Image

إيران وحزب الله يدفعان بتعزيزات جديدة إلى الحديدة على ساحل البحر الأحمر

أفادت مصادر مطلعة في اليمن، بوصول تعزيزات إرهابية من الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله الايرانية في لبنان إلى محافظة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر غرب البلاد.
واشارت المصادر، إلى ان ذلك يأتي بحجة الاستعدادات لحرب برية محتملة من قبل قوات التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا باتجاه المحافظة.
وتزامن وصول العناصر الارهابية الايرانية إلى الحديدة، مع دفع مليشيات الحوثي الارهابية ذراع ايران في اليمن، بتعزيزات بشرية كبيرة تم حشدها منذ اندلاع الحرب على غزة، بذريعة "نصرة غزة وتحرير الاقصى".

تأكيد المؤكد
وكانت وكالة رويترز، نشرت قبل أيام تحقيقاً موسعاً عن تواجد عناصر من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني في اليمن لادارة العمليات ضد الملاحة والسفن التجارية في البحر الأحمر.
وذكرت الوكالة، بأن مساعدات إيران للحوثيين لا تقتصر على الدعم بالمال والسلاح والنفط والمخدرات، وانما بالعناصر والخبراء وأفراد من حزب الله، الذين "يشرفون" على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر، والمساعدة في توجيهها.
ونقلت عن مسؤول إيراني قوله ، إن الحرس الثوري يساعد الحوثيين في التدريب العسكري على الأسلحة المتقدمة، مؤكدا وجود "عناصر حوثية في إيران للتدريب في قاعدة الحرس الثوري وسط البلاد، للتعرف على التكنولوجيا الجديدة والتعرف على استخدام الصواريخ".
وقال مصدر آخر مطلع على التفاصيل إن الضباط الإيرانيين الذين وصلوا إلى اليمن أنشأوا "مركز قيادة" في العاصمة صنعاء لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وبحسب المصدر، فإن هذا المركز يديره ضابط كبير في الحرس الثوري، وهو المسؤول عن نشاطهم في اليمن.
وأضاف مسؤولان عسكريان سابقان في اليمن أن هناك تواجدًا واضحًا للحرس الثوري وحزب الله في اليمن. ووفقًا لهم، فإن نفس العناصر لا يشرفون فقط على تدريب قوات الحوثيين والعمليات التي يقومون بها، ولكن أيضا على إعادة تجميع الصواريخ المهربة إلى اليمن في أجزاء. وقال مصدر إقليمي: "القرار السياسي بيد طهران، والإدارة بيد حزب الله ،والموقع: الحوثيون في اليمن".

عسكرة الحديدة 
ويرى مراقبون للشأن اليمني، بأن التحركات الايرانية – الحوثية في الحديدة، تأتي في اطار عسكرة المحافظة وتحويلها إلى قاعدة مراقبة بحرية للتحكم بالملاحة الدولية والسفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر وباب المندب.
وكانت صور فضائية أظهرت تكدس مئات السفن التجارية في مداخل البحر الأحمر، في انتظار الحصول على تطمينات امريكية – بريطانية بالعبور عبر باب المندب باتجاه قناة السويس وميناء العقبة في الاردن.

أسلحة ايرانية
وفي هذا الصدد، تزامن الكشف عن وصول تعزيزات ايرانية ومن حزب الله الى الحديدة، مع وصول شحنات اسلحة ايرانية جديدة عبر البحر الأحمر الى المحافظة تضم صواريخ بحرية موجهة، وصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وقطع حربية تستخدم في صناعة الزوارق المفخخة المسيّرة عن بعد.

استباق تحرير المحافظة
وفي هذا الصدد تؤكد مصادر عسكرية يمنية، بأن تحركات ايران وأذرعها في الحديدة ومناطق تطل على سواحل البحر الأحمر غرب اليمن، كحجة وغرب تعز، تأتي بعد الحديث عن تحركات للقوات الحكومية لاستكمال تحرير الحديدة وتأمين موانئها التي تؤمّن لليمنيين العديد من السلع الاستهلاكية والتي تعطلت نتيجة الهجمات الحوثية والايرانية على البحر الأحمر.
وكانت مصادر عسكرية يمنية، كشفت عن تحركات وتنسيق بين فروع القوات الحكومية، للقيام بعملية عسكرية واسعة تهدف لتحرير الحديدة مستغلين بذلك الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع حوثية بهدف تأمين الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

لغم ستوكهولم
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر عسكرية يمنية، بأن احد أهداف منع تحرير محافظة الحديدة في العام 2018 من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين والاقليميين، اتضح هذه الايام من خلال مساعي الغرب بالتنسيق مع الحوثيين وايران إلى تحويل الحديدة لمنطقة دولية مثل جبل طارق.
واوضحت، بأن اتفاق ستوكهولم وارسال بعثة اوروبية "وانمها" للاشراف على تنفيذه وتمكين الحوثيين من ادارة موانئ المحافظة، ومطالبة القوات المشتركة لتنفيذ عملية اعادة انتشار وتموضع في المحافظة لصالح الحوثيين، كان ضمن الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة والذي بدا تنفيذه بالتنسيق مع الحوثيين حاليًا.

