Image

ثماني سنوات من التلاعب .. مليشيا الحوثي تحاصر مدنًا و الحل في تحريك جميع الجبهات

تتوالى الأيام والسنوات، وتتعاقب الاتفاقات تلو الاتفاقات، والوعود تليها وعود، بينما الواقع حصار وتلاعب وواقع منهار منذ اكثر من ثماني سنوات، 
و ما تزال مليشيا الحوثيين تفرض حصارًا على محافظات تعز ومأرب والحديدة وغيرها،   ويرفضون حتى الآن الاستجابة لفك هذا الحصار على الرغم من أن هذه المسألة تمثل أحد البنود التي تضمنتها الهدن والاتفاقات ، ما يجسد تعاطيها الانتقائي مع بنود الهدن او الاتفاق  ويعكس نوايا لديها بشأن رغبتها باستغلال الهدن لتحصيل مكاسب وإعادة ترتيب صفوفها لجولة قتال جديدة.

الشرعية بدورها لم تفرض قوتها وسيطرتها في جميع الهدن أو الاتفاقات، ولم تستغل أي وضع لفرض إنهاء هذا الحصار الإجرامي، ولم تضع أي خطة من شأنها إنهاء هذا الحصار .. كل ماتقوم به الشرعية تحذيرات وكلام في الهواء لا يشبع جائعًا ولا يؤمّن خائفًا.

في وقت سابق، حذّر مسؤول حكومي  من “كارثة حقيقية” تعيشها مدينة تعز  ومدينة مأرب وايضا مدينة الحديدة، جراء حصارها المستمر من مليشيا الحوثي منذ 8 سنوات، معتبرًا أن هذه المحافظات  تدفع ثمن رفضها لمشروع مليشيا الحوثي الكهنوتي. فهذه المليشيا تسعى قدر إمكانها لتركيع أبناء هذه المحافظات بشتى الوسائل.

(المنتصف) أجرت استطلاعًا مع عدد من الشخصيات الاجتماعية حول هذا الموضوع وكانت النتيجة كالتالي:

رفع الحصار عن الميناء والمطار كان خطأ كبير

بداية تحدث عبدالغفور قحطان/ محلل سياسي قائلًا: "كانت مليشيا الحوثي تستنكر حصار  ميناء الحديدة وإغلاق مطار صنعاء، وكانت تتوسل الأمم المتحدة، وتتعهد للشرعية انه بإمكانها الاتفاق على رفع الحصار وفتح الطرقات جميعا حال تم رفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء) .
وأضاف قحطان: "مفاوض مليشيا الحوثي كرس جهده على ذلك وتم فتح ميناء الحديدة، وتشغيل مطار صنعاء الدولي، لكن المفاوض التابع للشرعية كان مجرد كومبارس في هذه المفاوضات فتحقق للمليشيا ما أرادت بينما ظلت منافذ الطرقات بتعز ومأرب والحديدة مؤصدة حتى اليوم".

ونوّه قحطان إلى أن رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديده كان يجب أن يكون متزامنًا مع فتح الطرقات في المحافظات المحاصرة لكن عدم اهتمامهم بذلك وترك الحبل على الغارب بيد مليشيا الحوثي جعل الأمور معقدة فتم للمليشيا ما أرادته بينما خرج مفاوض الشرعية في كل مرة خال الوفاض صفر اليدين.لقد كان رفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء خطأ كبير تتحمله الأمم المتحدة والتحالف ثم الشرعية" .

الأزمة الإنسانية شديدة

أما أكرم غيلان /ناشط حقوقي شاركنا الرأي بقوله:
"القيود التي فرضتها مليشيا الحوثيين أجبرت المدنيين على استخدام طرق جبلية خطيرة وسيئة، وهي تشكل الرابط الوحيد بين السكان المحاصرين في مدينة تعز وبقية العالم".
وأضاف: "فتح الطرق الرئيسية سيساعد بشكل كبير في تخفيف معاناة السكان الذين ظلوا في عزلة شبه تامة طيلة ثمان سنوات، و بالتالي فإن الأزمة الإنسانية شديدة في تعز تحديدًا".
وأكد غيلان، أن أول الجهود المبذولة لفتح طرقات تعز بدأت في أبريل 2016، بتوقيع اتفاق ظهران الجنوب (في السعودية) مع مليشيا الحوثي، والقاضي بفتح الطرقات تحت إشراف الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية”. لكن ماذا حدث ؟؟
ما حدث هو العكس .. تمت فقط تلبية مطالب الحوثيين في وقت يستمرون بفرض الحصار على تعز وبقية المحافظات حتى اليوم!

