السلام لا يأتي من عاطلين عن العمل

01:04 2024/02/21

هل يمكن لحرب مستمرة منذ تسع سنوات أن تنتهي على يد عاطلين عن العمل في اسطنبول؟

خلال حرب ما زالت تداعياتها وكوارثها تدمر اليمن، افتقد اليمن للسلام والامن والاستقرار. وهذا السلام المفقود في اليمن هو ذلك السلام الذي يبحث عنه الشعب اليمني منذ سنوات طويلة، والذي يبدو أنه لن يأتي من عاطلين عن العمل أو من مطاعم وكافيهات في تركيا.

في الوقت الحالي، تشهد اليمن صراعات مستمرة وحروباً دامية تسفر عن دمار هائل عم كل شبر في البلد،  ومعاناة لا توصف للشعب اليمني، وانهيار لكل مقومات الدولة والحياة.

ورغم جهود الجهات الدولية والمحلية في التوسط لإيجاد حلول سياسية لهذه الأزمة، إلا أن السلام لا يزال مفقوداً والحرب مستمرة والتشرذم ما زال يتوسع والصراعات مستمرة.

ومما لا شك فيه ، أن الحل لمشكلة اليمن الجمهوري لن يأتي من القوى العسكرية أو السياسية المتورطة في الصراعات، ولن يأتي أيضاً من الجهات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالحها الاستراتيجية.

ومسألة  إنقاذ اليمن الجمهوري يتطلب تضافر جهود والتضحيات من الجميع، وأن يكون الهدف النهائي هو بناء دولة قوية ومستقرة تحقق رغبات وآمال الشعب اليمني. ومن ضمن أهم المتطلبات لذلك هو أن تكون العناصر المشاركة في هذا الإنقاذ من الميدان، وأن لا تعرف العمالة والارتزاق والأيدلوجيا المتطرفة.

كما يتوجب على الأطراف المتنازعة في اليمن أن تتنازل عن مصالحها الشخصية وتضع مصلحة البلاد والشعب في المقدمة، و أن تكون الحوارات بين الأطراف اليمنية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، مع ضرورة أن يكون هناك استعداد للتنازل والتفاوض من أجل تحقيق السلام الشامل لليمن واليمنيين.

علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك جهود دولية مشددة لدعم عملية السلام في اليمن وللتأكيد على أهمية الحوار الوطني والمصالحة الوطنية. وأن  تعمل الدول الكبرى والمنظمات الدولية على  الضغط على الأطراف المتنازعة للجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض.

باختصار، السلام المفقود في اليمن لن يأتي من عاطلين عن العمل أو من مطاعم وكافيهات في تركيا، بل يجب أن يأتي من الداخل اليمني نفسه، من قبل أبنائه وبناته الذين يريدون السلام والاستقرار لبلدهم.