Image

تهديدات علنية ورعب من المواجهة في السر.. إيران تنفذ مخططاتها التآمرية عبر أذرعها في المنطقة.. واتهامات أمريكية لطهران بإيواء قادة القاعدة

تهديدات علنية ورعب من المواجهة المباشرة في السر، هكذا يسير الموقف الإيراني من التصعيد في المنطقة.. فيما تسعى لتنفيذ مخططاتها عبر أذرعها في المنطقة.
في الوقت ذاته، هناك اتهامات أمريكية إلى طهران بإيواء قادة تنظيم القاعدة على أراضيها.
ووفق ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، تشعر إيران بالقلق من إثارة مواجهة مباشرة، وتحث وكلاءها حزب الله وأنصار الله الحوثي، علنا، على التصعيد ضد أمريكا وإسرائيل، وتنصحهم بالتهدئة سرا بشكل خاص ضد القوات الأمريكية.


ومع عدم وجود وقف لإطلاق النار في الأفق، يمكن أن تواجه إيران الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن لقدرتها على ممارسة نفوذها على هذه المليشيات المتحالفة معها.

وعندما شنت القوات الأمريكية ضربات هذا الشهر على الجماعات المدعومة من إيران في اليمن وسوريا والعراق، حذرت طهران علنا من أن جيشها مستعد للرد على أي تهديد.

ولكن في السر، يحث كبار القادة على توخي الحذر، وفقا لمت نقلته "واشنطن بوست" عن مسؤولين لبنانيين وعراقيين تم إطلاعهم على المحادثات.

وحتى يوم السبت الماضي، لم تهاجم المليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا القوات الأمريكية منذ أكثر من 13 يوما، وهو هدوء غير عادي منذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

ولم يتم استهداف القوات الأمريكية حتى بعد مقتل قيادي كبير في كتائب حزب الله العراقي، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، بالعاصمة بغداد.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول أمريكي، لمناقشة هذه المسألة الحساسة: "ربما أدركت إيران أن مصالحها لا تخدم من خلال السماح لوكلائها بقدرة غير مقيدة على مهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف".

وبالتزامن مع ذلك، يضغط الدبلوماسيون الأمريكيون على إسرائيل وحماس للاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.

وخلال فترة توقف القتال التي تم التفاوض عليها في نوفمبر الماضي، انخفضت هجمات الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة.

وللتأكيد على التوجيه الجديد، ذكرت الصحيفة الأمريكية، أن إيران أرسلت قادة عسكريين ودبلوماسيين في جميع أنحاء المنطقة للقاء المسؤولين المحليين وأعضاء الميليشيات.

وقال مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع الفصائل المدعومة من إيران هناك، إن طهران "تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة".

وبعد أيام من مقتل ثلاثة جنود أمريكيين على الحدود السورية الأردنية، الشهر الماضي، وصل قائد عسكري إيراني إلى بغداد للقاء قيادات "حزب الله".

وبحسب المسؤول العراقي، ضغط القائد الإيراني على الحزب لإصدار بيان يعلق فيه الهجمات على الأهداف الأمريكية.

ولفت المسؤول العراقي إلى أن قادة الحزب لم يكونوا راضين عن التعليق، لكنهم استجابوا لطلب الدولة التي قامت بتدريب وتسليح قواتهم.

ومع ذلك، كشفت بعض التغييرات اللاحقة عن "حدود نفوذ إيران"، حيث غيرت "كتائب حزب الله"، موقفها بعد الضربات الأميركية، وتعهدت "بضربات مؤلمة وهجمات واسعة النطاق".

وتشكل الجماعات المدعومة من إيران ما تطلق عليه "محور المقاومة"، وهو تحالف فضفاض من الفصائل المسلحة التي تضم حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وكتائب حزب الله في العراق، وأخرى في سوريا.

وفي وقت سابق، اتّهم مسؤول أميركي إيران بالتورط، بشكل عميق، في التخطيط للهجمات على السفن في البحر الأحمر، مؤكداً أن قيادة تنظيم «القاعدة» موجودة حالياً في إيران، وليس أفغانستان.

وقال المبعوث الأميركي الخاص منسق مركز التواصل العالمي في وزارة الخارجية الأميركية، جيمس روبن، في لقاء مع مجموعة من الإعلاميين في مقر السفارة الأميركية في لندن، إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر تتم بدعم مباشر من الإيرانيين، وهو أمر دأبت طهران على نفيه. 
وأوضح: «في 28 يناير الماضي، استولت القوات الأميركية على أكثر من 200 طرد تحتوي على صواريخ باليستية متوسطة المدى، وغيرها من المساعدات القاتلة التي كانت في طريقها إلى مناطق في اليمن تحت سيطرة الحوثيين عبر مركب في بحر العرب. ومنذ أكتوبر، أطلق الحوثيون صواريخ باليستية إيرانية عدة، متوسطة المدى من اليمن باتجاه إسرائيل. الإيرانيون ينكرون علاقتهم. ولكن الحقائق واضحة؛ إنهم يستخدمون المعلومات المضللة والإنكار لمحاولة إخفاء دورهم في زعزعة استقرار عمليات الشحن العالمية بأكملها، وهذا ما يعني أن كل دولة في العالم تواجه تكاليف متزايدة وتتحمل مخاطر أكبر بسبب تصرفات إيران».

وحول مدى الدعم الإيراني لهجمات الحوثي، قال: «نحن نعلم أن إيران متورطة بعمق في التخطيط لعمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر»، رافضاً الخوض في تفاصيل عن التخطيط للهجمات.

ووجه روبن أيضاً اتهامات إلى إيران بأنها «مكّنت من العمل المجموعات الإرهابية والفاعلين الفوضويين في منطقة الشرق الأوسط الكبرى». 
وأشار إلى أن إيران «جعلت من الممكن لـ(حماس) تنفيذ العمليات التي نفذتها في السابع من أكتوبر من خلال توفير الأسلحة والتدريب الخاص، وهذا لا يتعلق بما إذا كانوا (الإيرانيون) مشاركين في التخطيط لها. أقول إنهم مكّنوا (حماس) من خلال التدريب والدعم اللذين قدموهما لها»، مضيفاً أن عملية تمكين «حماس» في غزة تضمنت تقديم «عشرات الملايين من الدولارات».

وتابع المسؤول الأميركي أن إيران «تستضيف تنظيم (القاعدة) داخل إيران. قيادة (القاعدة) في إيران. الإيرانيون يعلمون أن مقر (القاعدة) عندهم. لقد مكنوه (القاعدة) ثم كذبوا بشأنه. يعلمون أن مقر قيادة (القاعدة) هناك. لقد استخدموا الدعاية والمعلومات المضللة لمحاولة إخفاء ذلك». وزاد: «لماذا تفعل إيران ذلك؟ لأنها تحاول خلق الفوضى، وهذا ما يبدو هدفهم».

وأكد أن قيادة «القاعدة»، التنظيم الذي يقوده «فعلياً» حالياً المصري سيف العدل (الخليفة المفترض لأيمن الظواهري)، موجودة في إيران وليس في أفغانستان.

وشدد روبن على أنه «إذا لم ترغب الحكومة الإيرانية في وجود قيادة (القاعدة) هناك، لما كانوا هناك. إنهم سعداء بوجودهم هناك، ثم ينكرون وجودهم. قيادة (القاعدة) هي بقايا الجماعة التي نفذت العمليات التي أدت إلى الحرب على الإرهاب وكل الفوضى التي تلت ذلك منذ البداية في 11 سبتمبر (أيلول) 2001.