هل لي أن أسرق لحظة من السعادة ؟!

11:13 2024/03/08


في اليوم العالمي للمرأة قررت ان أحضر حفلكم لعل في جسدي بقايا امرأة يسمح لها ان تشارك مثل النساء في هذه المناسبة العالمية،
أعذروني يا سادة إن أفسدت رائحة البارود، رائحة عطركم المتطاير في ارجاء القاعة،
أعذروني إن كان شحوب وجهي يشوه بريق وجوهكم النظرة
 أعذروني يا سادة إن تلطخ سجادكم الأبيض بدماء قدمي النازفة
أعذروني إن عكرت حشرجة كلماتي الحزينة أجواء فرحكم وانغامكم الصاخبة
 فأنا امرأة لا تجيد إلا العزف على أوتار الاحزان وتراتيل القرآن.
 لقد أحببت حضور حفلكم قادمة من بين حقول الألغام ،
وتسللت  خلسة في ظلمة الحرب ، مختبئة بين أشلاء الأمهات والأطفال،
خرجت لأسترق ابتسامة صغيرة ، فقد تكون ابتسامتي الأخيرة ، فالموت متربص بنا في كل زقاق  وحارة والرعب يصادقنا منذ سنوات طويله ،
فهل تسمحوا لي ان اعرفكم بنفسي ،
فأنا لست امرأة منفردة،
فحكايتي حكاية كل امرأة حرة شريفة.
أنا المرأة التي تعمل  دون مقابل منذ سنوات طويلة!
انا المرأة التي يتحول راتبها اخر كل شهر الى رصاصة،
رصاصة تسكن في خزنة بندقية اجنبية ، فوهتها صوب صدر ابني، وطرفها  الاخر يسكن في يد ابن صديقتي الحبيبة  
هناك  إبني الباحث عن لقمة عيش مغمسة بالذل والمهانة وذاك اخي لم يجد قوت يومه إلا في حمل تلك البندقية، 
أنا الام التي تركها ابنها منتفضا للكرامة والأخر خطف في سوق  النخاسة
انا المعلمة التي كل يوم تقف في طابور الصباح لتقرأ الفاتحة على طلابها المتقاطرين الى سوق الموت دون روية، 
أنا الطبيبة التي بترت ساق ابنها وذراع اخيها وأغمضت عين والدها  وفقدت أمها في ركام الحرب اللعينة

 انا المهندسة التي تهاوت تصاميمها دون رحمة وطمست نقوشها بأيادي عابثة، 
أنا الصحفية والإعلامية والشاعرة التي ماتت حروفها عند اول مجزرة ، واستشهد حرفها على مآذن الجوامع المتناثرة
  أنا ربة البيت التي حملتها الاقدار حملا لا طاقة لها به ولا قدرة، 
انا المحاضرة  والمخطوفة والمسجونة والخاضعة للإقامة الجبرية.،
أنا بلقيس التي اعتقلت وهدم عرشها، 
انا اروي التي صلبت وهتك عرضها، 
انا امرأة لكنني أمة .
اليس هذا هو اليوم العالمي للمرأة؟! 
فكيف تحتفلوا بي وانا  غائبة ؟! 
وكيف تفرحوا وانا ممزقة ؟!
ألا قرأتم في بداية حفلكم على روحي الفاتحة. 
أنا المرأة اليمنية.