مزايدة فتح الطرقات .."جعجعة دون طحن"
عهدنا قبيل حلول رمضان خلال الأعوام السابقة مواجهات صفرية كانت تجري بين جيش الشرعية المسيطر عليه من قبل جماعة الإخوان من جهة ، ومليشيات الحوثي من جهة أخرى ..
رمضان الذي نحن على مشارف حلوله برزت قضية فتح الطرقات إلى الواجهة ، وتبادل الاتهامات بين الجانبين كلًا يحاول يزايد بالأمر .
ما يحدث ليس أكثر من مزايدات مفضوحة،
لن تفضي إلى شيء لأسباب موضوعية تتعلق بمشروعية حرب كل طرف على الآخر ،
فالحرب ترتب عليها حصار كجزء اساس فيها ، ولا يستطيع أي طرف أن يذهب بمفرده إلى فتح زقاق وليس طريق لان مشروعية حربه ستسقط.
ليس ذلك فحسب، بل ان هناك مصالحًا قد تراكمت ، وتكونت خلال سني الحرب ، وليس من السهل التضحية بها ، ونشأت طبقة تجّار الحرب ..
الحرب نفسها معادلة صعبة على حياة الناس وعلى الصعيد الإنساني برمته ، وأصبحت لدى أتباع طرفي الحرب تمارس كتجارة ، وإن بدا عليها طابع الأدلجة .
ومن الواضح أنها لن تسقط إلا بإعلان انتهاء الحرب نفسها ، بانتصار طرف او الدخول في تسوية تفضي لإنهاء تداعياتها بشكل رسمي،
وبدون ذلك يبقى الامر مجرد مزايدة لدغدغة مشاعر البسطاء ومادة إعلامية للمنصات الإعلامية ، غير أن الأطراف الراعية تستغلها للهروب من استحقاقات واجبة النفاذ.
وبالتالي ما نشهده من جعجعة حول فتح الطرق لن نرى لها طحنا.