Image

مليشيا الحوثي وإسرائيل .. جيش يهدم وآخر يقطع سُبل الحياة

تتصدر مليشيا  الحوثيين العناوين بسبب شنّهم هجمات صاروخية ضد السفن المدنية وأطقمها في البحر الأحمر،  كما يقولون إنهم سيستمرون بذلك حتى ترفع إسرائيل حصارها غير القانوني عن غزة. لكن يتم إيلاء اهتمام أقل لما تقوم به عصابة الحوثييين من منع وصول المياه إلى المدنيين في تعز، ثالث أكبر مدن اليمن.

اليمن هي إحدى أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم. وجدت الأمم المتحدة أن 15.3 مليون يمني، أكثر من نصف السكان، لا يحصلون على مياه كافية وآمنة ومقبولة لأغراض تشمل الشرب، والطهي، والصرف الصحي.

الوضع مأساوي بشدة في محافظة تعز، المقسمة بين سيطرة مليشيا الحوثيين والحكومة.
في 2015، دخلت مليشيا الحوثيين محافظة تعز وحاصروا عاصمتها مدينة تعز. واليوم، ما تزال المدينة تحت سيطرة الحكومة اليمنية وأيضا تحت حصار مليشيا  الحوثيين.

كما وثّقت “هيومن رايتس ووتش”، تقع أربعة من خمسة أحواض مياه في تعز تحت سيطرة مليشيا الحوثيين أو على الخطوط الأمامية للنزاع، ما يجعل الوصول إليها عسيرًا لسكان تعز.

تسيطر مليشيا الحوثيين على حوضين منها، وقد أوقفوا تدفق المياه إلى مدينة تعز التي تسيطر عليها الحكومة، رغم معرفتهم أن سكان المدينة يعتمدون على هذه المياه.

كما تمنع عصابة الحوثيين المياه ويقيّدون الحصول عليها  كجزء من حصارهم للمدينة، ما يعيق دخول صهاريج المياه، التي يعتمد عليها سكان تعز غير المتصلين بشبكة المياه العامة منذ فترة طويلة.

وبدون رفع حصارهم على السكان المدنيين في تعز، فإن ادعاءات هذه العصابة بإظهار موقفهم الأخلاقي ضد الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة – الذي يعرّض المدنيين الفلسطينيين لخطر جسيم ويشكل جريمة حرب – ستكون جوفاء بينما يحاصرون بشكل غير قانوني ثالث أكبر مدن اليمن.

تنتهك القوات العسكرية التابعة لمليشيا الحوثيين والجيش الإسرائيلي على حد سواء قوانين الحرب عندما تمنع المياه وغيرها من الخدمات الأساسية عن جميع السكان المدنيين. ينبغي للطرفين أن ينهيا فورا عرقلتهما غير القانونية لدخول المياه والغذاء والمساعدات الإنسانية إلى تعز وإلى قطاع غزة. وينبغي للحكومات الأخرى أن تنتقد كل عمليات الحصار غير القانونية هذه أيا كان المسؤول عنها.