Image

ماذا بعد تصنيف الحوثي منظمة إرهابية؟

وكيف سينعكس التصنيف على الأرض وعلى معركة اليمنيين مع المليشيات؟
وماهي التأثيرات المحتملة على المستوى القريب والبعيد لتصنيف مليشيا الحوثي كيانًا إرهابيًا عالميًا؟؟

فى هذا  الاستطلاع  ينشر ( المنتصف)  آراء سياسيين وخبراء ومواطنين ومهتمين بالوضع في بلادنا ، لوضع قراءة دقيقة لقرار الولايات المتحدة باعتبار مليشيا الحوثي كيانًا إرهابيًا عالميًا،  والبحث في آليات، وكيفية تنفيذها على أرض الواقع، بعدما أُدينت تلك المليشيات بتنفيذ هجمات أصابت المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن، وعرقلت إيصال المساعدات الإنسانية. وكذلك تطبيقهم سياسة الاضطهاد والقمع ضد النساء، ومشاركتهم في تجنيد الأطفال واستغلالهم، إضافة إلى زراعة ألغام أرضية عشوائية ومهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر  بالصواريخ والمسيّرات وبعبوات ناسفة وألغام تحت الماء.

خطوة على طريق اجتثاث المليشيات
▪︎ عبدالله الشغدري / محلل سياسي قال:

لطالما كانت مليشيا «الحوثي» الإرهابية كياناً ظلامياً وأداة هدم وتخريب وإجرام، من قتل الأطفال وتجنيدهم والتنكيل بهم إلى قصف الأحياء السكنية عشوائياً، وليس انتهاء بأفكارها الظلامية، وغرسها بذور الفتنة والفوضى، دون أي اكتراث بشلال الدماء والأوضاع المأساوية والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لجميع أبناء شعبنا اليمني. 
وأشار الشغدري إلى قرار الولايات المتحدة باعتبار مليشيا الحوثي كيانًا ارهابيًا واعتراف الاتحاد الأوروبي، ومن قبله مجلس الأمن الدولي، بإرهاب هذه الميليشيات الإجرامية، وإدراجها على القائمة السوداء وتجميد أرصدتها، خطوة على طريق اجتثاث هذه الجماعة الإرهابية، وتجفيف منابع تمويلها والقضاء عليها".

مصير المليشيات إلى زوال
¤ خالد السقاف / مستشار قانوني

انتظر العالم كله مثل هذا القرار، فقد أصبحوا جميعًا متضررين من العقول الخاوية لهذه المليشيا، والتي جعلت الكل في موقف عداء مع اليمن، بسبب تصرفات قادة المليشيا المجنونة وغير المبالية بأبناء شعبنا اليمني. فهذا التصنيف ربما يكون فيه الخلاص من هذه المليشيا لكن بالمقابل قد يؤثر بشكل كبير على المواطنين على المدى القريب والبعيد إذا لم يتم التخلص من قادة هذه المليشيا الحوثية.
وأشار السقاف إلى أن  أسباب  إدراج المليشيا الحوثية باعتبارها كيانًا ارهابيًا، تشمل الهجمات التي تشنها المليشيات على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر باستخدام صواريخ  ومسيّرات وعبوات ناسفة يدوية الصنع وألغام بحرية، وكذلك الهجمات الإرهابية العابرة للحدود التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية المدنية.
لاشك أن التصنيف له أثر كبير على المليشيا التي ستواجه مقاطعة شبه كاملة من الذين كانوا يتعاونون معها ويسهلون طريقها لأن من سيقوم بذلك فإن عقوبات كبيرة في انتظاره خاصة من الداخل الأمريكي أو من الجماعات أو الدول.
وأكد السقاف أن مصير هذه المليشيا إلى الزوال".

