Image

الحوثي يجلب الهجوم مره أخرى على اليمن

جلبت عصابة الحوثي الإيرانية عدوان دول التحالف على اليمن في 26 مارس 2015م، خدمة لأجندات إيرانية، و دمرت اليمن أرضًا و إنسانًا، و ها هى اليوم تكرر نفس السيناريو بجلب هجوم أمريكي و بريطاني على اليمن للدفاع عن إيران و مصالح عيال الخميني.

و رغم النصائح العربية و الروسية و الصينية للحوثيين بعدم استهداف الملاحة الدولية لتأثر التجارة الدولية، غير أنه تغطرس و ظل يمارس كل ما من شانه تعريض اليمن و شعبها للخطر من أجل إيران، و ليس من أجل غزة. وهنا لا اؤكد ان العدوان الأول يتحمل مسؤوليتة و تبعاته إيران و وكلائها و السعودية و مرتزقتها، و الهجوم أمس مسؤولية إيران ووكلائها فقط في المنطقة و الإدارة الأمريكية.

نعم، لقد ظلت عصابة الحوثي الإيرانية تنتظر أن تقوم أمريكا بقصفها، من خلال قيام قاداتها بتهديد الملاحة، وقصف السفن التجارية حتى توهمت هي و البسطاء بأنها تحارب الصهاينة وتنصر الأقصى، بحسب مزاعمها.
وعلى الرغم من أن رد بايدن جاء متاخرًا، إلا أن عسكريين يقللون من فعاليته على إضعاف قدرات الحوثي، على اعتبار أن الأهداف التي قُصفت هي نفسها الأهداف التي قصفها التحالف عشرات المرات، ومازال الحوثي يستخدم الصواريخ والمسيّرات في  قصف السعودية ومواقع القوات الحكومية بعد تعويض مخزونه من السلاح يعوض بواسطة التهريب، وتحت أنظار الأمم المتحدة وبريطانيا.

محللون سياسيون قالوا : أن "أمريكا  باستخدام لغة القوة بقصف اهداف في صنعاء وحجة والحديدة وصعدة، تريد ان تقنعنا أن لديها حلولًا ناجعة في تأمين الملاحة بالبحر الأحمر، بينما الحل الوحيد يتلخص بضرب رأس الافعى وإنهاء انقلاب الحوثي، بالسماح للقوى الوطنية اليمنية القيام بدورها في إنهاء الانقلاب، و قطع أذرع إيران من اليمن، وابتعاد الأمريكان عن اللعب من تحت الطاولة مع طهران، غير ذلك لن يخرج من خانة استهداف البنى التحتية، ومزيدًا من التدمير دون أن تحد تلك الضربات من تهديدات المليشيا على البحر الأحمر وتدويله وعسكرته".

لا توجد حسابات خاطئة في حلف حماية الازدهار، 73 عملية قصف صاروخي على أكثر من هدف، والقتلى من الحوثيين لم يتعدوا الخمسة، فهل يعقل أنه في معسكرات تضم قواعد صاروخية ومسيّرات لا يوجد بها عناصر حوثية ولا خبراء إيرانيين؟ ، إلا إذا كانت أمريكا اخذت الأذن من إيران بقصف ذراعها، وتم قبل الضربة إفراغ المعسكرات، والإبقاء على مقذوفات تظهر تحقيق الهجوم لأهدافه، مايؤكد الفرضية، انسحاب البارجة الإيرانية الاستخباراتية من البحر الأحمر قبل الهجوم بيوم، وتحديد الصحيفة البريطانية "وول ستريت جورنال" موعد الضربة .

إن الهجوم أو العدوان الأمريكي البريطاني بقصف مواقع للحوثي، وكما وصفه سياسيون "خالٍ من الدسم" باعتبارة محاكاه لقصف التحالف على الحوثي لتسع سنوات دون أن يشل  قدراته العسكرية، ولو أن هناك نية حقيقة لوضع حد للحوثي لأعطت أمريكا الضوء الأحمر للقوات الحكومية للتحرك لتحرير اليمن من العصابة الحوثية، بدلًا من إعطائها فرصة مجانية للظهور كمقاومة ضد العدو الصهيوني باستغلال ما يجري في غزة .

توقف قصف التحالف وبدأ قصف تحالف "حماية الازدهار"، وقد يستمر سنوات عدة على حساب اليمن وشعبه، وإدخال اليمن في دوامة، المسؤول عنها الحوثي شريك أمريكا وإسرائيل في عسكرة البحر الأحمر.

وصف المحلل السعودي سليمان العقلي ما يجري "بالأكشن" حينما قال : "من جهة الأمريكيين فلا يمكن للمراقب أن يثق بحرصهم على الأمن الإقليمي وهم الذين اخترعوا مفهوم الفوضى الخلاقة ، والشرق الأوسط الجديد والكبير وغيرها من المشروعات والمصطلحات التي تنبئ بعدم الاستقرار.
ولو كان الأمريكيون صادقون في حماية الأمن الإقليمي لسعوا لتقويض الدور الحوثي- الإيراني المزعزع للاستقرار، والعابث بالأمن الداخلي في الدولة الوطنية العربية .
وفيما يتعلق بموقفهم من الحوثيين ، فيمكن تذكر خطوطهم الحمراء أمام الجيش اليمني أثناء سعيه لاستعادة صنعاء وكذلك الحديدة. كما قامت إدارة بايدن بحذفهم من قائمة المنظمات الإرهابية ، ولم تغير هذه الإدارة موقفها حتى بعد نشاطاتهم الأخيرة بالبحر الأحمر .
لكل ذلك، يمكن اعتبار هجوم الجمعة على اليمن وتهديد الحوثيين بالرد، أنه مجرد استعراض أمريكي - إيراني للقوة بمنطقتنا فحسب دون ان يكون لدى أي من الطرفين النية لإيذاء الآخر .
فلا تصدقوا افلام الأكشن الامريكية - الإيرانية ، ولا حاجة لمزيد من ساعات التحليل السياسي التلفزيوني المضلل".