعالى فيها الصيحات والهتافات التي تمتزج بألوان أضواء زينة رمضان التي يتم تزين المنازل والمحلات التجارية بها.
وفي عادة يستنكرها البعض، يقوم عدد من الاطفال والشبان باحراق اطارات السيارات تعبيرا عن ابتهاجهم بقدوم الشهر، رغم ما يسببه دخانها من اضرار ملوثة لسماء المدينة ومضرة بصحة الانسان، خاصة الاشخاص الذين يعانون من امراض صدرية مثل "الرب".

تجمعات للسمر 
ومن الطقوس الاخرى التي تشهدها المدينة وعدد من المناطق اليمنية، ان يتجمع عدد من الاشخاص في مكان محدد للمقيل والسمر، وتبادل الاراء والافكار والنقاش حول بعض العبادات التي يجب ممارستها في الشهر، إلى جانب ممارسة الانشطة الاجتماعية وغيرها من القضايا التي تتناولها مجالس اليمنيين وتنتهي بانتهاء فض مجالس السمر.
وتحدث العديد من سكان المدينة لـ"المنتصف" هو طقوس هذه الليلة قائلين" بأنها اهم ليلة تفصلهم بين ليالي الفطر وليالي الصوم، فهي تحفزهم لاستقبال شهر الصوم بالكثير من المعنويات العالية للقيام بالاعمال الصالحة والعبادات، وممارسة العديد من الانشطة خاصة التجارية منها".
وافادوا بأن هذه الليلة تعد اطول ليلة بالنسبة لمن لا يعتاد على السهر حتى ساعات الفجر الأولى لتناول وجبة السحور الأولى في الشهر، فهم يعملون على مسامرتهم كي يمر الوقع عليهم بدون عناء السهر".
ورغم فرحة حلول الشهر الكريم، الا ان معظم أهالي المدينة، يجمعون على ان تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الاسعار تنغص عليهم فرحتهم، متذكرين الأوضاع التي كانوا يعيشونها إبان الدولة التي تم تدميرها بسبب فوضى 2011 وما تلاها من انقلاب وحروب مستمرة حتى اليوم، من قبل جماعات ارهابية متمثلة بحزب الاصلاح وجماعة الحوثي الارهابية.