تدويل الحديدة
إلى ذلك يرى العديد من المتابعين، بأن ما يجري من حديث حول عمليات برية في الحديدة من قبل التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، يهدف لتدويل المحافظة وتحويلها إلى مركز ومقر دائم لتلك القوات بالتنسيق مع ايران والحوثيين.
واوضحوا، بأن ذلك يأتي في اطار المخطط الايراني – الامريكي لتدويل الممر المائي الاهم في العالم المتمثل بالبحر الأحمر وباب المندب، ووضعه تحت تحكم قوات دولية يتطلب بقائها قواعد ثابتة في اليابسة وان الحديدة هي المنطقة الاقرب والانسب لذلك.

توضيح أمريكي
يأتي ذلك، متزامنا مع تأكيدات امريكية على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي في البيت الأبيض، جون كيربى، الذي قال الاحد، بأن بلاده ليست في حرب باليمن.
وأكد كيربي في تصريحات لشبكة "إن بي سي نيوز" الامريكية، أن بلاده تعلم أن ايران تدعم الحوثيين لشن الهجمات في البحر الأحمر.
واشار إلى ان ما تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا من ضربات، تهدف لوقف تهديدات الحوثيين وتنسجم مع قوانين الأمم المتحدة، موضحًا بأنه ما زال لدى الحوثيين قدرات هجومية، لكن عليهم أن يتخذوا القرار الصحيح وإلا سنستمر في عملياتنا.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ذكرت في تقرير لها، صباح الأحد، أن الولايات المتحدة تستعد لحملة طويلة ضد الحوثيين في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي: "إن استراتيجية واشنطن تتمثل في تقويض القدرات العسكرية للحوثيين بما يكفي لتقليص قدرتهم على منع حركة السفن في البحر الأحمر"، مضيفا: "لدينا رؤية واضحة حول هوية الحوثيين ونظرتهم للعالم".

موقف سعودي 
من جانبها، عبر المملكة العربية السعودية مجددًا عن قلقها مما يجري في البحر الأحمر، وحذّرت من خروج التصعيد فيه عن نطاق السيطرة، وان يقود إلى صراع في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان في مقابلة مع شبكة "سي ان ان "الامريكية" ،الاحد، أن المملكة "قلقة للغاية" من أن التوترات في البحر الأحمر، نتيجة هجمات الحوثيين في اليمن والضربات الأمريكية على أهداف تابعة للحوثيين.
واضاف:"أعني، بالطبع، أننا قلقون للغاية. أعني، كما تعلمون، أننا نمر بوقت صعب وخطير للغاية في المنطقة، ولهذا السبب ندعو إلى وقف التصعيد".
ونوه وزير الخارجية السعودي أن بلاده تؤمن بحرية الملاحة وتريد تهدئة التوترات في المنطقة. وتابع :" نحن بالطبع نؤمن بشدة بحرية الملاحة، وهذا شيء يجب حمايته، لكننا بحاجة أيضا إلى حماية أمن واستقرار المنطقة. لذلك نحن نركز بشدة على تهدئة الوضع قدر المستطاع".

تواصل اللعبة البحر 
ومع ذلك تستمر مسرحية البحر، ولعبة المواجهة الغير دموية بين الأطراف في البحر الأحمر، فيما تتواصل المؤامرة والتخطيط لكي يستمر التوتر في المنطقة ، باعتباره غير مكلف كثيرا للطرفين ولا تترتب عليه خسائر كبيرة تدفع نحو مزيد من التصعيد الذي ينذر باتساع نطاق الحرب في الإقليم.
ويتوقع مراقبون بأن تستمر العمليات الامريكية – البريطانية ضد مواقع حوثية مدمرة ومهملة، في حين ستستمر الهجمات الحوثية تجاه السفن والملاحة في البحر الاحمر، لخلق نوع من الاستراتيجية لإدارة عبورها والحصول على عوائد مالية، واستخدامها أوراق ضغط على دول مطلة على البحر الأحمر كمصر والسعودية.