Image

وسط مخاطر بيئية وشيكة وانعدام الغذاء .. الحكومة اليمنية تجدد الاستغاثة بشأن كارثة السفينة "روبيمار"

جددت الحكومة اليمنية، الاستغاثة بالمجتمع الدولي لتفادي كارثة السفينة "روبيمار" المقصوفة والمهددة بالغرق في البحر الأحمر.

ودعا بيان صادر عن الخارجية اليمنية، كافة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، للتحرك العملي بسرعة لإنقاذ البحر الأحمر من كارثة بيئية وشيكة، بعد مرور 12 يوماً على جنوح السفينة "روبيمار" نتيجة استهدافها من قبل الحوثيين.

استهداف صيادين

وإذ تعمل الحكومة اليمنية، عبر خلية أزمة شكَّلتها في سياق السعي لإنقاذ السفينة المنكوبة "روبيمار" لتجنب كارثة بيئية في البحر الأحمر، قالت في بيانها إنها "فوجئت بهجمات جوية استهدفت زورقاً لصيادين يمنيين قرب السفينة الجانحة، ما أدى إلى مقتل وفقدان بعض الصيادين وتضرر السفينة".

وأضاف البيان: "تؤكد الحكومة أن هذا الاستهداف، وهو الثاني، يعقد جهود ومساعي الإنقاذ ويُهدد بحدوث كارثة بيئية واسعة النطاق، وأن ترك السفينة لمصيرها سيؤدي إلى أضرار جسيمة على البيئة البحرية ومئات الآلاف من اليمنيين الذين يعتمدون على الصيد البحري، فضلاً عن الأضرار التي قد تصل إلى محطات تحلية مياه البحر على طول الساحل اليمني".

وتحمل السفينة البريطانية المقصوفة حوثياً شحنة خطيرة من الأسمدة والزيوت، إذ باتت مهددة بالغرق بالقرب من السواحل اليمنية في البحر الأحمر، وهو ما سيتسبب في كارثة بيئية، وفق التقارير الأمريكية والبريطانية.

دحض ادعاء زعيم المليشيات

وفي حين افاد زعيم مليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي بأن جماعته استهدفت 54 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن، متباهياً بإطلاق جماعته 384 صاروخاً وطائرة مسيّرة خلال هذه الهجمات، ردت وزارة الدفاع الامريكية في بيان لها الجمعة، بأن هجمات الحوثيين منذ بدايتها لم تستهدف أي سفينة عسكرية تابعة لقوات التحالف التي تقوده في البحر الأحمر.

وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية، أن "لا سفن عسكرية تأثرت بهجمات المسيّرات أو الصواريخ التي يطلقها الحوثيون من مناطق سيطرتهم في اليمن". كما بين البنتاغون في إفادة صحفية، أن حوالي 15 سفينة تجارية تأثرت، منها أربع سفن أمريكية.

إلى ذلك، بيّن أن هناك ما بين أربع إلى ثماني سفن تابعة للتحالف في البحر الأحمر في كل يوم.

وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قال في خطاب ألقاه إن الجماعة استهدفت 54 سفينة منذ بداية العمليات، مشيرًا إلى أن 384 هو إجمالي ما تم إطلاقه من صواريخ ومسيّرات على السفن في البحر الأحمر.

تأثيرات على الملاحة 

فقد أدت هجمات الحوثي التي لامست الـ 60، بحسب تقديرات بريطانية وأمريكية، إلى تهديد سلامة الملاحة الدولية، وعطّلت حركة الشحن العالمي، وأثارت مخاوف من التضخم العالمي.

كما أجبرت عدة شركات على وقف رحلاتها عبر البحر الأحمر، وتفضيل طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.

كذلك فاقمت المخاوف من أن تؤدي تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس، والمستمرة منذ 5 شهور، إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وتوسيع الصراع.

ندرة الأغذية في اليمن

إلى ذلك، نبّهت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إلى مخاطر التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وقالت إنه قد يؤدي إلى نقص الغذاء في الأسواق اليمنية، وتعطل أو إغلاق الموانئ، واضطراب الإمدادات، وارتفاع الأسعار، وحرمان الصيادين من العمل.

وذكرت المنظمة في تقرير لها، أنه وعلى الرغم من التصعيد الذي بدأ في نوفمبر ، فإن التحليل يظهر أن هناك زيادة في واردات الوقود والقمح والمواد الغذائية الأخرى.

وقالت: "بما أن اليمن يعتمد بشكل كبير على الواردات؛ لتلبية احتياجاته الغذائية، إذ يستورد نحو 90 في المائة من الحبوب الأساسية، فإننا نتوقع أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تعطيل أو عرقلة حركة البضائع، مما يؤدي إلى نقص الغذاء في الأسواق على الأقل في المدى القصير، من مارس  الحالي إلى أبريل المقبل".

وقالت "الفاو"، في تقريرها، إنه يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى ندرة الإمدادات الغذائية وارتفاع الأسعار لاحقاً. ونتيجة لذلك، فإن السكان الضعفاء، بمَن في ذلك الفقراء والنازحون داخلياً، سوف يكافحون من أجل شراء المواد الغذائية الأساسية.

وبحسب التقرير الأممي، فإنه وتماشياً مع استقرار أسعار الغذاء والوقود العالمية، استقرّت الأسعار المقابلة في اليمن خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه. إلا أنه عاد وأكد أنه "من غير المرجح أن يستمر هذا الوضع في المستقبل المنظور".

