ماذا وراء خلية التهريب الحوثية ؟!

12:29 2024/02/15

تمكّنت شعبة الاستخبارات التابعة للمقاومة الوطنية بالساحل الغربي من اكتشاف خلية تهريب أسلحة وديزل ونفط، تحت جنح تجارة الأبقار من ميناء بربرة بالصومال إلى ميناء الصليف بالحديدة،  ويعد إنجازاً نوعياً يضاف إلى إنجازات المقاومة الوطنية بالساحل الغربي.

ما لفت انتباهي من خلال الاستماع إلى أفراد الخلية عبر الفيديو الذي بثته قناة اليمن اليوم هو حجم المبالغ الكبيرة التي تنفقها المليشيات الحوثية على المهربين إلى مناطقها.

وما لفت انتباهي أكثر هو أن المليشيات في كثير من الأحيان تدفع للمهربين مبالغاً كبيرة بالريال السعودي، حيث وصلت بعض المكافآت المالية التي صُرفت للمهربين، حد ما جاء على لسان أحد أفراد الخلية، إلى 27 آلف ريال سعودي، بما يعادل أو يزيد على 12 مليون ريال يمنى، وهو مبلغ كبير.

أيضاً لفت انتباهي كيف إن المليشيات تنتهج أساليب التوظيف للمهربين من خلال انتقائهم من البحارة الذين يعملون في الاصطياد البحري، ولكن قبل ذلك من استغلال ظروفهم المعيشية والاقتصادية الصعبة إثر توقف عمليات الاصطياد بسبب المخاطر الناجمة عن مشاكل الملاحة البحرية في البحر الأحمر، حيث استغلت المليشيات الحوثية هذه الظروف، وانتقت هؤلاء البحارة للقيام بأعمالها القذرة في تهريب الأسلحة تارة وتارة المشتقات النفطية.

إذن، ماذا وراء اكتشاف خلية التهريب؟،  هو كل ما لفت انتباهي و أشرت إليه أعلاه، بدليل الذي ورد على لسان أحد أفراد الخلية بالتأكيد على إنهم تلقوا دورات ثقافية قبل توجيههم لتنفيذ عملية التهريب.

ما يعني ان المليشيات الحوثية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك والظن، أنها ماضية في مشروعها الإيراني حتى النهاية.

إن ما أدلى به الأفراد الذين تم إلقاء القبض عليهم في الخوخة، من اعترافات خطيرة يجب الوقوف عليها وتحليلها على أكثر من جانب، والتعامل معها أي مع المليشيات الحوثية وفقاً لما تقتضيه ليس فقط هذه العمليات التهريبية، بل وغيرها من الممارسات المختلفة التي تؤكد أن لا حلول ولا تسويات سياسية سوف تفضي إلى مصالحة وطنية حقيقية معها، الأمر الذي يُلزم دولة الشرعية بضرورة الإسراع في العمل العسكري لتحرير المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، وصولاً إلى تحرير العاصمة صنعاء، واستعادة الدولة بكافة مؤسساتها المصادرة منذ سنوات تسع. ذلك هو المطلب الرئيس الذي يجب ان تضطلع به قيادة الشرعية.