انتفاضة ديسمبر وقائدها من رسما الوعي الرافض للفوضى.. اليمنيون يرسلون ما يُسمى بـ 11 فبراير إلى مزبلة التاريخ
مَرَّت الذكرى الـ 13 لنكبة ما يُسمى بـ 11 فبراير، هذا العام، على اليمنيين وهم أكثر وعيًا ومعرفة بمواطن الأمور التي قادت الجماعات الإرهابية إلى القيام بفوضى 2011، و خلَّفت النتائج الكارثية التي تعيشها البلاد اليوم.
ولأول مرة، لم تشهد البلاد أي مظاهر للاحتفال بذكرى الفوضى، وحلت بدلًا عنها موجة من الرفض الشعبي والرسمي، لتك الذكرى التي يطلق عليها اليمنيون صفات سيئة مثل "النكبة، والكارثة المشؤومة" وغيرها من التسميات المعبّرة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية والتي تؤكد كلها بأن يوم ذكراها أرسل إلى مزبلة التاريخ، ومحي من ذاكرة اليمنيين.
خلافات الشركاء
وشهدت ذكرى نكبة 11 فبراير هذا العام، خلافات حادة بين شركاء الفوضى التي انتجت تلك الذكرى في العام 2011، حيث انقسمت جماعة الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" فيما بينها بين مؤيد رافض لها، كما حدث في محافظة مأرب التي رفض محافظها الاصلاحي سلطان العرادة إقامة أي مظاهر للاحتفال بذكراها، وبين من دعا للعودة للتحالف مع مليشيات الحوثي الارهابية شريك الساحات، لتكوين جبهة جديدة ضد اليمنيين.
فيما بقيت أصوات إصلاحية غير مؤثرة ظهرت "بشكل باهت" وهي تحاول إحياء ذكرى اليوم المشؤوم في محافظة تعز، لكنها قوبلت باستهجان ورفض شعبي ورسمي.
نفخ الرماد في العاصفة
وشبه اليمنيون محاولة بقايا الاصلاح المنبوذة في تعز الاحتفاء بذكرى النكبة التي حلت على اليمنيين بالوبال، بأنها بمثابة "نفخ الرماد" في العاصفة، فلم يعد هناك من يرضى الاحتفاء بمصائب اليمنيين التي حلت عليهم من وراء ذكرى تلك الفوضى، التي حوّلت حياتهم إلى جحيم.
لقد أكدت جميع الشواهد اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، بأن البلاد مرت بعاصفة رفض شعبي ليس لها مثيل مع مرور ذكرى اليوم المشؤوم، أكد فيها اليمنيون رفضهم للفوضى وكل ما نتج عنها واولها انقلاب 21 سبتمبر 2014 الذي قامت به مليشيات الحوثي الارهابية ذراع ايران في اليمن.
كما أكدت بأن فصيل حزب الاصلاح المسيطر على المناطق المحررة في محافظة تعز، بات خارج الحسابات الوطنية والرسمية والشعبية، وانه يدور في حلقة "الفساد" التي انتهجها منذ فوضى 2011.
تلاشي آثار النكبة
لقد شكلت انتفاضة 2 ديسمبر التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفاقه من اليمنيين الشرفاء، في نهاية العام 2017، بداية تكون الوعي الرافض للفوضى، فكانت بداية تلاشي آثارها وزوالها من عقول اليمنيين، قبل زوالها من ذاكرتهم التاريخية.
وذكرت العديد من منشورات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن البداية الحقيقية للوعي الرافض الذي سجله اليمنيون بذكرى النكبة الـ 13، كانت من تلك الانتفاضة التي خرجت بالوصايا العشر التي هي نبراس الوعي الثوري الرافض للتدخلات الاجنبية في شؤون بلادهم.
وأكدوا بأن هذا العام شهد تلاشي ما تبقى من آثار "نكبة فبراير"، وبات الجميع يستعدون لاستعادة دولتهم من بقايا الانقلاب المتمثلة بعناصر مليشيات الحوثي الارهابية التي باتت هي الأخرى منبوذة محليا وعربيا ودوليا، على عكس ما يروج إعلامها المضلل.
