Image

أحداث غزة .. فرصة تستغلها جماعة الحوثي لاستقطاب الشباب والزج بهم لمحارق الموت

منذُ السابع من أكتوبر حتى اليوم شهد قطاع غزة حربًا لم يشهد لها مثيل من قبل ، قصف متواصل من قبل مقاتلات الإحتلال جوًا ، ومجازر بشعة متكررة طالت المدنيين من قبل الإحتلال الإسرائيلي.

يتابع اليمنيون،وخاصة الشباب، هذه الأحداث المأساوية التي تحدث لأهلنا في غزة ، خاصة المجازر الجماعة التي يرتكبها الإحتلال الصهيوني بحق المدنيين الغزل، والتي حركت النخوة الراكدة، وشغفهم المتحمس في مناصرة اخوانهم في فلسطيين ضد الإحتلال الإسرائيلي.

تلك النخوة والحماس الكبير التقطته عصابة الحوثي ووضعت نفسها في موقع النصير لابناء غزة في لغبة قذرة تمارسها مع ايران لاستهداف الملاحة الدولية واستجلاب البوارج العسكرية حتى يكون لها موطئ قدم في باب المندب .

اندفاع الشباب اليمني لنصرة غزة

يعقوب الحبشي ، 27 عام ، يقول بلهفة وحرقة قلب ، إن الصمت المطبق لمجلس الآمن الدولي وقادة الدول العربية والاسلامية إزاء المجازر الجماعية بحق اهالي غزة يدلل على عجزهم عن إيقاف تلك المجاز.

ويضيف الشاب يعقوب ، الحرب في غزة جعلتني ابحث على طريقة توصلني الى اخواننا في غزة لنصرتهم ، مشيرًا اذا كان قادات الدول عاجزون عن إيقاف تلك الجرائم ، فليفسحوا الطريق للشعوب الاسلامية لنصرة اخوانهم في غزة عبر فتح المسار أمامهم.

ذلك الحماس استغلته عصابة الحوثي لتحشيد الشباب ليس لتحرير القدس بل لاسقاط حقول النفط في مارب وشبوة، وفرض المزيد من الحصار على تعز واستهداف ابنائها ومهاجمة مواقع القوات الحكومية فغزة التي يتشدقون بها غابت عن المليشيا ونصرتها حق يراد به باطل لم تنصر الفلسطينيين بل جلبت الاذى الى الشعب اليمني.

 

خذلان غزة وموقف العالم المتفرج

من جانبه، المحلل السياسي اليمني عبدالواسع الفاتكي يقول ، إن لموقف العالم المتفرج على جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، أثر كبير في نفوس الشباب اليمني المتحمس لنصرة غزة ، والممتعض من موقف العالم المتواطئ مع الكيان الصهيوني، إذ أصيب الشباب اليمني بصدمة كبيرة ، وحيرة وذهول وإحباط ، من موقف العالم المتشدق بحقوق الإنسان بينما بدا مؤيدا لهولوكست غزة.

ويشير الفاتكي ،  الجرائم المتكررة التي يرتكبها الإحتلال الصهيوني بحق المدنيين في غزة ،جعلت  لدى الشباب اليمني إحساسا كبيرا بخذلان متعمد لغزة ، عبروا عنه من خلال المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية ، ناهيك عن ما أظهروه في وسائل التواصل الاجتماعي من سخط وغضب شديدين ، لردة الفعل الخجولة والمهترئة عما يجري في غزة من عدوان واستئصال لشعب أعزل .

 

الحرب في غزة تؤثر على الشاب اليمني

الناشط الحقوقي اليمني ماجد الشعبي يؤكد ، أن احدث غزة خلقت غضبًا بين اوساط الشباب اليمني ،وذلك عبر المظاهرات والاحتجاجات، التي تشهدها المدن اليمنية بين حين وآخر ، والتي تندد وتدين المجازر الجماعية بحق اهالي غزة ، مضيفًا ، أن الأحداث في غزة والجرائم البشعة بحق اهالي القطاع ولدت لدى الشاب اليمني كراهية للاحتلال وبشكل غير مسبوق.

