Image

رمضان في زمن الحرب .. الغلاء نار موقدة وقودها الكادحين والبسطاء

تبقى على قدوم الشهر الفضيل أيام معدودة، وكعادته عاد إلينا وحالنا أسوأ من اللحظة التي تركنا فيها، في ظل أحمال ثقال تصر الظروف أن تحمّلنا إياها، إنما ورغم ذلك بدأ الجميع وبقايا فرح لاهث يتأهبون لضمه بين جوانحهم رغم كل المآسي التي نعيشها والوضع المزري الذي نتكبده.

فنظرة واحدة في وجوه الناس الباهتة وعيونهم الشاردة  وحسرتهم وقهرهم، ندرك مرارة الواقع وسوء الأوضاع ورمضان على الأبواب وكل السلع الضرورية فاقت حدود المعقول وفاقت قدرة الجيوب المفلسة عن شراء ولو حتى النزر البسيط من المتطلبات الرمضانية ويكتفون بالفرجة على بوابات المحلات بألم دفين.

الأسواق والغلاء المستعر
في تعز والمناطق المحررة بستشري الغلاء في كل البضائع والسلع والملابس كالنار في الهشيم وكل أحاديث الناس في كل مكان تتركز حول هذا الغلاء وعدم تمكنهم من توفير متطلبات الحياة ومتطلبات رمضان في ظل عدم وجود الرواتب وان وجدت فهي مبالغ زهيدة وضئيلة مقارنة بحجم الغلاء الذي  يتزايد كل ساعة في ظل تدهور العملة وانهيار الوضع الاقتصادي.

الغلاء كالنهار في الهشيم
بهذا الخصوص يتحدث إلينا الأخ عبدالعزيز القباطي، مدرس،ويقول: "الغلاء في مكان وفي كل شي في الخضروات والفواكة وفي السلع والقمح والارز والسكر والزيت وغيرها ناهيك عن الملابس التي لا تقل قيمة أي بنطلون أطفال عن 30 الف والشميز ب 20 ألف ريال وغيرها من الملبوسات التي تتعدى حاجز ال 50 الف ريال . وايضًا السلع الضرورية التي صارت بآلاف مؤلفة يعجز المواطنون عن اقتنائها في رمضان وغير رمضان ويكتفون بالألم والحزن على حالهم المزري والغلاء صار كنار موقدة تلتهم كل شيء حولنا والفقر يحاصرنا من كل جانب والحصار يطبق على أرواحنا والناس بملامحهم الباهتة  وضيق حال اليد يتساءلون كيف سنستطيع مع هكذا غلاء أن يشتروا ولو أقل القليل ما يلبي حاجتهم في رمضان؟ وكيف سيطعمون اولادهم ويكسون عريهم ويؤمّنون خوفهم إذا كانوا صفر اليدين وخاليين من كل مقومات الحياة.

أما ربة البيت ايمان منصور تتحدث وتقول: :" هذه الأيام نحن نعيش اوضاعًا منهارة وكارثة بكل معنى الكلمة. ومعظم البيوت والاسر صارت تبحث في براميل القمامة عن كسرة خبز ويتسولون ليلًا نهارًا في الشوارع والطرقات وعلى أبواب المطاعم والمساجد كي يعطوا اولادهم لقمة تسد جوعهم وبيوتهم خاوية وخالية من حبة رز او كيلو دقيق او حبة بطاط .. الغلاء زاد عن حده والمواطن عاجز انه يوفر اي شي والرواتب ماعادت تكفي لأسبوع فقط فكيف ومن اين يلبون باقي طلبات الشهر؟الله لا سامح من كان السبب في عذابنا ولا يتحركون لانقاذنا وانهاء هذه الحرب التي دمرتنا تمامًا..

يشاركها الرأي محمود مطهر، موظف حكومي، والدموع في عينيه قائلًا بلغة تتحشرج ألمًا وحسرة: "معاشي 75 الف ريال ومعي 5 أطفال وراتبي هذا الهزيل لا أعرف ما اسوي به ولا ماذا اشتري به وكل شي غالي نار، الاكل والشرب والخضروات المواد الأساسية الرز والطحين والزيت بمبالغ خيالية واعجز تمامًا عن توفيرها، وكل السلع كيف اسوي وماذا اعمل؟.. أنهى كلامه والحسرة والالم تعصرانه، ولم ادري ماذا اقول له والالم ايضا يعتصرني !


ختامًا:
هكذا يكون رمضان في زمن الحرب المستعرة ونرجسية المتصارعين الذين لازالوا ممسكين على الزناد ويشعلون الحرائق بينما تأكل نيراهم اكباد الكادحين والبسطاء ويتفرجون على الغلاء وقد اصبح نارا مستعرة  تلتهم الاخضر واليابس وتدك الضعفاء والبؤساء.. ولا عزاء.