Image

دعوات للتحقيق في مقتل 115 شخصاً أثناء توزيع مساعدات في غزة

دعت الأمم المتحدة ودول عدّة الجمعة إلى هدنة في قطاع غزّة لأسباب إنسانيّة، مُطالبةً بإجراء تحقيق بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مدنيّين فلسطينيّين وحدوث تدافع أثناء توزيع مساعدات الخميس، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 110 أشخاص وفق حركة حماس.

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنّ بلاده ستشارك "في الأيّام المقبلة" في إنزال مساعدات إنسانيّة جوا في قطاع غزّة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا منذ بدء الحرب قبل نحو خمسة أشهر.

وتعليقاً على هذا الإعلان قالت لجنة الإنقاذ الدوليّة (آي آر سي)، وهي منظّمة غير حكوميّة، إنّ "عمليّات الإنزال الجوّي لا يمكن ولا ينبغي أن تحلّ محلّ تأمين وصول المساعدات الإنسانيّة".

وقال بايدن الجمعة إنّه "يأمل" بالتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزّة بحلول رمضان. وردّا على سؤال حول إمكان التوصّل إلى اتّفاق على هدنة في غزّة مقابل الإفراج عن رهائن بحلول ذلك التاريخ، أجاب بايدن "آمل في ذلك، ما زلنا نعمل كثيرا على الموضوع. لم نتوصّل إلى ذلك بعد".

وأضاف بينما كان يُغادر البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في المنتجع الرئاسي بكامب ديفيد قرب واشنطن "سنتوصّل إلى ذلك لكنّنا لم نصل إليه بعد، وقد لا نتوصّل إليه".

وليل الجمعة السبت، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينيّة الرسميّة "وفا" أنّ الجيش الإسرائيلي نفّذ مداهمات في عدد من القرى والمناطق في أنحاء متفرّقة من الضفّة الغربيّة المحتلّة، ولا سيّما قرب جنين وقلقيلية والخليل ورام الله.

ونقلت "وفا" عن مصادر طبّية أنّه في قرية كفر نعمة، الواقعة قرب رام لله، أصيب الفتى محمد مراد الديك (16 عامًا) "برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال لدى اقتحامهم القرية" فجر الجمعة، وما لبث أن توفّي متأثّراً بإصابته.

وفي غزّة، بلغت حصيلة الخسائر البشريّة أكثر من 30200 قتيل وفق وزارة الصحّة التابعة لحماس، بينما تُهدّد المجاعة 2,2 مليون شخص من أصل 2,4 مليون ساكن، وفق الأمم المتحدة التي حذّرت الجمعة من أنّ المجاعة في القطاع "أصبحت شبه حتميّة ما لم يتغيّر شيء".

يخضع إدخال المساعدات لموافقة إسرائيل التي شدّدت الحصار على غزّة بُعيد بدء الحرب، ولا تصل الإغاثة إلا بكمّيات محدودة جدا يأتي معظمها عبر معبر رفح مع مصر.

وقال بايدن "سنصرّ على أن تُسهّل إسرائيل دخول مزيد من الشاحنات وزيادة طُرق الوصول إلى غزّة... لا تصل مساعدات كافية إلى غزّة".

وسبق أن أنزلت دول عدّة شحنات مساعدات جوًّا، ولا سيّما الأردن، بدعم من دول بينها فرنسا وهولندا وبريطانيا، وكذلك مصر التي أنزلت الخميس شحنات مساعدات بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة.

وأدّت الحرب ونقص المساعدات إلى تقويض النظام الصحّي في القطاع. وأعلنت وزارة الصحّة التابعة لحماس الجمعة أنّ أربعة أطفال إضافيّين توفّوا بسبب "سوء التغذية والجفاف" في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، لترتفع الحصيلة الاجماليّة لهؤلاء الضحايا الصغار إلى عشرة أطفال.

تحقيق فعال وقال شهود عيان الخميس إنّ جنودا إسرائيليّين أطلقوا النار على حشد تجمّع قرب شاحنات مساعدات إنسانيّة في مدينة غزّة. وبلغت حصيلة القتلى 115 قتيلا ونحو 760 جريحا، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

وأكّد مسؤول في الجيش الإسرائيلي حدوث "إطلاق نار محدود" من جانب الجنود الذين شعروا "بتهديد"، وتحدّث عن "تدافع قُتل وجُرح خلاله عشرات السكّان، ودهست شاحنات المُساعدات بعضهم".

وطالبت واشنطن حليفتها إسرائيل بتقديم "إجابات" بعد المأساة و "بالتوصّل إلى اتّفاق على وقف مؤقّت للنار".

وفقًا لمديرة الوكالة الأمريكيّة للتنمية الدولية (يو إس إيد) فإنّ عدد الشاحنات التي دخلت القطاع الأسبوع الماضي بلغ ما مُعدّله 96 شاحنة فقط يوميّاً. وقالت "هذا ليس سوى جزء صغير ممّا هو مطلوب".

ودعا الاتّحاد الأوروبّي إلى إجراء تحقيق وإلى وقف إنساني للنار، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "تحقيق مستقلّ وفعّال".

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إنّ فريقًا من الأمم المتحدة زار الجمعة جرحى في مستشفى الشفاء بمدينة غزّة، وعاين "عددا كبيرا من الجروح نتيجة أعيرة ناريّة". وأضاف أنّ 200 جريح ما زالوا في هذا المستشفى من بين أكثر من 700 تمّ نقلهم إليه.

اندلعت الحرب في 7 أكتوبر بهجوم نفّذته قوّات تابعة لحماس اقتحمت الحدود بين غزّة وجنوب إسرائيل، ما أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، وفقا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.

كما احتُجز نحو 250 شخصا رهائن تقول إسرائيل إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة، ويُعتقد أنّ 31 منهم قُتلوا، بعد إطلاق سراح 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا خلال هدنة في نهاية نوفمبر.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس. وباشرت حملة قصف على قطاع غزة أتبعتها بعمليات عسكرية برية في 27 أكتوبر.