Image

معطيات كابلات الانترنت في البحر الأحمر.. استهداف وأوراق ضغط تنذر بـ "حرب جديدة "

دخلت منطقة البحر الأحمر، أزمة جديدة، بإعلان شركة اتصالات دولية، عن استهداف الكابلات البحرية بالمنطقة، لتضاف إلى توترات حركة الملاحة التي تصاعدت منذ بدء استهداف الملاحة من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية في 19 نوفمبر الماضي.
كما ازداد التوتر في البحر الأحمر، مع تبادل الأطراف الاتهامات بشأن مشكلة قطع كابلات الإنترنت بالبحر، المشكلة التي من الممكن أن تؤدي إلى توقف خدمة الإنترنت عن العالم، وفقا لتقييمات جديدة اعلنتها واشنطن خلال الساعات القليلة الماضية.
وقالت إنه من المحتمل أن يكون غرق سفينة الشحن "روبيمار" مسؤول عن إتلاف ثلاثة كابلات اتصالات في البحر الأحمر، في حين اشار جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى أن قطع كابلات الإنترنت بالبحر الأحمر، بسبب مرساة تم سحبها من السفينة روبيمار أثناء غرقها.

معركة جديدة
من جانبها نقلت "سكاي نيوز عربية"، خبراء في الشأن اليمني والاتصالات وحركة الشحن البحري، أنه يمكن اعتبار استهداف الكابلات البحرية في تلك المنطقة المتوترة منذ شهور، "معركة جديدة وأوراق ضغط تفرضها الأطراف وتنذر باشتعال حرب طالما لم يتوقف الحوثيون".
والثلاثاء، أعلنت شركة "أتش جي سي غلوبال كوميونيكيشن"، ومقرها هونغ كونغ، في بيان انقطاع ثلاث كابلات عالمية للاتصالات والانترنت تمر عبر مياه البحر الأحمر، وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية.
وأوضحت الشركة ذاتها أن انقطاع الكابلات أثر على 25 % من تدفق البيانات التي تدفق من آسيا إلى أوروبا عبر تلك الكابلات، مشيرة إلى بدء إعادة توجيه حركة تدفق البيانات، دون أن تتهم أحدا بمسؤوليته عن الانقطاع، وسط نفي حوثي واتهامات إسرائيلية له.

غواصات الحوثي الإيرانية
وفي 18 فبراير الماضي، تهديد حوثي آخر، عقب إعلان القيادة المركزية الأمريكية، تدمير غواصة مسيّرة إيرانية استخدمها الحوثيون في تهديد الملاحة، بعد أيام من إعلان القيادة اعتراض شحنة أسلحة قادمة للجماعة اليمينية، من إيران تحمل غواصات.
ويأتي الحادث بعد أسابيع من تحذير الحكومة اليمنية الشرعية من احتمال قيام الحوثيين باستهداف الكابلات بذلك الممر الملاحي الدولي، وبعد أيام من غرق سفينة روبيمار التجارية التي ترفع علم بيليز السبت، بعد فترة من قصف حوثي لها منتصف فبراير الماضي.
ونقلت "بلومبيرغ" عن رايان ووبشال، المدير العام للجنة الدولية لحماية الكابلات البحرية المتضررة من هجمات الحوثيين، قوله إن "القصف الحوثي تسبب على الأغلب في سقوط مرساة السفينة، مما أسفر عن تلف كابلات قريبة من موقع سقوطها تحت الماء".

معطيات .. أوراق ضغط
يمر عبر البحر الأحمر 16 كابلًا رئيسيًا للاتصالات منها 4 كابلات تمر من المياه اليمنية الإقليمية في الأجزاء الخاضعة لمليشيات الحوثي.
لاتزال المليشيات الحوثية تجني منها بالفعل إيرادات كبيرة من الشركات الدولية التي تُدير هذه الكابلات البحرية مستغلة سيطرتها على وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في صنعاء.
أبرز هذه الكابلات هي كابل آسيا - إفريقيا - أوروبا 1 (AAE-1)، وكابل جنوب شرق آسيا - الشرق الأوسط -أوروبا الغربية 5 (SEA-ME-WE 5)، وكابل إفريقيا 1 (Africa-1)، وكابل فلاج شبكة ألكاتيل - لوسنت الضوئية (FALCON).
الكابل الأول أي كابل آسيا-إفريقيا-أوروبا 1 (AAE-1)، كان واحد من 3 كابلات تعرضت للقطع بالفعل الأيام الماضية حسبما ذكرت تقارير دولية وإعلامية.

وبشأن حقيقة نفي "الحوثي"، كشف الخبير اليمني، تفاصيل مرتبطة بسلاح حوثي جديد دخل الخدمة، قائلا: "يعرف الجميع أن مليشيات الحوثي عصابة مسلحة وليست دولة وليس لديها ما تخسره ورغم نفيها باستهداف الكابلات البحرية إلا أنها لن تتورع حقيقة من تخريب تلك الكابلات لاسيما الذي تتواجد في عمق من 150 إلى 170 مترا تحت سطح البحر ضمن استراتيجية ابتزازها وتهديداتها لمصالح العالم".
كان الحوثيون قد وجهوا تهديدات مبطنة قبل أسابيع بنشر خرائط توضح التقاء كابلات الاتصالات تحت البحر، بالتزامن مع إعلانهم عن دخول سلاح الغواصات البدائية خط المواجهة في البحر الأحمر.
ذلك التطور تقنية قادرة على قطع الكابلات البحرية وطورها الحوثيون منذ عام 2018 بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني انطلاقًا من سواحل محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرتهم.

التأثير المستقبلي 
ووفقا لخبراء تقنية معلمات، فإن التأثيرات المستقبلية لاستهداف كابلات الانترنت، ستكون آخر أوراق مليشيات الحوثي ومحور الممانعة بقيادة إيران في المواجهة البحرية وسيكون بمثابة تصعيد كبير قد يجر المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.
ويرون بأن استهداف الكابلات يضاف لأزمة عدم مرور سفن الشحن بسبب التهديدات الحوثية، كما ان الاستهداف يجب أن يكون تم بغواصة وليس بقنابل ومتفجرات نظرا للأعماق الكبيرة التي تتواجد فيها الكابلات البحرية بالبحر الأحمر، وهذا احتمال أن يفعله الحوثيون حال دعم إيراني، وبالتأكيد تملك أمريكا وحلفاؤها إمكانيات مماثلة.
ويؤكدون بأن معركة الكابلات البحرية، تعد دائما أوراق ضغط وأوراق الضغط دائما مستمرة طالما الأزمة مستمرة، وستكون أوراق قوى ناعمة لدى الجميع وليس الحوثيين فقط، نظرا لأهميتها الكبرى، وربطها الشرق بالغرب واعتماد الهند وأوروبا على نقل البيانات خلالها.
تأثير أي ضرر يحدث للكابلات البحرية كبير، وسيمس العالم، وإصلاحه حال حدوثه سيأخذ وقتا، وهناك شركات متخصصة لذلك ولكن في ظل الحرب ستكون هناك تحديات كبيرة أمامها.