الصراع الأخطر بين ايران والغرب في البحر الأحمر وباب المندب..!

08:40 2024/01/12

وزير القوات المسلحة البريطاني، جيمس هيبي صرح بعد الغارات التي نفذتها بلده مع الولايات المتحدة الأمريكية صباح اليوم ، من قصف على مناطق عدة في اليمن تقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين ذراع ايران المسلح في اليمن ، أنهم على ثقة  في أن الأهداف التي حددت لهم قد تم ضربها بنجاح.

‏الضربات العسكرية الأميركية البريطانية هي ضربات محددة ضد الحوثيين ،استخدم فيها أكثر من ١٠٠ صاروخ ضد ٦٠ هدفاً في ١٦ موقعاً مختلفاً في عدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسلطة الحوثيين.

تركزت تلك الغارات على مراكز القيادة والسيطرة ،ومخازن السلاح و أنظمة الدفاع الجوي و الرادارات، رغم تصريح المسؤولين الاميركيين ان الولايات المتحدة لا تسعى إلى التصعيد.!

التطورات التي تتسارع في البحر الأحمر قد تخلق نزاع أوسع، فالهجمات الحوثية على السفن والتحكم بالتجارة الدولية وكذلك اعتراض للسفن الاسرائيلية والغربية ، هذا خلق ظروف جديدة وحساسة على مستقبل امن واقتصاد المنطقة العربية ومنطقة دول الخليج العربي وقناة السويس المصرية .

الهدف من وراء هذه التداعيات التي أخذت بعداً  أكبر هو أن البحر الأحمر وباب المندب، الذي تحول إلى منطقة نزاع اقليمي ودولي، وربما أن حجم ما يجري من خيارات عسكرية في البحر الأحمر، يمثل نزاع ايراني وغربي حيث ترغب ايران في تطويق المنطقة العربية والسيطرة عليها وخاصة الممرات المائية باستخدام اذرعها المسلحة وتدير الحرب عن بعد وبعيد عن مصالحها ومنطقتها.

أهمية الموقع الذي تتفرد به اليمن سواء من خلال تحكمها بمضيق باب المندب، ووجود جزيرة ميون في الضفة الأخرى من المضيق، وجزر يمنية متعددة وجبل الشيخ سعيد، ومديرية ذوباب الطويلة من حيث امتدادها ،والمرافئ اليمنية الاستراتيجية والمخا والحديدة والخوخة والصليف.

اليمن لديها امتداد ساحلي مهم ، هذه المساحة المهمة من اليمن ومصالحها الجيوسياسية المشتركة ،مع دول القرن الأفريقي والعالم ومنطقة الشرق الاوسط وحتى المناطق المطلة على البحر المتوسط ،فهناك حركة اقتصادية واسعة مرور اكثر من 40 % من التجارة العالمية في البحر الأحمر وباب المندب حيث تعتبر اليمن مركز الحركة التجارية في المنطقة وموقعها يحمل أهمية سياسية واقتصادية وعسكرية. 

مايجري في البحر الأحمر هو محاولة لفرض واقع جديد، بين اطراف اقليمية ودولية فمن يتحكم في واقع باب المندب ،هو من سيتحكم بواقع المنطقة العربية وفرض وجوده لعقود مقبلة ،وايران تريد التغلغل في أهم الممرات المائية لزيادة تحكمها بواقع المنطقة ،وخلق نفوذ يساعدها لزيادة تشكيل نفوذها السياسي والمذهبي.

 *رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
 12 يناير  2024.