Image

آخر تطورات مسرحية البحر الأحمر .. خطة "إيرانية – حوثية" جديدة للهروب من قائمة الإرهاب .. ودور جديد لجيبوتي في باب المندب

شهدت الساعات القليلة الماضية، تطورات جديدة في مشهد مسرحية البحر التي تدور بين تحالف واشنطن – إيران، أبرزها الحبكة الجديدة التي تستهدف منع تصنيف مليشيات الحوثي الإيرانية في قائمة الارهاب الأمريكية، ومنح جيبوتي دورًا فاعلًا في باب المندب، وهي إحدى نتائج مغامرة الحوثيين بالمكتسبات اليمنية.

مسقط أولى خيوط الانقاذ

وفي هذا الصدد، تحدثت مصادر دبلوماسية عربية، بأن سلطنة عمان تعهدت بالعمل على انهاء الهجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وان وسيطها يبحث مع الحوثيين ذلك.

وأكدت المصادر، أن مليشيات الحوثي التزمت بوقف الهجمات قبل انتهاء المدة المحددة من واشنطن لبدء إجراءات تصنيفها منظمة إرهابية، والتي تنتهي في نهاية الاسبوع الحالي.

ثاني خيوط الانقاذ من طهران

ويتمثل خيط الانقاذ الثاني للحوثيين، في مسرحية التحذيرات التي اطلقها قائد "الحرس الثوري" الإيراني حسين سلامي، من مغبة مهاجمة سفن إيرانية في البحر الأحمر، متوعداً بهجمات مضاعفة، رداً على أي هجوم.

جاء خلال مناورات اجرتها قواته حاكت هجوماً على قاعدة جوية في إسرائيل، حيث نقلت وسائل إعلام إيرانية عن سلامي قوله أمام مجموعة من قادة قواته بمناسبة يوم "الحرس الثوري": إن "الحرس بلغ نقطة إذا دخل ساحة الحرب العسكرية سيكون المنتصر، وإذا كانت حرباً إلكترونية سيهزم الأعداء، وإذا كانت حرب سفن، وضربوا سفننا، من المؤكد سنضرب سفناً أكثر".

يأتي تحذير قائد "الحرس الثوري" وسط تصاعد التوترات البحرية، جراء هجمات شنتها مليشيات الحوثي ذراع ايران في اليمن، ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، منذ نوفمبر الماضي، والتي جاءت بعد تصريحات للمرشد الايراني.

تصريحات دعائية

وتواصل قيادات السلطات العسكرية الايرانية اطلاق تصريحات دون القيام بأي فعل منذ الـ7 من اكتوبر الماضي، ومنها ما اعلنه الجنرال غلام علي رشيد، قائد مقر "خاتم الأنبياء"، غرفة العمليات في هيئة الأركان المسلحة الايرانية، من أن "أي خطأ في حسابات الأعداء ستكون تكلفته أكثر من إنجازاتها".

وقال رشيد: "الأعداء يعلمون أننا نرصد تحركاتهم، ومستعدون لفرض تكلفة أكثر من الإنجازات في حال ارتكبوا خطأ في الحسابات وهاجموا إيران"، مضيفا: "سنحول أي عمل تكتيكي لهم إلى فشل استراتيجي، باختيار الزمان والمكان واستخدام الأدوات المناسبة والأساليب غير التقليدية".

حادث مفتعل

وتأتي تصريحات المسؤولين الايرانيين، بعد يوم واحد من استهداف الحوثيين سفينة في البحر الأحمر، كانت متجهة إلى إيران، في حادث وصف بـ "المفتعل" لإظهار عدم سيطرة طهران على قرار مليشيات الحوثي.

كما جاء الهجوم مع الكشف عن تواطؤ القوات الامريكية في المياه الدولية بالبحر الاحمر وخليج عدن، عن عمليات تهريب الحرس الثوري الايراني لشحنات اسلحة متطورة إلى الحوثيين في اليمن.

تصريحات متناقضة

وفيما اعتبرت تصريحات متناقضة للحوثيين، وصفت وسائل اعلام عربية، ما ورد في كلمة عبدالملك الحوثي، زعيم مليشيات الحوثي الايرانية في اليمن، (الثلاثاء)، إنه لم تعبر أي سفينة مرتبطة بإسرائيل البحر الأحمر خلال الأسابيع الأخيرة، متناقضا ما اعلنته الجماعة، الاثنين، انها استهدفت سفينتين امريكية وبريطانية في البحر الأحمر.