ونبه إلى أنه "إذا استمرت الأزمة، فسوف يؤدي ذلك إلى تسريع تكاليف الشحن المتزايدة بالفعل، مما قد يؤدي إلى مزيد من التأخير في التسليم، أو حتى إلى التعليق الكامل لطرق التجارة وإغلاق الموانئ اليمنية".

تدمير البنية التحتية

التقرير الأممي نبه إلى أن زيادة الأنشطة العسكرية في البحر الأحمر "تنطوي على خطر تدمير البنية التحتية الحيوية"، بما في ذلك الموانئ ومرافق التخزين. وقال إن ذلك يمكن أن يعيق كفاءة توزيع وتخزين المواد الغذائية في اليمن، مما يزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي. وبيّنت "الفاو" أن تصاعد الأزمة قد يجبر الصيادين اليمنيين على التخلي عن أنشطتهم؛ بسبب زيادة انعدام الأمن في البحر وفي مواقع الإنزال. ولن يؤثر ذلك سلباً في دخلهم فحسب، بل سيؤثر أيضاً في توافر الأسماك في الأسواق، مما يقلل من مصدر البروتين الحيوي للسكان.

ولا تقتصر مخاطر التصعيد الحوثي في البحر الأحمر على ذلك، وفق تقرير المنظمة الأممية، بل إن تضاؤل الموارد القادمة إلى اليمن بشكل كبير، والخلافات الكبيرة في الوصول إلى المستفيدين، خصوصاً في مناطق سيطرة الحوثيين، إضافة إلى تطورات البحر الأحمر "يمكن أن تؤدي إلى تعقيد عملية إيصال المساعدات الإنسانية"، حيث تعتمد المنظمات الإنسانية بشكل كبير على الطرق البحرية لاستيراد الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى إلى المناطق المتضررة.

وأكدت المنظمة في تقريرها أن أي تعطيل أو انسداد في الطرق البحرية سيعيق إيصال المساعدات، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي بين السكان الضعفاء بالفعل.

وحذّرت من أن يؤدي تفاقم الأزمة في البحر الأحمر إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي في اليمن. وأنه قد تنخفض التحويلات المالية، وقد يرتفع التضخم، وقد تنخفض قيمة العملة الوطنية، مما يجعل الغذاء والسلع الأساسية الأخرى أقل قدرة على تحمل تكاليفها بالنسبة لليمنيين العاديين.

انعدام الغذاء

بشكل عام، تذكر منظمة "الفاو" أنه من المرجح أن يؤدي تصاعد الأزمة في البحر الأحمر إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي في اليمن خلال العام الحالي، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل.

وقالت إن الجهود الفورية، لتهدئة التوترات وتسهيل التدفق المستمر للإمدادات الغذائية التجارية والإنسانية، أمر ضروري للتخفيف من التأثير السلبي المتوقع في اليمنيين.

إيران تتحكم بهجمات الحوثي

من جهة اخرى أكدت مصادر عسكرية يمنية أن فرقة من "الحرس الثوري" الإيراني تدير وتتحكم بكل العمليات العسكرية للجماعة، التي تستهدف حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر بما فيها أي قرار بخصوص وقف الهجمات.

واكدت المصادر، بأن مليشيات الحوثي تستخدم اسلحة ايرانية الصنع يتم تزويدها بها من قبل قوات ايرانية تعمل في اليمن، ولم يتم تسليم الحوثيين اسلحة بكميات كبيرة كما يعتقد البعض، بل هناك شحنات تم ادخالها عبر البحر الى مخازن تتحكم بها عناصر من الحرس الثوري الايراني داخل اليمن.

وأكدت المصادر أن معظم المنظومة التي تستخدم حالياً في استهداف الملاحة هي أسلحة إيرانية، يعاد تغيير تسميتها وتركيبها في صنعاء ومراكز تجميع أخرى في محافظة صعدة، والحديدة من قبل ايرانيين، وان دور الحوثيين الحماية والنقل، ام التركيب والاطلاق تجري عبر عناصر ايرانية، حيث ينظر للعناصر الحوثية بانها عناصر متخلفة لا تفقه في مجال الاسلحة الحديثة شيئا.

وفي حين استخدمت الزوارق المسيرة والغواصات الصغيرة غير المأهولة لأول مرة خلال الأسبوعين الأخيرين من الهجمات الحوثية، أكدت المصادر أن العناصر الإيرانيين واللبنانيين، يتحكمون حتى في البيانات العسكرية الحوثية، وفي بث المشاهد المصورة لأي عملية، وفي تحديد عناصر الخطب التي يوجهها عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة.

تدريبات بحرية للحوثيين 

وكانت صحفية "ديلي تلغراف" البريطانية افادت في وقت سابق، أن عشرات من عناصر جماعة الحوثي تلقوا تدريباً بحرياً على يد قوات "الحرس الثوري"، قبل 4 سنوات في أكاديمية بحرية للقوات الخاصة، شمال إيران.

وأفادت الصحيفة نقلاً عن مصادر إيرانية أن 200 عنصر من جماعة الحوثي سافروا إلى ميناء زيبا كنار الساحلي، قبالة بحر قزوين (330 كيلومتراً شمال طهران)، لتلقي تدريبات في أكاديمية العلوم والتكنولوجيا البحرية، التابعة لـ"الحرس الثوري".