Image

تتاجر بها قيادات الحوثي لتمويل حربها العبثية .. إيران وفوضى تهريب المخدرات إلى اليمن

منذ أن سيطرت مليشيا الحوثي الإرهابية الإيرانية على البلاد، تحوّلت معها اليمن إلى سوق مفتوحة للمخدرات بأصنافها المختلفة، وذلك عبر عديد شبكات تهريب دولية تبدأ من العاصمة الإيرانية طهران، وحزب الله اللبناني، وتنتهي بزعماء مليشيا الحوثيين الإرهابية (وكلاء إيران في المنطقة) في اليمن.

عشرات الأطنان من الحشيش، والمخدرات، تأتي عبر شبكات تهريب إيرانية إلى اليمن، حيث تنشط في المناطق الحوثية قيادات هذه المليشيا الممولة إيرانيًا، في المتاجرة بها وتهريبها إلى دول الخليج.

وتعد المخدرات - وفق تقارير حقوقية - مصدر أساسي يستخدمه النظام الإيراني للتدفقات المالية للمليشيا في اليمن، حيث ويقدّر حجم المبالغ، التي يجنيها الحوثيين من تجارة المخدرات، بـ6 مليارات دولار سنويًا، ما جعل المخدرات إحدى أدوات حرب المليشيات الحوثية، ضد اليمنيين.

ضبط ورقابة أمنية

ففي المحافظات المحررة تمكنت الأجهزة الامنية خلال عام 2023 ، من ضبط ما يزيد عن 7 أطنان من المخدرات كانت في مسارها إلى مليشيات الحوثي.

وبحسب التقرير السنوي لعام 2023 الصادر عن وزارة الداخلية ، الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن وحدات مكافحة المخدرات في المناطق الحررة تمكنت من ضبط نحو 7 أطنان و 450 كيلو جرام من الحشيش المخدر و 313 كيلو جرام من مادة الشبو و 6 آلاف و 856 حبوب كبتاجون، و 113 هيروين، و 390 كوكايين، وإتلاف كميات كبيرة منها بمحاضر رسمية.

وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة  قالت، إنه تم تسجيل خلال عام 2023،  241 قضية مخدرات، و 415 متهمًا منهم 29 متهمًا فارًا، فيما بلغت كميات المخدرات المضبوطة 3.718.615 جرامًا من الحشيش، و 174.821.7 جراما من الشبو ، وألفين و 267 حبة كبتاجون، ومواد مخدرة أخرى 702 حبة و 112 امبولة بيتدين.

تهريب متزايد

وشهدت عمليات التهريب من إيران إلى مليشيا الحوثي الإرهابية الإيرانية، تزايداً، خلال الفترة الأخيرة، إذ أعلنت السلطات الأمنية مؤخرًا، إحباط أكثر من مرة أسبوعياً، محاولات تهريب كميات كبيرة من المخدرات.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه اليمن تزايدًا في عمليات ونشاط تهريب المخدرات الإيرانية، إلى مليشيا الحوثيين الإرهابية، إذ تشير المعلومات إلى تهريب كميات ضخمة جداً من تلك المواد الخطرة التي تستخدمها المليشيات في تمويل حربها العبثية من خلال المتاجرة بها.

وتؤكد إحصائيات بأن أكثر أنواع المخدرات تهريبًا، هو "الشبو" الذي يعد أخطر أنواع المخدرات وأكثرها فتكًا والذي بدأ تهريبه إلى اليمن للمرة الأولى عام 201‪7م.

ووفق مصادر خاصة في وزارة الداخلية فقد بدأ هذا النوع من المخدرات في الوصول إلى اليمن، بكميات قليلة جداً، إذ كانت قد بلغت الكميات المضبوطة منه خلال العام نفسه قرابة الـ30 كيلو جرام، قبل أن تزيد في العام 201‪8م إلى نحو 40 كيلو جرام، لكن - وفق المصادر - كمية المضبوطات منه تزايدت بشكل مهول منذُ بداية العام 202‪1م وحتى أكتوبر الماضي، إذ بلغت الكمية قرابة 36 طنًا، أي أكثر من 36 ألف كيلو جرام.

ويقول عديد مختصّون، إن التهريب داخل اليمن كان محدودًا، غير أنه مع انقلاب مليشيا الحوثيين الإرهابية الإيرانية وسيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014م، تصاعدت أعمال، ونشاط التهريب إلى مستويات غير محدودة.

تهريب بحري
لم تتوقف المليشيات الحوثية عن تهريب المخدرات إلى مناطق سيطرتها ، بل عمدت على توسيع نشاطها بحرًا، وذلك عبر سفن تجارية ترسو في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها،

وضبطت القوات البحرية المشتركة (CMF) ، في يناير الجاري، وحدات أمنية في البحر العربي ، شحنة جديدة من المخدرات بقيمة أكثر من 8 ملايين دولار،  في ثاني عملية من نوعها خلال العام الجديد 2024.