المحلل السياسي اليمني، احمد شوقي ،يرى أن الحرب التي شنها الاحتلال على قطاع غزة ، أثرت بشكل كبير على الشعب اليمني من الناحية النفسية والوجدانية والمعنوية الفكرية، موضحًا ، أن الجرائم المستمر بحق اهالي غزة جعلت الشاب اليمني يشعر بحالة عجز واحباط إزاء الخذلان العربي والاسلامي للقضية الفلسطينية.

 

وأشار شوقي، أن المظاهرات التي يقوم بها الشباب في تنديد ورفض للانتهاكات الاسرائيلية تعبر عن غضبهم ورغبتهم في القتال نصرة لغزة.

مليشيا الحوثي تتاجر بالقضية الفلسطينية

يقول الدكتور عبد الرحمن خالد اخر ما يمكن ان اصدقه ان تناصر عصابة الحوثي فلسيطن فكيف لمليشيات تقتل اليمنيين وتفرض الحصار على تعز وتدمر المنازل ان تسجل موقفًا مشرفًا للقضية الفلسيطنية. انها وبكل بساطة تتاجر بها والواقع يقول ان ما تقوم به مليشيا الحوثي لا يختلف عن الصهاينة، وما يجري في البحر الاحمر هو قرصنة فالصواريخ تقصف سفن تجارية باستثناء البوارج الأمريكية والاوربية وفي الاخير اتضح ما تسعى اليه المليشيا فرض الجبايات بفرض نص مليون دولار على كل سفينة تريد ان تعبر بامان.

القضية الأولى للعرب والمسلمين

المحلل السياسي عبدلله اسماعيل، يقول ، إن كل ما يحدث في فلسطين يؤثر على مجمل اليمنيين والعرب بالاخص الشباب، لان هذه الجرائم البشعة التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي ، ترفع من حالة الغضب الشعبي والاستنفار والاستفزاز لجميع الشرائح خاصة الشباب ، لان قضية فلسطين هي قضية الاولى للعرب والمسلمين.

واوضح عبدلله اسماعيل، أن تلك المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة ،تمس انسانية الانسان ليس فقط لانه مسلم ولكن من حيث المبدأ والانسانية لا يمكن لصاحب ضمير ان يوافق عليها او يتجاوزها بسهولة.

استغلال الشباب 

ولفت احمد شوقي،أن الاحتقان الشعبي الكبير اتجاه الجرائم الاسرائيلية في غزة، من السهل ان يتم استغلاله وتوظيفه بصورة لا اخلاقية من قبل جماعات تفتقر للضمير، وذالك من خلال استقطاب الشباب إلى صفوفها.

في هذا السياق يقول المحلل الساسي أحمد شوقي، إن جماعة الحوثي ، الذراع الإيراني في اليمن ، استخدمت غزة كمخرج من ازماتها ، لان هناك التزامات كانت على جماعة الحوثي فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي وفيما يتعلق بالخدمات وفيما يتعلق بالرواتب. 

واكد احمد شوقي، أن حرب غزة قدمت للحوثيين فرصة ذهبية لتهرب من دفع مرتبات الحوثيين ، وتجيش كل طاقتها في استقطاب الشباب الى صفوفها وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال الداخلية تحت مبرر نصرة غزة ومقاتلة الإسرائيليين.

المحلل السياسي عبدلله اسماعيل يقول ، إن الوضع في غزة شبيه بالحياة التي يعيشها الشاب اليمني ، مما قد تؤثر عليه بشكل كبير ، وذلك من خلال استقطابهم إلى أحضان الجماعات المتطرفة تحت مبرر نصرة غزة ، بل وقد تحول الشباب الى بيئة ممكن التعامل معها واستقطابها .

ويتوقع عبدلله اسماعيل، أن هدف جماعة الحوثي باستقطاب الشباب تغيير صورة نمطها و ادعائها المشاركة ودخولها الحرب مع الفصائل المقاتلة في غزة ضد اسرائيل، لحشد اكبر قد من الشباب وتجنيدهم والدفع بهم إلى لهب الحرب في اليمن، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي مجرم ان يحاول محاربة مجرم آخر .