الطرق لا تُفتح بالمبادرات والحملات
بعد مرور أكثر من تسعة أعوام من الحصار الحوثي المطبق على مدينة تعز وقطع مليشياته للطرق الرابطة بين العديد من المدن والمحافظات اليمنية، أطلق عددٌ من الناشطين والناشطات حملة #افتحوا_الطرقات، و التى حظيت بتأييد شعبي واسع وتفاعل معها عدد كبير من السياسيين والإعلاميين والعسكريبن والمثقفين والاكاديمين. وعجت بها مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام الداخلية والخارجية، وبادر لتنفيذها من طرف وأحد قيادات السلطة المحلية بمحافظة مارب والسواحل الغربية التي توجهت لفتح طريق مأرب- نهم- صنعاء، وطريق تعز- حيس- الحديدة من الجهات الواقعة تحت سيطرتها ثم رمت الكرة إلى ميدان المليشيات الحوثية لتقابل تلك المبادرة بالعمل بالمثل واتخاذ خطوات إيجابية ..
ولكن وللأسف الشديد لم تلقَ تلك المبادرات أي قبول لدى المليشيات الكهنوتية، وهو ما كان متوقعًا ومعروفًا مسبقاً ولا يغفله إلا جاهل أو متجاهل بتاريخ المليشيات الدموية. فمن حاصر المدن وقطع الطرقات بقوة السلاح وزرع فيها الألغام والمتفجرات بهدف الإضرار بالمواطنين ومضاعفة معاناة المسافرين لا يمكن أن يفتحها إستجابة لمناشدة المحاصرين والمتضررين أو تلبية لمبادرات ودعوات الخصوم السياسيين والعسكريين ..
فهذه الجماعة السلالية تتسلى بتعذيب الشعب وتركيعه، وتجيد المراوغة والخداع وتضع لكل المبادرات الشروط المستحيلة والمعوقات التى تضمن إعاقة تنفيذها في أول الخطوات ..
وما مراوغتها ورفضها لفتح المنافذ والطرقات إلا تأكيداً على تعنتها وإصرارها على مضاعفة معاناة اليمنيين وتعريض حياة المسافرين للخطر في طرق صحراوية وجبلية وعرة مليئة بالمخاطر والمتاهات ..
ولذلك، لأبد أن يعلم الجميع وفي مقدمتهم قادة الشرعية المدنيين والعسكريبن، أن الطرقات التى أغلقت وقطعت بقوة السلاح لن تُفتح إلا بقوة السلاح.. فما أُخذ بالقوة لا يمكن أن يعود إلا بالقوة وما عدا ذلك فهو هراء ومضيعة للوقت ومساهمة في تفاقم معاناة المواطنين .