ووفقا لوسائل الاعلام العربية، فإن تصريحات الحوثي، تؤكد بان هجماتهم التي تشنها عناصرهم الايرانية في البحر الأحمر وخليج عدن منذ ثلاثة اشهر، لم تكن تستهدف السفن الاسرائيلية وانما تستهدف السفن التجارية المدنية.

ونقلوا عن الحوثي، أن "التمكن من المنع التام لحركة وعبور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي دليل واضح على فاعلية العمليات العسكرية البحرية لشعبنا"، في حين تؤكد جميع البيانات الامريكية والبريطانية ان جميع هجمات الحوثيين تم افشالها او سقطت في البحر ولم تكن دقيقة.

وفيما اعتبرت الوسائل تصريحات الحوثي ايضا، مؤشرا للتوقف عن شن مزيد من الهجمات في اطار المسرحية التي يتم حبكها من قبل ايران وواشنطن للجماعة للهروب من تصنيفها كجماعة ارهابية من قبل واشنطن.

جيبوتي في باب المندب

وفي هذا الصدد، اكدت مصادر دبلوماسية يمنية، أن تصريحات المسؤولين في جيبوتي حول دورهم في احتواء ازمة البحر الأحمر، وتنسيقهم الواسع مع دول المنطقة والعالم في هذا الخصوص، يؤكد أنه تم منحها دورا كبيرا في الاشراف على الممر المائي الأهم في العالم "باب المندب"، ما يعد إحدى النتائج السلبية على السيادة اليمنية التي تسببت بها مليشيات الحوثي وايران.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، عن قائد خفر السواحل الجيبوتية العقيد بحري ركن "وعيس عمر بقرّي"، أن قوات خفر السواحل الجيبوتية ضاعفت دورياتها في منطقة باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن، ثلاثة أضعاف مقارنةً بالأوقات العادية، بصفتها منطقة حيوية تمثل شريان التجارة والطاقة للعالم، معبّراً عن اعتقاده أن تأثير التوتر الحالي في الأمن البحري الجيبوتي سيكون محدوداً، وسيظل كذلك في المستقبل المنظور.

وأوضح العقيد بقرّي، أن قوات خفر السواحل الجيبوتي لديها تنسيق عالٍ مع البحرية الجيبوتية والقوات البحرية الأخرى التي تتركز فيما وراء المياه الإقليمية الجيبوتية، لتأمين السفن والتجارة العالمية التي تمر عبر باب المندب وخليج عدن وغرب المحيط الهندي.

وأكد بقرّي، الذي كان يتحدث من مقر خفر السواحل الجيبوتية، أن قواته قدمت خلال الأسابيع القليلة الماضية المساعدة والخدمات الأمنية وأنقذت الكثير من السفن المتأثرة بتصاعد التوتر في البحر الأحمر، مضيفاً: "كذلك هناك سفن منتظرة لأسباب أمنية، وهناك بعض السفن تضررت وجاءت للصيانة وتمت صيانتها هنا ثم واصلت رحلتها، وما زالت بعض السفن موجودة لأن منطقتنا آمنة".

تنسيق مع السعودية

وقدم قائد قوات خفر السواحل الجيبوتية، وهو أحد خريجي "كلية الملك فهد البحرية" في الجبيل، شكره للحكومتين الجيبوتية والسعودية على تنسيقهما واهتمامهما وجهودهما الجبارة في تأمين الأمن البحري في هذه المنطقة الحيوية للعالم.

وأكد بقرّي أن هناك خططاً واستراتيجيات جاهزة لمواجهة أي تحديات الآن وفي المستقبل، على حد تعبيره، كما تحدث عن الكثير من الملفات المهمة الأخرى. وأوضح بقرّي أن "خفر السواحل الجيبوتية مؤسسة مهامها التأمين البحري، وتعمل جاهدةً وتبذل قصارى جهدها لتأدية واجباتها في البحر، خصوصاً المياه الإقليمية الجيبوتية وما جاورها من المياه الدولية".

وأضاف: "نبذل جهوداً جبارة لحفظ الأمن البحري وإنقاذ الأنفس وتطبيق القانون الوطني والدولي البحري، خصوصاً في هذه الأوقات الحرجة التي نضاعف فيها الجهد لنصل إلى الهدف المنشود وهو تأمين الأموال والسفن والناس الذين يعملون في البحر".

