هل ماتت ضمائر المسؤولين في اليمن ؟

09:24 2024/01/16

يتم تعريف الضمير على أنه مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تتحكم  بتصرفات الشخص وأفكاره. وهو يتضمن إحساساً داخلياً بكل ما هو صواب أو خطأ في سلوك الإنسان أو دوافعه، مما يدفعه إلى فعل الصواب، أو هو شعور أخلاقي داخلي لدى الإنسان، تقوم عليه تصرفاته.

والضمير هو الذي يحدد درجة استقامة الإنسان وصدقه، وشعوره بالسلام الداخلي نتيجة نقاء ضميره ومعرفة الحق والباطل، والخير والشر، والعدل والظلم. ويمكن أن تتشكل هذه القيم حسب البيئة التي يعيش فيها الإنسان. يتأثر ضمير الإنسان بالبيئة الثقافية والسياسية والاقتصادية التي يعيش فيها، وكلما اقترب الإنسان من الضمير، ارتفع إدراكه لهذه المفاهيم. الضمير هو الذي يحدد درجة استقامة الفرد، وهو أعلى سلطة في الفرد. فهو يقيم المعلومات التي يتلقاها الشخص، ثم يحدد طبيعة السلوك هل هو خير أم شر. فإذا كان ضمير هذا الشخص حياً، فإن هذا الضمير ينعكس في تصرفاته، ودرجة نزاهته، وشعوره بالمسؤولية، وعدم تقديمه المصلحة الشخصية.


إن الوضع في اليمن يحتاج إلى ضمير حي يشعر بالمسؤولية ويشعر بمعاناة الناس وهمومهم وآلامهم. كل المسؤولين في اليمن ماتت ضمائرهم، واستسلموا لأهوائهم الخبيثة، وأظهروا  الصفات الشريرة التي نشأو عليها في بيئتهم المشبعة بالفساد، فماتت ضمائرهم ولم يعودوا يشعرون بااذنب، بل يستمتعون بمعاناة  الناس وهم يموتون من الجوع في ظل انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار.

ماتت ضمائر المسؤولين عندما أكل الشعب اليمني من القمامة، ولم يحرك أحد ساكنّا، وكأن الأمر لا يعنيهم. ماتت الضمائر عندما ماتت سالي الطفلة العدنية وهي تبحث عن لقمة تسد جوعها من براميل القمامة، فإنقلب عليها في مشهد تقشعر منه الأبدان، وتتكسر له القلوب.ولم يحرك مشهد مقتل سالي ضمائر المسؤولين  وهو أسوأ مشهد شهدته البشرية منذ قرون، وقد تم توثيقه.

متى تستيقظ ضمائر المسؤولين بعد هذا؟ أم ماتت الضمائر والأخلاق والمبادئ والقيم وتحول المسؤول في اليمن إلى وحش ضار يلتهم  الاخضراء واليابس؟ مع أنني على يقين أن للوحوش  ضمائر ويعطف بعضهم على بعض.
قد ماتت ضمائر المسؤولين في يمن الإيمان والحكمة.