الفكر الايجابي .. والفكر السلبي ..!!

09:45 2024/01/17

الفكر الإنساني نوعان ، فكر إيجابي وفكر سلبي ، والفكر بشكل عام هو نتاج لصراع قوي جداً ، بين نوازع الخير ونوازع الشر داخل النفس البشرية ، فإذا حسم الصراع لصالح نوازع الخير ، كانت أفكار الانسان إيجابية ، أفكار خيرية وصالحة ، أفكار تدعو الى المحبة والتآلف والتعاون والتراحم والتعايش السلمي مع جميع الناس ، وأفكار كهذه الأفكار ذات النزعة الخيرة والصالحة ، من المؤكد أن الأعمال التي سوف تصدر عنها ، ستكون أعمالاً إيجابية وحسنة ، سوف تعود على الإنسان نفسه وعلى أسرته ومجتمعه والانسانية بشكل عام ، بالخير والأمن والسلام والاستقرار والتقدم الحضاري . ولكن إذا انتصرت نوازع الشر على نوازع الخير ، كانت أفكار الإنسان سلبية وشريرة وفاسدة ، تدعو الى الكراهية والبغضاء والعنف والصراع والقتل والتعصب والاستعلاء والعدوانية ، وأفكاراً كهذه الأفكار ذات النزعة الشريرة والفاسدة ، من المؤكد أن الأعمال التي سوف تصدر عنها ستكون أعمالاً سلبية وشريرة ، ولن تعود على الإنسان نفسه وعلى آسرته ومجتمعه والانسانية ، إلا بالويل والخراب والعنف والدمار ، والتخلف والتراجع الحضاري ..!!

وكل واحد منا يمكنه من خلال تقييم نتاجه الفكري ، أن يعرف أي النوازع المسيطرة والمهيمنه والمنتصرة  داخل نفسه البشرية ، ولا يحتاج ذلك إلى مزيد من العناء والتفكير ، فإذا  كانت أفكاره تدفعه نحو التسامح والعفو والحوار  والقبول بالآخر والتواضع ، فنوازع الخير هي المسيطرة والمهيمنة والمنتصرة ، وإذا كانت أفكاره تدفعه نحو العنف والانتقام والحرب والقتل ورفض الآخر والتكبر والتعالي والغرور ، فنوازع الشر هي المسيطرة والمهيمنة والمنتصرة داخل نفسه ، وهذا يوضح لنا الأهمية البالغة لنوعية الأفكار في حياة الإنسان ، وفي حياة آسرته ومجتمعه ، وفي حياة الإنسانية بشكل عام ، ولا يغالط إنسان نفسه ، ويظن آنه على صواب ، وأن أعماله صالحة وخيرة وحسنة ، وهي لا تتطابق مع الأفكار الخيرة و النزعة الخيرية ، فكيف يمكن أن تكون الأفكار والدعوات التي تدعوا إلى القتل والعنف والارهاب والتعصب والعنصرية والكراهية ، نتاج أفكار صالحة و نزعة خيرية ، وبذلك فإننا أمام حقيقة مهمة جداً ، تتمثل في أن الأعمال الصالحة ، هي نتاج الفكر الايجابي الصالح ، والفكر الايجابي الصالح ، هو نتاج لإنتصار نوازع الخير  على نوازع الشر داخل النفس البشرية ، والعكس صحيح ..!!

وبذلك ..... 
فإن بإمكان الإنسان تقييم الآخرين ، من خلال تقييم أفكارهم ودعواتهم ومواقفهم ، فإذا كانت أفكارهم ودعواتهم تدعوا إلى الإيجابية والخيرية والفضيلة والعدالة والمساواة والتسامح وتحث على الإنسانية والرأفة والرحمة والتواضع والقبول بالتعدد والتنوع ، فإنهم حتماً يمتلكون فكراً فاضلاً وإيجابياً ، وإذا كانت أفكارهم ودعواتهم تدعوا إلى السلبية والشر والرذيلة والظلم والتظالم والتمييز العنصري والكراهية والعنف والقسوة ورفض الآخر ، فإنهم حتماً يمتلكون فكراً سيئاً وسلبياً ، وإن تقمصوا الأخلاق أو الدين ، فإن الأفعال والمواقف تدل على حقيقة النفوس ، والأفكار الإيجابية والحسنة والخيرية ، تتطابق تمام التطابق مع أهداف وغايات الدين الإسلامي ، بل إن هذه الأفكار ما هي إلا الثمرة والتجسيد الحقيقي للمنهجية الإسلامية ، وفي نفس الوقت نجد أن الأفكار السلبية والشريرة والسيئة ، تتناقض تمام التناقض مع أهداف وغايات الدين الإسلامي ، بل إن هذه الأفكار ما هي إلا الثمرة والتجسيد الحقيقي للمنهجية الشيطانية ، وكل إنسان يضع نفسه حيث يشاء ، ويختار المنهجية التي يريد ، والتي سوف يتوقف عليها مصيره في الدنيا والآخرة وحسابه على الله تعالى ..!!