مضاعفة الدوريات البحرية

وأكد المسؤول الجيبوتي أن تصاعد التوتر في المنطقة في الوقت الحالي، خصوصاً ما يدور في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وغرب المحيط الهندي من القرصنة، دفع خفر السواحل الجيبوتية إلى مضاعفة جهودها لحفظ الأمن البحري في المياه الإقليمية والمياه المجاورة لها.

وتابع: "من ناحية أخرى، نشارك القوات الموجودة في المنطقة، وفي مقدمتها القوات البحرية الجيبوتية والقوات البحرية الأخرى التي تتركز فيما وراء المياه الإقليمية الجيبوتية، وننسّق ونتعاون ونتبادل الخبرات. والهدف المنشود هو كيف نحافظ على الأمن البحري، وكيف تكون السفن والتجارة العالمية التي تمر عبر باب المندب وخليج عدن وغرب المحيط الهندي آمنة في هذه المنطقة". وأكد قائد خفر السواحل الجيبوتية أن تأثير الأحداث الجارية في البحر الأحمر وخليج عدن محدود على جيبوتي وسيظل كذلك مستقبلاً.

جاهزون لمواجهة التهديدات

وقال العقيد بقرّي: "بالتأكيد لو جارك يحترق بالنار فإنها تصل إليك بدرجات متفاوتة من الخطورة، ولكن ولله الحمد وبالجهود الجبارة التي تقدمها جمهورية جيبوتي لتأمين حدودها البحرية والبرية، فقد جاءت ثمارها ولم يتأثر الأمن والاقتصاد الجيبوتي بما يحدث في المنطقة، ونتمنى أن يتواصل ذلك وينعم هذا البلد بالرخاء ونعمة الأمن، كما نتمنى لأشقائنا في الجوار أن يتمتعوا بنفس الأمن والاستقرار".

وتقول الصحيفة: "بينما كان العقيد بقرّي يستعرض بعض السفن التجارية الراسية في المياه الإقليمية الجيبوتية، أكد أن لدى بلاده "خططاً واستراتيجية جاهزة لمواجهة أي تحديات تحدث في هذه المنطقة".

وقال العقيد بقرّي: "داخل المياه الإقليمية الجيبوتية وخارجها، قدم خفر السواحل المساعدة والخدمات الأمنية لعدد كبير من السفن التجارية المارة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن خلال الأحداث الحالية".

وأضاف: "قدمنا المساعدة لعدد كبير من السفن، بل قدمنا تسهيلات لسفن خارج المنطقة. ورغم أن المياه الإقليمية تبعد عدة أميال بحرية عن الشاطئ الجيبوتي فقد قدمنا للسفن خدمات أمنية، وأنقذنا بعضها من هجوم القرصنة داخل باب المندب. أتذكّر ثلاث سفن وثلاث عمليات في الأسابيع الماضية".

 وتابع: "في الأحداث الموجودة الآن نساعد على تأمين السفن وعبورها بسلام في المنطقة". 

القواعد العسكرية

وفي رده على سؤال للصحيفة عما إذا كانت هناك مخاوف من استهداف القواعد العسكرية الأجنبية في جيبوتي، جراء التوتر في البحر الأحمر مع جماعة الحوثيين، أجاب العقيد بقوله: "القواعد عبارة عن قواعد رمزية ولا تشارك في المشكلات، أغلبية بحريتهم غير موجودة، بل نحن الموجودون في البحر، وهم مجموعات صغيرة موجودة على الأرض فقط ولا علاقة لهم بما يجري في البحر، فهم بمثابة ضيوف لدينا آمنون، ولا أعتقد أن القواعد سوف تتأثر بما يدور في البحر الأحمر وباب المندب".

مصر تجدد تحذيرها 

من جانبها، جددت مصر التحذير من مخاطر اتساع رقعة الصراع في المنطقة نتيجة استمرار الهجمات الحوثية في البحر الاحمر والاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة داعية إلى “تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لخفض حدة التوتر لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار وتهديد السلم والأمن الدوليين”.

وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، في نبأ عاجل، بأن مصر تُعرب عن قلقها من تصاعد العمليات العسكرية في منطقة البحر الأحمر، والغارات الجوية التي يتم توجيهها لعدد من مناطق شمال اليمن.

وقال مصدر رفيع المستوى إن مصر تتابع عن كثب الموقف في رفح الفلسطينية ومستعدة للتعامل مع كل السيناريوهات.

وأضاف، أن "مصر تدعو إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لخفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر".