سياسة بريطانيا تجاه الحوثيين: هل تقوض جهود إنهاء معاناة اليمنيين؟

11:00 2024/01/29

تعد الحرب الأهلية في اليمن من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حاليًا، حيث يعاني الشعب اليمني من معاناة لا توصف نتيجة لضعف الحكومة الشرعية و انقلاب مليشيا الحوثي الإيرانية. وعلى الرغم من الجهود الدولية المتواصلة لإيجاد حل للأزمة وإنهاء معاناة اليمنيين، إلا أنه يبدو أن بريطانيا لم تستوعب حقيقة أنها تدعم الحوثيين سياسيًا وأمنيًا، وتقوض بذلك كل تحرك دولي يهدف لإنهاء جرائم هذه المليشيا الإيرانية.

الجزء الأول: الدعم السياسي للحوثيين
على مدار السنوات الماضية، لعبت بريطانيا دورًا مثيرًا للجدل في دعم الحوثيين سياسيًا. فقد تم توجيه اتهامات متكررة لبريطانيا بتقديم الدعم والتشجيع لهذه المليشيا المسلحة التي تنتهك حقوق الإنسان وتنتهج سياسة العنف والتطرف.

 ومن الأمثلة الواضحة على ذلك، تصريحات المسؤولين البريطانيين التي تبرر أعمال الحوثيين وتعتبرها ردًا على الحكومة الشرعية، مما يشير إلى وجود دعم مباشر أو غير مباشر لهذه المليشيا.

الجزء الثاني: الدعم الأمني للحوثيين
بالإضافة إلى الدعم السياسي، يُشتبه في أن بريطانيا تقدم أيضًا دعمًا أمنيًا للحوثيين، وهو أمر يزيد من قلق الدول العربية والدول الغربية المعنية بالأمن الإقليمي. 

فالتقارير تشير إلى وجود صفقات بين بريطانيا و الحوثيين،من حيث إمكانية السماح بتزويدهم بالأسلحة والتكنولوجيا التي تساهم في تعزيز قدرتهم العسكرية وتهديد الأمن الإقليمي.

الجزء الثالث: تقويض الجهود الدولية
تعتبر سياسة بريطانيا تجاه الحوثيين عائقًا كبيرًا أمام جهود المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة اليمنية ومعاناة اليمنيين. فعلى الرغم من الجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيا الحوثية ضد الشعب اليمني، بما في ذلك قصف المدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية، إلا أن بريطانيا تظل مستمرة في دعمها لهذه المليشيا وتعطيل أي قرار دولي يتعلق بفرض عقوبات أو تقديم الدعم لليمن.

الاستنتاج:
من الواضح أن سياسة بريطانيا تجاه الحوثيين تسببت في تقويض كل تحرك دولي يهدف إلى إنهاء معاناة اليمنيين. بدلاً من التعامل مع هذه المليشيا ككيان إجرامي يهدد الأمن الإقليمي والعالمي، لا يزال الدعم البريطاني مستمرًا ولا يوجد مؤشر على تغيير في هذه السياسة. 

لذلك، فإن دور بريطانيا في الأزمة اليمنية يجب أن يكون محل تقييم ومراجعة دقيقة من قبل المجتمع الدولي، لتحقيق العدالة وإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في اليمن.