ثـمـن الـحــريـة بـاهـظ وغـالـي

12:31 2024/03/04

الحريه هي أسمى هدف تنشده الشعوب الحضرية،
وهي حق ديمقراطي يكفله النظام والقانون في الأنظمة الديمقراطيه، وبموجبها يتمتع الفرد بعددٍ من الحقوق، أهمها المشاركة في المجتمع المدني والسياسي، وتكوين الجمعيات والنقابات والانتماء للأحزاب والتنظيمات السياسية، والحق في التعبير عن الرأي في كل المسائل والقضايا والأحداث والمناسبات.

ويتمتع أيضًا بحق إنتقاد الفساد والأخطاء والانتهاكات، والحق في المطالبة بتصحيح الأوضاع ومحاسبة اللصوص والعابثين ومعالجة الاختلالات،
والحق في الحركة والاتصال والتواصل والتنقل بين المدن والمحافظات، والحق في حضور اللقاءات التنظيمية والمشاركة في المسيرات والمظاهرات والمهرجانات الجماهيرية التى تنظمها الأحزاب والمكونات السياسية والإجتماعية والنقابية بدون خوف أو قيود أو رقابة أو شروط أو معوقات ..

والشعب اليمني كان في العقود السابقة من أفظل الشعوب العربية التي تعيش حياة الحرية والكرامة والأجواء الديمقراطية، إلى أن تسلّط عليه اللصوص وقُطّاع الطرق والعملاء والخونة والمرتزقة الذين سلبوه حقه في الحرية وحلاوة الحياة الطبيعية، وحوّلوها من حق مشروع إلى أمرٍ محظور أو مقيد بقيود سلطات الأمر الواقع القمعية والإستبدادية والكهنوتية التى وصلت إلى السلطة عبر الطرق الانقلابية وحكمت بأسوأ اساليب القمع والكتم والظلم والدكتاتورية ..

واليوم، وبعد أن عاش الشعب اليمني سنوات من الظلم والكتم والحرمان، يجب عليه عدم الاستسلام لحكم هذه العصابات الاستبدادية والاستغلالية والسلالية.

وعلية أن يعلم أن الحرية لا توهب من أنظمة قمعية تتعارض مع مصالحها وأهدافها الإجرامية، وأن الطريق الوحيد لاستعادتها لا يكون إلا بالتضحية. فالحرية والكرامة ليستا حلمًا بعيد المنال لكنهما غاليتا الثمن وثمنهما أكبر بكثير مما نعيشه اليوم من ظلم واضطهاد وعبودية، وتحتاجان إلي تضحيات جسيمه ومهر غالٍ وثمن عالٍ وعزيمة قوية، وإرادة صلبة وثورة عارمة، وانتفاضة مستمره تقتلع أعداء الحياة والحرية والإنسانية، وتجتث إنظمتهم الطائفية والسلالية والقمعية وتدك أوكارهم ومشاريعهم الظلاميه ..

فمن يعشق الحرية فعليه دفع المقابل والإتجاه إلي ميادين التضحيه والشجاعة التي تمتد من ميادين الجهاد بالكلمة والكتابة والتظاهر والاعتصام والمطالبة بالحقوق والحياة الكريمه إلي ميادين البطولة والشرف والمواجهة.