إيران وأمريكا.. حبايب في السر.. أعداء في العلن (2 – 4)
في مقابل التساهل والتواطؤ الإيراني، نجد أن أمريكا أطلقت يد إيران في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا بشكل ملفت للنظر، ففي سوريا ولبنان نجد حزب الله وفيالق وقادة إيرانيين يشاركون في القتال.
أضف لذ لك كافة أشكال الدعم، ولا يمكن للمرء أن يتصور أن هذا يحصل بدون رضا أمريكا.. لكن الحقيقية أن ما يصدر من الطرفين من تصريحات وتهديدات عنترية هي على غير الحقيقة وأن ما يجري بين الطرفين فوق الطاولة هو خلاف ما يجري تحتها بل يناقضه كل المناقضة.
وفي الملف والبرنامج النووي الإيراني فإن أمريكا هي من يشكل الحماية لهذا البرنامج.
أقوال الطرفين مجافية ومناقضة للمواقف العملية والتي تمارس على أرض الواقع، والحكم على سياسة الدول يرجع للمواقف والأفعال لا للتصريحات الإعلامية والخطابية.. وبذلك تظهر أن السياسة الإيرانية تسير مع السياسة الأمريكية..
ومنذ عدة عقود تبحث الولايات المتحدة، ومن ورائها إسرائيل، عن ثغرة تنفذ بها إلى البحر الأحمر، والخليج العربي، لتسيطر على منافذ بحرية غاية في الخطورة والأهمية.. بها تستطيع أن تطوق العالم، ولاسيما عدويها اللدودين؛ الصين وروسيا، وتحكم سيطرتها على الوطن العربي بكامله.
الوجود العسكري الأمريكي في هذه المنطقة يحقق لها حلمًا، هو إجهاض مشروع طريق الحرير الصيني.. هذا الحلم لم يكن ليتحقق لولا الصواريخ التي أطلقها الحوثيون باتجاه إسرائيل؛ بزعم الدفاع عن غزة، رغم أن ثمة أهدافا إسرائيلية على بعد مرمى حجر من اليمن، لم ينظروا إليها.. بل فضلوا استهداف السفن المارة في البحر الأحمر؛ ما منح أمريكا وبريطانيا الفرصة والمسوغ لتواجد عسكري، وقصف المدنيين في اليمن.
أمريكا، ومعها إسرائيل، ستدخل اليمن، ولا أتوقع أن تخرج منها قبل عقدين من الزمان، على الأقل، ولنا العبرة في العراق! ومن هنا، يمكننا القول؛ إن صواريخ الحوثيين هي بمثابة هدية، غير مجانية بالطبع، من السيد علي الحسينيّ الخامنئي، المرشد الإيراني الأعلى، لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحليفه الصهيوني بنيامين نتنياهو.
التغلغل الإيراني المتزايد في المنطقة
قالها باحث سوري كبير يعيش في أمريكا: “لا تتفاجؤوا بالتغلغل الإيراني المتزايد في المنطقة عموما وسوريا خصوصا؛ فهناك اتفاق بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، يسمح لإيران بالتمدد واستعداء العرب للتخفيف من العداء العربي لإسرائيل”.
بعبارة أخرى هناك اتفاق بين إسرائيل وإيران على تقاسم العداء مع العرب، فبدلا من أن تظل إسرائيل البعبع والعدو الوحيد للعرب في المنطقة، تتقاسم العداء مع إيران، بحيث يخف الضغط على إسرائيل. ولو نظرنا الآن لوجدنا ثمرات هذا الاتفاق على الأرض.