ما بعد فخ السفينة روبيمار.

12:30 2024/03/04

بداية، من المهم ايراد بعض المعلومات المهمة عن السفينة "روبيمار"
تعتبر السفينة روبيمار (MW Rubymar) التي انتجتها شركة أونوميتشي اليابانية عام 1997 لصالح بريطانيا، من سفن الشحن الضخمة الخاصة بنقل البضائع السائبة.
تدير السفينة شركة جي.إم.زد (GMZ) لإدارة السفن في لبنان، لصالح شركة تابعة لشركة جولدن أدفنشر شيبنيغ (Golden Adventure Shipping S.A) في المملكة المتحدة.
يبلغ طول السفينة 171 متراً وعرضها 27 متراً... مجهزة بمحركات من نوع ميتسوبيشي التي توفر 7059 كيلوواط من الطاقة.
خلال فترة عمل السفينة تعددت مسمياتها حيث عرفت باسم سفينة كين شين عند دخولها في الخدمة عام 1997، وباسم سفينة جزيرة تشاتام عام 2009، وباسم سفينة جزيرة إيكاريا عام 2020، وأخيراً أعيد تسميتها باسم "روبيمار"، واشتهرت برفعها علم بليز.
ظهرت السفينة بشكل كبير في وسائل الإعلام خلال العام 2022 في الحرب الروسية الاوكرانية حيث شاركت في مبادرة حبوب البحر الأسود بنقلها 35 ألف طن من القمح من أوكرانيا إلى مصر.

السفينة الفخ.
من خلال المعلومات أعلاه لا استبعد أن يكون اختبار هذه السفينة مدروسًا لتحقيق غرضين لبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
أولاً: ايقاع الحوثيين بالفخ.. ثانيًا: إثبات أن الحوثيين جماعة إرهابية وفق تصنيف الإدارة الأمريكية لها.
طبعاً من هذين الغرضين ستنبثق عدة أغراض سلبية المتضرر الأكبر منها الشعب اليمني، وأقتصاده.
كانتا كلا من بريطانيا وأمريكا تدركان جيداً أن الحوثي لن يرعوي عن استهداف سفنهما تحديداً، وسيواصل استهدافها، لذلك اختارتا سفينة روبيمار، وليس بعيدا أن بريطانيا تعمدت أن تحمل على متنها 41 طنًا من الأسمدة من فئة 5.1 العالية الخطورة بحسب تصنيف البضائع الدولية البحرية الخطرة (IMDG).
نجحت الاستخبارات البريطانية في تضليل مصادر الحوثيين بمعلومات البضائع التي على متن السفينة.
كانت عملية إطلاق الصواريخ الباليستية في منتهى الدقة، والتركيز بما يدل على أن المليشيا الحوثية استعانت بكوادر عسكرية ايرانية لتنفيذ مثل هكذا ضربات صعبة، حيث استطاعت عندما كانت السفينة بالقرب من مضيق باب المندب في البحر الأحمر يوم 18 فبراير المنصرم، من اقتناصها واحداث تسرب نفطي هائل منها بطول 18 ميلا.
15 يوما كان يمكن التدخل بأساطيل وسفن أخرى لمنع غرق السفينة، ولكن لم يحدث شيئا من ذلك لأن الغرض كان أن تغرق السفينة لزيادة دوي أصداء الحدث عالمياً من ناحية لإثبات أن غرق السفينة كان من قبل جماعة ارهابية هي جماعة الحوثيين.. ومن ناحية ثانية لتعرية الحوثيين أمام الشعب اليمني من خلال مراكمته للأضرار التي تلحقه واقتصاده جراء مغامراته التهورية. فاغراق سفينة بما تحمله من مواد خطرة، ناهيك عن مخاوف مجهولة لا تستبعد أن تكون السفينة تحمل نفايات نووية، الأمر الذي سينجم عنه كوارث بيئية بحرية وأضرار اقتصادية تراكم معاناة الشعب اليمني.
السفينة التي غرقت في وقت متأخر من يوم الجمعة 1 مارس المنصرم وسط عوامل جوية سيئة ورياح شديدة يشهدها البحر الاحمر لن تكون الفخ الأخير الذي سيُنصب للمليشيا الحوثية التي لا يهمها النتائج السلبية جراء مغامراتها، وستثبت لنا الأيام على المدى المنظور فخاخًا أخرى سيكون الشعب اليمني ومصالحه هو المتضرر الأكبر.