قرارات لم تأتِ من فراغ
¤ مشير يحي / محامي قال:

"قرار الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن والمجلس الأوروبي باعتبار «الحوثي» جماعة إرهابية خطوة إيجابية، لا سيما أنها أحدثت زخماً كبيراً ومناخاً دولياً لإرساء استراتيجية دولية للتعامل مع هذه المليشيا  الإرهابية التى تهدد أمن واستقرار المنطقة، بما يخالف كافة القوانين الدولية.
واعتبار هذه المليشيا ضمن الفواعل الإرهابية مع تنظيمات القاعدة وداعش، وغيرها من تنظيمات متطرفة يشير إلى أنه يجب مواجهتهم بطرق ملحة عبر قرارات وسياسات وآليات صارمة من المجتمع الدولي، ووفقاً للقانون الدولي لما يمثلوه من خطورة كبرى على الأمن الدولي والاستقرار الإقليمي.
هذه القرارات لم تأتِ من فراغ، وإنما إقرار بالأدلة الدامغة على إجرام الميليشيات «الحوثية»، التي راح ضحية أعمالها الإرهابية آلاف المدنيين الأبرياء، وتتويج لمسار دبلوماسي طويل وقوي ضد الميليشيات لتصنيفها مليشيا إرهابية".

حظر أنشطة وتجميد أموال
¤ طارق الكلدي / اعلامي قال :

 لابد أولاً من حظر أنشطة مليشيا الحوثي ، وتجميد أموالها، وتتبع قادتها، وحظر ممثليها، وكذلك القنوات والمنصات الإعلامية التي تبث سمومها، مؤكداً أهمية نبذ المليشيات من قبل الدول الأجنبية.
ونوّه الكلدي إلى ضرورة تغيير لهجة المجتمع الدولي مع هذه المليشيا  الإرهابية، وممارسة كافة الضغوط الممكنة عليها لتغيير سلوكها العدواني. 
واعتبر الكلدي أن القرار جدي ويجب أن لا يكون هناك أي تراجع كما فعل بايدن بداية توليه عرش أمريكا لأن أي تراجع عن مثل هذا القرار سبجعل العالم يفقد مصداقية الولايات المتحدة ، لهذا فإن القرار يجب أن يظل ساريًا إلى أن تغادر هذه المليشيا الحكم ويحوّل قادتها إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم العادل" .

قرار تأخر كثيرًا
¤ إلى ذلك، قال الخبير الأمني العميد / رشدي المفلحي إن "قرار الولايات المتحدة الأمريكية وموافقة مجلس الأمن والمجلس الأوربي ضد  مليشيا «الحوثيين» يأتي في سياق الحد من النفوذ الإرهابي للميليشيات، لافتاً إلى أنها اعتمدت على واقع ما يحدث في اليمن، خصوصاً أن المليشيا الإرهابية تصرّ على زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن، وفي الخارج أيضاً".
وأضاف المفلحي :  أن "التهديدات المستمرة لمليشيا «لحوثي» ضد المجتمع الدولي، واستيلاءها على المساعدات، وفرض الإتاوات، وتبنيها خطاباً وأسلوباً عدائياً متطرفاً، يهدف لتحويل اليمن إلى بؤرة إرهابية".
وأوضح الخبير الأمني أن وضع المليشيا الحوثية على القائمة السوداء الدولية تأخر كثيراً، ورغم ذلك فلابد من وضع تدابير خاصة للبدء في اتخاذ الإجراءات التنفيذية للحد من الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للمليشيا  الحوثية، مشدداً على ضرورة الشروع في تنفيذ الخطوات المتبعة لتحجيم تحركات قادتها وكوادرها حول العالم وفي اليمن.

الاستفادة من القرار الأخير
ويرى المحلل السياسي اليمني أحمد عائض  أن تنفيذ القرارات الدولية يحتاج إلى عدة قرارات موازية، لافتاً إلى أن هذا الأمر، يقتضي من مجلس النواب الشرعي في اليمن إقرار قانون مكافحة الإرهاب، والتصديق على تصنيف مليشيا  «الحوثيين» كيان إرهابي، على نحو يغير من استراتيجية المعركة، ويجعل المجتمع الدولي ملزماً بمحاربة الإرهاب.
وأشار عائض  إلى أن كل ما تقوم به هذه العصابة الإرهابية في اليمن من استهداف للأعيان المدنية في المناطق المحررة أو خارج حدود اليمن، لا سيما الإرهاب في المياه الإقليمية واستهداف الملاحة الدولية، هي أعمال إرهابية تتطلب وقفة جادة من قبل الجميع، والاستفادة من القرار الأخير.