وفي بيان لها أشارت القوات البحرية المشتركة، إن السفينة  التي صادرت شحنة المخدرات تابعة لخفر السواحل الأمريكي تعمل ضمن قوة المهام 150 التابعة للقوات البحرية المشتركة بقيادة فرنسا، صادرت في 16 يناير الجاري، شحنة من المخدرات غير المشروعة بقيمة حوالي 8.1 مليون دولار أثناء دوريتها في المياه الدولية ببحر العرب.

البيان أوضح، أن الشحنة المضبوطة والتي كانت على متن سفينة تتكون من 173 كيلوغراماً من الميثامفيتامين وخمسة كيلوغرامات من الكوكايين.


شبكات واسعة بقيادة وإشراف حوثي

وكان تقرير حقوقي أصدرته الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أواخر نوفمبر الماضي، كشف عن تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الإتجار بالمخدرات والاعتماد عليها كمصدر لتمويل المجهود الحربي واستقطاب الآلاف من الشباب للانخراط في صفوف المليشيا، والزج بهم في جبهات القتال.

وأكد إن المليشيا الحوثية تعتمد في تمويل حربها إلى جانب نهب أموال اليمنيين على المخدرات المهربة من إيران عبر طرق وممرات بحرية إلى اليمن، مستغلة سيطرتها على عدد من الموانئ والمرافئ البحرية.

ولفت إلى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم اليمن كمحطة لتهريب المخدرات وتصديرها نحو السعودية ودول أخرى، وأن محافظة صعدة معقل هذه المليشيا والقريبة من المملكة العربية السعودية تعد إحدى أبرز المدن اليمنية بتجارة المخدرات، بالإضافة إلى شهرتها كأرض خصبة لزراعة مادة الحشيش المخدر منذ فترة عقود من الزمن.

وأوضح التقرير، أن مليشيا الحوثي الإرهابية، باتت تدير شبكات متعددة لتهريب المخدرات إلى اليمن وإلى دول الخليج، بمساعدة شبكات المافيا التابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، مؤكداً أن المليشيا الحوثية ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء هيمنت على تجارة الممنوعات بأنواعها، وأخضعت كل المهربين المحليين لسلطتها مستغلّة سيطرتها على مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وقال التقرير، إن مليشيا الحوثي الإرهابية أطلقت سراح عشرات المعتقلين على ذمّة تهريب أو ترويج وبيع المخدّرات، مشترطة عليهم العمل في صالحها وقدمت لهم الدعم والتسهيلات لاستعادة نشاطهم في تجارة الممنوعات، مشيراً إلى أن المليشيا تتعمد توزيع المخدرات في أوساط الشباب وتحديدا الذين انخرطوا في القتال في صفوفها لضمان استجابتهم لتنفيذ كل الأوامر، قال إن الهدف الأبرز للمليشيا يبقى هو تهريب تلك الكميات الهائلة من المخدرات إلى دول الجوار.

وأوضح، أن تهريب المخدرات والاتجار بها مرتبطان ارتباطا وثيقا بالمليشيا الحوثية، وأن هناك قيادات حوثية كبيرة ضالعة في تهريب المخدرات بكل أنواعها والمتاجرة بها وتسهيل مرورها بكميات كبيرة، على رأس هذه القيادات، رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، ومنتحل صفة رئيس ما تسمى "الاستخبارات العسكرية" للمليشيا، أبو علي الحاكم، وشقيق زعيم المليشيا عبد الكريم الحوثي، وتاجر السلاح فارس مناع، إضافة إلى ضباط من الحرس الثوري الإيراني.

وبيَّن التقرير، أن تجارة المخدرات وراء الثراء الفاحش لقيادات مليشيا الحوثي حيث ازدهرت تجارة الحشيش والمخدرات بأنواعها مع بداية الانقلاب على الشرعية، إذ لم يسبق لليمن أن شهدت هذا الضخ والكم الهائل من المخدرات من قبل، وأن الميلشيا تعتمد بشكل كبير على تهريب المخدرات من خلال العائدات المهولة التي تجنيها.

وكشف التقرير، عن وجود 39 "هنجرا" في صنعاء يستخدمها تجار حوثيون في إخفاء أنواع متعددة من المخدرات التي يتم استيرادها من إيران، حيث يتم تهريبها عبر مينائي الحديدة والصليف ومرافئ صيد في شمالي الحديدة.

وأضاف: "الهناجر المتواجدة في صنعاء لا تستخدم لتخزين المواد الغذائية التالفة أو البضائع المهربة وإنما في تخزين المخدرات والأسلحة والذخائر المهربة"، مؤكدًا وجود شبكات منظمة مرتبطة بقيادات عليا حوثية بشكل مباشر.

‏وذكر التقرير، أن عصابة بيع المخدرات التابعة لمليشيا الحوثي لجأت مؤخرًا في إدارة التهريب والبيع والترويج لاستخدام النساء والأطفال وكذلك إجبارهم على تعاطيها لتنفيذ جرائم إرهابية كزراعة الألغام والعبوات الناسفة وغيرهما من الأعمال الإجرامية.