نداء استغاثة

09:00 2024/02/03

في أحد البلدان حاصرت السيول والفيضانات عددًا من الكلاب، فرفع مواطن نداء استغاثة عاجل للحكومة، والتي أعلنت حالة الطوارئ في البلاد وعقدت اجتماعًا متواصلًا حتى تم إنقاذ الكلاب ليخرج بعدها رئيس الوزراء قائلاً: "ما كنت لاستمر في منصبي في  حال فشلت عملية الإنقاذ".. يا سبحان الله !

العبرة هنا،  كيف تفاعل المسؤولون  مع المناشدة الخاصة لإنقاذ حياة الكلاب بنداء استغاثة واحد، وعندنا في اليمن الآلاف من نداءات الاستغاثة لإنقاذ حياة الشعب اليمني. أحد الكُتَّاب كتب نداء استغاثة للمرة الألف لإنقاذ الشعب اليمني من خطر مجاعة وشيك، ولم يستجب له أحد.

هناك مئات الأطفال يموتون يومياً بسبب إنعدام الرعاية الصحية الأولية، والآلاف من أبناء الشعب اليمني لا يجدون قوت يومهم. انقلُ هذه المعاناة من أوساط الشعب  في اليمن، ومن داخل العاصمة المؤقتة للشرعية عدَن، والتي أصبحت سجنًا يضيق بمن فيه.


فهل يقرأ المسؤولون وأعضاء المجلس الرئاسي اليمني ما يكتب عن الآلاف من الناس وهم يموتون جوعا؟ هل شاهدوا مقطع الفيديو الخاص بالطفلة "سالي" والآلاف من القصص والمعاناة التي تُنشر،يومياً في كل المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي؟

في الحقيقة، بدأت أشك في تحرر الوزراء من الأمية، وانهم أميّون لا يجيدون القراءة والكتابة، لذلك لا يكترثون لما ينشر من قصص ومعاناة للشعب اليمني الذين هم مسؤولون عنه أمام الله.  ما يدمي القلب أن هناك من يدافع عن هؤلاء اللصوص وعديمي الضمير، والشعب يتضور جوعاً، لا يجد ما يأكله.

بالأمس كانت هناك حفلة أقامها احد المسؤولين في أرقى الفنادق العالمية، لزواج ابنائه بملايين الدولارات، من ثروة هذ الشعب، وباسم هذ الشعب ينصبون ويجمعون ثرواتهم الطائلة حتى صاروا من الأثرياء.

وقبله أحد المسؤولين أقام حفلة ختان لأحد أحفاده وصفت بحفلة ختان القرن،لكن في المقابل الشعب هو من ساعد على انتشار الفساد بسبب سكوته ورضاءه عما يحصل. يجب على الشعب أن يثور على الفساد، لينعم فيما بعد.