رأس الإجرام يتلذذ بتعذيب المواطنين ويتلاعب بالمفاوضات

شهاب بشير /مواطن تحدث قائلًا: " قرار رفع الحصار عن تعز مرتبط رأسًا بزعيم مليشيا الحوثيين المدعو عبدالملك الحوثي أما باقي المسؤولين في المليشيا لا يمتلكون القرار أو القدرة على تنفيذ التزاماتهم".
واضاف بشير: أن "رأس الإجرام في مليشيا الحوثي يتلذذ بتعذيب المواطنين ويتلاعب بالمفاوضات، ويتعهد وينكث بالعهد، فهو ليس له عهد ولا ذمة وقد رأينا ذلك في مفاوضات وهدن كثيرة سبق الوعد بانجاز ذلك لكن كل شيء كان مجرد سراب وكانت المليشيا تستغل ذلك لتأخذ نفسًا جديدًا لهجوم جديد يحدث هكذا في كل مرة .
الغريب أن الشرعية لا تفعل شيء غير انتقاد المليشيا لكنها لم تفرض شيئًا خلال الثمان سنوات الماضية".
وتمنى بشير أن تكون الشرعية قد استفادت من الوقت الماضي وتتحرك عمليا لانقاذ المواطنين في المحافظات من هذا الحصار الجائر.

القوة العسكرية وحدها من ستفتح الطرقات

¤ صابر حسن علي /طالب حقوق

فتح الطرقات  مجرد ورقة على طاولة المفاوضات. يدفع المدنيون ثمنا باهظا لممارسة حقهم في التنقل وتأمين الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء، والماء، والمواد الأساسية. 
لقد شاهدنا مئات من المواطنين يلقون حتفهم من رأس الجبال واخرين تنقلب سياراتهم بسبب وعورة وضيق الطرقات البديلة كما أن هناك خسائر بالملايين من الريالات لمواد غذائية انقلبت شاحناتها وشاحنات أخرى فقد سائقوها التحكم بها فكانت النتيجة انقلابهم من أعلى الجبال ..
كل ذلك بسبب تلاعب مليشيا الحوثي بمسألة فتح الطرقات وتعذيب المواطنين من أجل حسابات اجرامية للمليشيا التي تتحمل وزر كل هؤلاء الموتى ووزر عذاب المواطنين في مختلف المحافظات.
وتمنى صابر أن تفرض الشرعية سيطرتها بالقوة وأن تفتح الطرقات عبر المفاوضات او بالقوة العسكرية.

تقطيع أوصال البلد منهجية المليشيا الحوثية

¤ خالد عادل عمر يقول، الإغلاق المستمر لمنافذ تعز من قبل مليشيا الحوثيين ألقى بظلاله الكارثية على حياة مئات الآلاف من المدنيين وذلك بسبب التراخي الدولي في عدم حلحلة هذا الملف الإنساني و الذي كان سبب رئيسي لبقاء الأوضاع كما هي عليه.
وقال عادل عمر  إن الحوثيين يرفضون فتح الطريق الدولي الرئيسي #مأرب_نهم_صنعاء ويطرحون طرقًا بديلة أخرى من أجل الالتفاف على مطالب الناس بفتح الطرقات ما يؤكد أن  تقطيع أوصال البلد منهجية لديهم.
وأشار عمر الى أن مليشيا الحوثي تكذب وتكذب وتكذب وأنها لن تفتح الطرقات المغلقة لأنها تعلم يقينا أن نهايتها ستكون قريبة جدًا .

يجب تحريك جميع الجبهات وكسر شوكة المليشيا الحوثية

¤ مراد العوسجي/ محامي يقول، يضمن "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، واليمن طرف فيه، الحق في حرية التنقل. كما أن المادة 13 من "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" تكفل "لكل فرد حق في حرية التنقل وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة". يُلزم القانون الإنساني الدولي أطراف النزاع بالسماح بمرور المساعدات الإنسانية المحايدة بسرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين وتسهيل ذلك وعلى الأطراف السماح للمدنيين في المناطق المحاصرة بالمغادرة وضمان حرية التنقل لموظفي الإغاثة الإنسانية المصرح لهم.

ويضيف العوسجي: "لكن مانراه ونشاهده أن مليشيا الحوثي تضرب بالقوانين واللوائح عرض الحائط .. انظر الى الحديدة كيف يعيش ابنائها في فقر مدقع، وكيف تم محاصرة المواطنين وتفجيرهم بالألغام، ومع كل هذا الاجرام نشاهد  التراخي الدولي أمام أفعال المليشيا. كما أننا ننظر الى جيشنا الوطني الراكد في مكانه ولا يحرك ساكنا. للأسف كل ما تقوم به القيادات صد للهجوم المليشاوي .. نحن الآن أمام إجرام مليشاوي حوثي إيراني كبير، ونحتاج لتلقينهم درسًا بما سببوه للمواطنين وذلك لن يتم إلا من خلال تحريك جميع الجبهات في وقت واحد وكسر شوكة المليشيا وعدم التوقف مهما كانت التوجيهات ومن أي دولة كانت . إما العيش بكرامة أو الموت أيضًا بكرامة.  وكفى.