جماعة الحوثي الإرهابية تهدد الأمن الإقليمي والمصالح الأمريكية .. والحل سياسي

03:29 2024/02/17

تدرك واشنطن بوضوح مدى خطورة الحوثيين في اليمن وتأثيرهم السلبي على الوضع في المنطقة، وأن وجودهم  في اليمن يشكّل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي والاستقرار في المنطقة بشكل عام حيث تعتبر جماعة الحوثي منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، تستخدم العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها السياسية.
إن العلاقة بين إيران والحوثيين تتمثل في دعم إيران لهذه الجماعة المتمردة من خلال تزويدهم بالسلاح والتمويل والتدريب.

الحوثيون وكلاء لإيران
 العديد من المراقبين يعلمون أن إيران تستخدم الحوثيين كوكلاء لها في المنطقة لتعزيز نفوذها وتحقيق مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية. 
على سبيل المثال، تشير الأدلة إلى أن إيران تزوّد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة البحرية لاستهداف السفن المارة في الممرات المائية الدولية.
وتدرك الولايات المتحدة أن الحل الشامل للأزمة في اليمن يكمن في التوصل إلى اتفاق سياسي يضمن استقرار البلاد، ويحقق مطالب الشعب اليمني. 
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تدرك أيضا أن إيران لديها دور رئيسي في تصعيد الأزمة وتعطيل أي محاولة للتوصل إلى حل سياسي. لذا، تسعى الولايات المتحدة إلى التفاوض مع إيران لمحاولة إقناعها بوقف دعمها للحوثيين والمساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة.

الحوثي عرض المرض وليس المرض


كما تدرك واشنطن أن الحوثي عرض المرض وليس المرض. ونعلم جميعًا أن الحوثيين، المتمردين في اليمن، هم جماعة مسلحة تنتمي إلى الطائفة الشيعية الإيرانية، وتمردت على الحكومة اليمنية. 
وبالرغم من أنهم يدعون الدفاع عن الشعب اليمني ومحاربة الاستبداد، إلا أن تحركاتهم وأفعالهم تعكس أجندة إيرانية، وتهدف إلى تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

وتعتبر الحرب في اليمن جزءًا من الصراع الإقليمي بين إيران والمملكة العربية السعودية. 
تدعم إيران الحوثيين بالأسلحة والمال والتدريب، وتستغلهم كأداة للتأثير على الأحداث في اليمن وتهديد مصالح السعودية في المنطقة، وتحاول إيران بذلك تعزيز حضورها ونفوذها في البحر الأحمر والمنطقة العربية القريبة.
من جانبها، تدرك واشنطن أهمية تطويق نفوذ إيران والحد من تدخلها في الشؤون الإقليمية. ولذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى إيجاد حلول سياسية للنزاع في اليمن وتأمين المصالح الإقليمية والاستقرار في المنطقة.
وتجري مناقشات بين الولايات المتحدة وإيران في قنوات خلفية، تتناول قضايا مختلفة بما في ذلك الحوثيين في اليمن، وتتضمن هذه المناقشات مفاوضات ومقايضات لتحقيق مصالح الطرفين وتقليل التصعيد في المنطقة.

مصلحة اليمن ليست في الحرب والصراع
مع ذلك، يجب أن نتذكر أن مصلحة اليمن وشعبه ليست في الحرب والصراع المستمر، لأن  الصراع الحالي يتسبب في دمار هائل وأزمة إنسانية خانقة في اليمن، حيث يعاني الشعب اليمني من نقص في الموارد الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وبالتالي، يجب أن يكون هدفنا الأساسي هو إنهاء الحرب والصراع في اليمن من خلال التوصل إلى حل سياسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويعيد الاستقرار إلى المنطقة. كما يجب أن تعمل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام على تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية والسعي للتوصل إلى حل سلمي.
وتتعقد المسألة أكثر بالنظر إلى العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة وإيران، فإيران تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة والتصدي للتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للدول العربية، وبالمقابل تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة والحد من تأثير إيران السلبي.

مقايضات سرية بين أمريكا وإيران
لذا، قد تجري المقايضات والمناقشات السرية بين الولايات المتحدة وإيران لتحقيق مصالحهما المشتركة، ويأمل الجميع في تسوية سياسية للأزمة التي يدفع ثمنها الشعب اليمني، كما أنها تهدد مصالح كل دول المنطقة.
وعليه، يجب أن يتعاون الجميع، بما في ذلك إيران، لإيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن لضمان استقرار المنطقة، وعلى إيران وقف دعمها للحوثيين، والسعي للتوصل إلى حل سياسي يضمن استقرار اليمن، ويحقق مصالح الشعب اليمني، وأن  تدرك أن استمرار تدخلها في اليمن لن يكون في مصلحتها على المدى الطويل، بل سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وتصعيد التوتر في المنطقة.
بالتالي، على الحكومة الأمريكية أن تدرك بوضوح أن الحل الشامل للأزمة في اليمن يتطلب التعاون مع إيران والعمل على تحقيق مصالح مشتركة في المنطقة.

الضغط الدبلوماسي على إيران
ويجب أن يتم تطبيق الضغط الدبلوماسي على إيران لإقناعها بوقف دعمها للحوثيين والمساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن. فالتوصل لحل سياسي سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وخفض حالات التصعيد والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
فعلى الرغم من أن الحوثيين يمثلون تهديدًا للأمن الإقليمي والمصالح الأمريكية في المنطقة، إلا أن الحل النهائي للأزمة يجب أن يتم بمشاركة إيران وبما يحقق مصلحة الشعب اليمني والاستقرار الإقليمي.
وبالتالي، تدرك واشنطن أن التسوية النهائية لمشكلة الحوثي لا تكون في اليمن فقط، بل تتطلب المشاركة والتفاوض مع إيران وتحديد حدود المصالح لكل طرف في المنطقة. 
يجب أن تعمل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.