فرصة لا تتكرر
¤ عوض سالم مهتم بالشأن السياسي قال:

تصنيف مليشيا «الحوثيين» كيان إرهابي، تعتبر نجاحًا كبيرًا للدبلوماسية للتحالف العربي، ويأتي في توقيت حساس للغاية، ويعزل مليشيا «الحوثي» دولياً، مشيراً إلى أن هذا القرار لا يكفي الترحيب به من الجانب اليمني والحكومة اليمنية بقدر ما يحتاج إجراءات أخرى موازية لمثل هذا القرار. ويجب على حكومة الشرعية أن تستغل مثل هذا القرار في صالحها، وتعمل على تضييق الخناق على قادة مليشيا الحوثي وتفضح كل المتعاونين مع هذه المليشيا لأن مثل هذه الفرصة لا تتكرر.

تشديد العقوبات الاقتصادية
¤ نجيب عقلان /مواطن يقول: 
التأثير على مليشيا الحوثي سيكون كبيرًا. فهناك
مطالب واضحة بتشديد العقوبات الاقتصادية، متضمنة مصادرة أموال كافة عناصر الحوثي الإرهابية في البنوك، إلى جانب بعض الشخصيات المعروفة في المنطقة التي تستخدم لتمويل عصابة الحوثي بالمال والعتاد والأسلحة، وهي أمور ضرورية في سبيل وقف أي إمدادات لمليشيا «الحوثي».
ولا شك أن هذا القرار  سينعكس  على الأرض وعلى معركة اليمنيين مع المليشيات حيث ستفقد المليشيا الكثير من الدعم، وسيقطع عنها مصادر السلاح. فاذا حاولت ايران مجددًا دعم المليشيا بالسلاح فسيؤخذ عليها ذلك وقد تجد نفسها أيضًا محاطة بعقوبات مماثلة.
المعركة القادمة ستكون لصالح الجيش الوطني وهذا يتطلب استغلال الفرصة التي قيدت مليشيا الحوثي بمثل هذا التصنيف.

¤ محسن بامطرف/محلل سياسي قال: 
العقوبات المستمرة على مليشيا «الحوثي» ككيان إرهابي، إلى جانب عناصره القيادية، من شأنه أن يقلص بشدة وصول الأسلحة، مع استمرار الجهود الدولية المشتركة لمواجهته داخل الأراضي اليمنية، مشيداً بالجهود العربية التي توجت بتحقيق انتصارات دبلوماسية دولية، 
واشار بامطرف أنه من الضروري التزام جميع الدول بالقرارات الدولية، الأمر الذي يسهل تقويض جماعة «الحوثي» وفرض القرارات عليها، محذراً من التفاف بعض الدول على القرار، وعدم تطبيقه على أرض الواقع.

المسمار الأخير في نعش الحوثيين
¤ منير فوزي / مواطن قال: 
القرار  الجديد يمثل انتصاراً للدبلوماسية، ودعماً للشعب اليمني. الأمر يتعلق بضرورة التعامل مع مليشيا «الحوثي» على أنها إرهابية. شدد على أنه يجب تطبيق ميثاق الأمم المتحدة المتمثل في محاسبة مرتكبي الأعمال الإرهابية، ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم إلى العدالة.
وأشار فوزي إلى ان تأثير القرار على مليشيا الحوثي الارهابية سيعطي نتائج ايجابية. 
مؤكداً على ضرورة التزام الجميع بالتعامل مع المليشيا الحوثي الإرهابية ككيان ارهابي وتطبيق القرار على الأرض، بالشكل الذي يساعد اليمنيين على العيش بسلام بعيداً عن حالة الحرب التي لا تنتهي منذ مايقارب ال 10 سنوات كاملة تسببت في حالة من الفوضى .
هذا القرار يبدو  أنه المسمار الأخير في نعش مليشيا الحوثي الإرهابية.