في اليمن .. رمضان الصراع من أجل البقاء.

12:38 2024/03/06

لم يعد المواطن اليمني يستقبل شهر رمضان المبارك بتلك الفرحة التي كان يستقبله بها قبل تسع سنوات، حتى الأطفال الذين اعتادوا على الترحيب بقدوم شهر رمضان كما كنا نفعل نحنُ، بترديد الأغاني والأهازيج الشعبية و التي لم تعد موجودة وأنعدمت في القرى الريفية.

أصبح حديث الكل كبارًا وصغارًا عن أخبار الحروب والقتل والغلاء وارتفاع الصرف.. كان هناك بصيص من الأمل لدى المواطن اليمني بانتهاء الحرب، وجلوس الجميع على طاولة المفاوضات، لكن سرعان ما فتحت جبهة جديدة، وكأن قدر المواطن اليمني أن يعيش في صراعات مستمرة مع الإرهاب الدولي والمحلي. فما إن انتهت حروب البر مع  السعودية حتى فتحت المليشيا الحوثية الإرهابية حربًا بحرية مع الولايات المتحدة الأمريكية والخاسر الوحيد هو المواطن اليمني.

عاد رمضان هذا العام وقد تلوّث البحر الأحمر أسوة بالبر.. عاد رمضان والمواطن اليمني  في حالة يرثى لها جرّاء تدهور الخدمات وارتفاع صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.

في اليمن فقط، لم يعد رمضان مرحباً به كما كان، ربما انشغال الناس بتوفير لقمة العيش هو ما جعلهم ينسون شهر رمضان الذي لم يعد للعبادة وقراءة القرآن وقيام الليل بل شهر يصارع فيه المواطن اليمني ظروف الحياة وضروريات العيش. في رمضان تجتمع الأسر لمشاهدة المسلسلات والاستمتاع بها إلا في اليمن فقد فرقت الحرب والظروف المعيشة الجميع ولم يعد اللقاء ممكناً، ولم يعد هناك وقت للقاء والاجتماع.

في اليمن، التراويح لم تعد تسمع من الجامع الكبير أقدم الجوامع في اليمن، وتأمين المصلين لم يعد يسمع في جامع الصالح.. فأي رمضان يفرح المواطن وقد تكالبت عليه ظروف المعيشة، وأفعال المليشيا وقد أصبحت الصلاة جرمٌ والتراويح وزراً ؟

في اليمن فقط هذا ما يحدث .. رمضان الصراع من أجل البقاء.