اليمن .. إلى أين في ظل المتغيرات الدولية؟

11:20 2024/01/19

بعد أكثر من تسع سنوات من اللاحرب واللاسلم في اليمن، وبين كرٍ وفرٍ بين المليشيا الحوثية الإرهابية والتحالف العربي  من جهة والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً من جهة أخرى، وصلت الأزمة اليمنية إلى مفترق  طرق.

وخلال تلك السنوات، لا حرب حسمت المعركة ولا سلام أعاد الشرعية، والخاسر الوحيد هو الشعب اليمني الذي أصبح محاصرًا في صنعاء، ومتهمًا بالخيانة في عدن، تشتت الشعب بين كل الأطراف المتصارعة والنتيجة لا رواتب، ولا أمن، ولا دولة، ولا قضاء، شعب على باب الله.

 

والمصيبة أن الحوثيين يسيرون بالشعب لفتح جبهة جديدة  مع أمريكا في البحر الأحمر. إن المليشيا الحوثية تفرح بالقتل والقصف والدمار، مليشيا الغرائب والعجائب. ومع بداية كل عام تكثر التوقعات بحل الأزمة اليمنية ويتم الإعلان عن إتفاق وشيك بين الأطراف اليمنية المتحاربة، ولكن للأسف كلها وعود كاذبة يتم من خلالها تخدير الشعب اليمني لا أقل ولا أكثر، 

إذًا، اليمن إلى أين في ظل المتغيرات الطارئة على الساحة الدولية ؟ سؤال يبحث عن إجابة.

هناك عدة سيناريوهات أمام مستقبل اليمن السياسي في ظل المتغيرات الحاصلة على الساحة الدولية ودخول اليمن في صراع دولي في البحر الأحمر مع القوى الكبرى، واقرب هذه السيناريوهات هو السيناريو الصومالي، حيث أصبح الصومال ساحة مفتوحة للصراعات الدولية بعد حوادث القرصنة المفتعلة التي كانت تتم في المياة الإقليمية الصومالية. الآن الوضع في اليمن مشابه للوضع في الصومال خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف المليشيا الحوثية على قوائم الإرهاب الدولي.

وبالتالي إفشال أي اتفاق سلام متوقع مع المليشيا الحوثية في القريب العاجل، وهذه يعني تحوّل اليمن إلى ساحة دولية وإقليمية ،كحال الصومال، الذي أصبح ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين كبرى الدول الغربية، و حتى أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع وصول الوضع في اليمن إلى هذه الدرجة من التعقيد والتدخل الأجنبي في اليمن بذريعة حماية الممرات المائية، ولم تكن الضربات التي تقوم بها أمريكا وبريطانيا إلا بداية لحرب طويلة الأمد حتى وإن كانت ضربات وهمية وغير مجدية.

الهدف إبقاء اليمن تحت الوصاية الدولية، ومليشيا الحوثي هي من يحقق هذا الهدف، مع عدم الجزم إن كان هناك تخادم بين المليشيا الحوثية  والولايات المتحدة الأمريكية، لكن كل المعطيات تشير إلى وجود تنسيق مسبقٍ فيما يخص الضربات على بعض المواقع التي تم استهدافها،

فاليمن من تحالف عربي الى تحالف دولي ومن تسع عربية إلى تسع ربما غربية.