رجب .. فرصة للتحلل من فائض البغضاء

07:45 2024/01/13

كثيرة هي المناسبات الدينية في حياة اليمنيين، التي تضفي عليهم نوعًا من الروحانية والخصوصية وذلك بطريقة تعاطيهم مع هذه المناسبات والتهيئة لها  ووقعها الإيماني في نفوسهم.

من هذه المناسبات ، جمعة رجب، وما لها من  تجلٍ عند اليمنيين، لأنها ذكرى دخولهم في دين الله أفواجاً ، ويعتبرونها عيدًا يعبّرون فيه بحلقات الذكر  المحاضرات، ولاتتهالات والموشحات الدينية وإلانشادية ، عن الارتباط الوثيق بمبادئ الإسلام وتعزيز القيم الدينية والمعاني النبيلة لدين الله. معبرين عن ذلك

جمعة رجب يعتبرها اليمنيون فرصة لتصفية النفوس قبل قدوم شهر رمضان، والتحلل من شعث الهم وغبار البغضاء ، وشحناء الحياة المتراكم على نفوسنا .

إذًا، جمعة رجب وشهر رجب عمومًا يُعدُّ فرصة لنتحلل من ركامات الحسد، والحقد،و الرياء، وعدم التسامح الذي صار جزءًا من حياتنا المضنية ، وجزءًا من تركيبتنا في التعاطي مع مجريات الأمور والمواقف التي تضعنا فيها الحياة والناس من حولنا.

لنحاول في الجمعة المباركة هذه والشهر هذا، أن نتخلص من فائض المرارة في القلوب المشحونة بالعداء، والتحريض، وكراهية الآخر .. لننتصر للطهر والنفوس المتسامحة ولنقاء السريرة، ونكفر بتراكم الغضب والتعصب والكراهية. لنكن أكثر ألفة وأصحاب لين وأرق أفئدة كما وصفنا في كتابه العلي القدير, لنجعله شهر سلام، قبل قدوم رمضان، يعمنا ويعم أرضنا الطيبة و يصبح فاتحة سلام تعمنا حتى آخر الزمان..

هي فرصة جليلة كي نصبح أكثر إنسانية وأكثر آدمية مع أنفسنا ومع غيرنا، وأكثر تصالحًا مع ذواتنا ومع الآخرين.. لا نريد أن نحاصر ونحصُر رجب بمجموعة كلمات وشعارات خالية من دسم المصداقية و تذهب أدراج الرياح بمجرد أن  انتهاءه، بل فرصة خير وتسامح وتصالح ونقاء وطهر، لنغتنمها حتى نكون أكثر إنسانية وآدمية

نريد أن نحوّل أقوالنا لأفعال وأفعالنا لسلوكيات ترافقنا و تُقترن بشخصياتنا وتعاملنا مع الآخرين في كل زمان ومكان.