يوم العمالة للخارج
واعتبر اليمنيون خلال تفاعلهم بـ "وأد" النكبة إلى الأبد، بأنها كانت ذكرى لبداية التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية التي ظلت محمية بنظامها الجمهوري وقائدها المحنك الرئيس علي عبدالله صالح.
فحينها، ظهر للعيان التدخل الأمريكي في اليمن لأول مرة وبشكل مباشر واستمر حتى اليوم، كما ظهرت العمالة لقطر وتركيا وايران، وتجلت في الدعم المالي وبكافة أشكال الدعم الأخرى التي أدت لتدمير مؤسسات الدولة، واستبدال النظام بكيانات تتلقى الأوامر والتوجيهات من الخارج، وتنتظر نهاية كل شهر حفنة من الأموال المدنسة والملطخة بدماء اليمنيين.
وأشارت تفاعلات اليمنيين الرافضة للنكبة، إلى ما كشفه الزعيم الصالح حينها، عن وجود "غرفة عمليات لزعزعة اليمن والوطن العربي، في تل ابيب وتدار من البيت الابيض، "ما اصحاب الربيع العبري ما هم الا منفذين لما ينتج من تلك الغرفة".
وذكرت التفاعلات بأن فوضى فبراير 2011 في اليمن، كانت نكبة وطن، تمت بموجب مخطط أمريكي استهداف النظام الذي كان حجر عثرة أمامهم، واليوم هم يرسمون كل ما يجري في البلاد وما سيجري في المستقبل من خلال ما يسمى بمساعي السلام التي يتم صياغة بنودها وفقًا للمصالح الأمريكية والغربية ودول في المنطقة موَّلت فوضى 2011.
"الإصلاح" ولعنة التاريخ
وحمّل رئيس تحرير صحيفة وموقع "عدن الغد" فتحي بن لزرق، حزب الإصلاح، المسؤولية المباشرة عما آلت إليه الأوضاع في البلاد من سوء، كما حمّلهم المسؤولية في إدخال الحوثيين إلى صنعاء وبقية مناطق اليمن من خلال فوضى 2011.
وقال في منشور على منصّة "إكس" :"هناك حقائق يجب أن تقال كي لا يُزيّف التاريخ"، معتبرًا أنّ الحوثيين دخلوا صنعاء في التاريخ المذكور وليس في 21 سبتمبر 2014، وأن حزب الإصلاح هو أول من تحالف معهم وجاء بهم إلى العاصمة وليس الرئيس علي عبدالله صالح".
وأضاف بن لزرق: "سقطت معسكرات الدولة ومؤسساتها في الجوف وصعدة وصنعاء بيد المجاميع الخارجة عن الدولة في 2011 وليس كما يحاول البعض أن يصوره بأنه حدث في 2014 فقط". وأوضح بالقول: "تعرّضت الدولة لانقلاب متكامل الأركان في 2011 بداية، واستُكمل في 2014 حينما جاءت الميليشيات المسلحة وفرضت خيار القوة المسلحة لانتزاع الجزء الأكبر من سلطة الدولة وأسمت ما حدث بثورة، وأسمت ما قام به غيرها انقلابًا، فيما كلاهما انقلاب".
نكبة الثروة والمناصب
وذكّر الصحفي بن لزرق، بأن حزب الإصلاح أصبح "بعد 2011 شريكًا في نصف مناصب الدولة ومؤسساتها دون انتخابات، ولكن بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع، وان عناصر الإصلاح استفادت بشكل مباشر من الفوضى، حيث أصبح جميع من خرجوا للساحات من عناصره اليوم "رجال أعمال وأثرياء وأصحاب مشاريع ضخمة في الخارج"، وكل شعارات العدالة والمعيشة والحقوق لم يحققوا منها شيئا للشعب.