مع اقتراب رمضان .. مواطنون يشكون ارتفاع الأسعار .. والصناعة تتركهم فريسة جشع التجّار
رمضان والأسعار ، متوالية هندسية تحدث كل عام مع اقتراب الشهر الكريم ، فكلما اقترب رمضان يعلن التجّار توحشهم وتعلن الأسعار تمردها و جنونها فوق الجنون الذي أصابها خلال سنوات الحرب والحصار. بمعنى أن جنون الأسعار تضاعف بشكل قاتل يكسر ظهر المواطن الكادح الذي لم يعد رمضان بالنسبة له مباركًا بل معاناة وطريقًا محفوفة بالحرمان والعجز عن الحصول على ما يسد جوع امعائه وأولاده.
فصارت الأسعار ترتفع بشكل شبه يومي وكل تاجر يبيع بالسعر الذي يريده وبمزاجية فتكت بالكادحين، في ظل غياب دور وزارة الصناعة والتجارة سواء أكانت في الحكومة الشرعية او الانقلابية، جميعهم تركوا المواطن فريسة لجشع التجار وزئير الحرب وقضبان الحصار وحريق المدافع وأنين السجون.
أردنا في "المنتصف" أن نتلمس أوضاع الناس مع قرب الشهر المبارك وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها، فكانت الحصيلة كالتالي:
اغلب الموظفين بلا رواتب
بدأنا مع الأخ سمير قاسم، مدرس، حيث قال: " اخذت اسعار المواد الاستهلاكية الخاصة بشهر رمضان ترتفع بشكل جنوني كلما اقتربنا من الشهر الكريم فخلال نصف شهر ارتفعت ثلاث مرات في الوقت الذي اغلب موظفي الدولة بلا راتب "
هاشم القدسي يؤكد ما قاله سمير قائلًا: "انه كلما اقترب دخول شهر رمضان يقوم تجار الجملة بوضع تسعيرات جديدة في استغلال للشهر الكريم وعلى حساب المواطن الغلبان الذي يجاهد ليحصل على قوته وقوت اطفاله ويأتي التجار يسلبوهم مالهم برفعهم للاسعار المواد الغذائية امام الوضع الاقتصادي والبطالة وانعدام الاشغال.فماذا بوسع المواطن ان يعمل حتى يوفر ابسط احتياجات الشهر الكريم ؟"
هموم شهر رمضان
من جانبه، أشار عبد رحمن الزكري، عامل، الى ان ما يتقاضيه من مبالغ في أعمال البناء "لا يغطي يومه، فكيف باسرته التي تنتظر منه شراء حاجات شهر رمضان؟، لدرجة اننا صرنا نهم قدومه على الرغم من انه يأتي بخيره، ولكن اليوم من الصعب ان تجد الأسرة المتوسطة لديها مخزن في المنزل ما يكفي اسبوع من المواد الغذائية عدا الميسورين ااحال او من يستلمون رواتبهم بالدولار. ومع هذا نسأل الله العافية وان يفرجها على اليمنيين بالقريب العاجل".
التجار واستغلال شهر رمضان
أما الاخت تهاني عبد المجيد علم اجتماع شاركتنا ببقولها: إن "التجار يتحججون بانهيار العملة الوطنية رغم ثباتها خلال الأيام الماضية إلا أنهم يعتبرون رمضان موسم للاستغلال وليس للعبادة والتقرب الى الله.
وأضافت، ما نعيشه اليوم كارثة بكل ما تعني الكلمة هناك اسر صارت تتسول وهناك من صاروا ينتظرون فاعلي الخير ان يمدوا لهم يد المساعدة. صحيح ان البلد في حالة حرب ولكن يفترض ان تقوم الجهات ذات العلاقة يدورها في انتظام صرف الرواتب وضبط التجار ووضع حد للعملة وغير ذلك. وفي ظل هكذا ظروف مزرية فإن المجتمع سوف يشهد ظواهر اجتماعية سيئة وان كانت قد بدأت في اكثر من محافظة، منها الخطف والنهب والسلب تحت تهديد السلاح .
وهنا، نطالب مكاتب الصناعة والتجارة التدخل في وقف جشع التجار والزامهم بتسعيرة تراعي الدخل ووضع المواطن المعيشي وان يراعوا الله في شهر رمضان.