أمريكا تبحث بأروقة مجلس الأمن عن إدانة للحوثي وصحيفة وول ستريت تطالبها بالتوقف عن التفكير التكتيكي
في الوقت الذي تواصل فيه عصابة الحوثي هجماتها المزعزعة للملاحة الدولية واستجلاب البوارج العسكرية إلى البحر الأحمر، نجد الولايات المتحدة تبحث في أروقة مجلس الامن عن قرار يدين هجمات عصابة إيران، بدلًا من إعادة تصنيفها جماعة إرهابية، وحث المجتمع الدولي القضاء على خطر الحوثي في المياه الدولية بتحرير الحديدة من سيطرة الحوثي التي يتخذها منطلقًا لمنصات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي لا تتوقف عن هجماتها للسفن التجارية، ودفعها إلى تغيير مسارها عن باب المندب الذي يوشك أن يغلق أمام الملاحة الدولية، وانعكاساته على قناة السويس، وتقديم خدمة مجانية للكيان الصهيوني التي تدعي تلك المليشيا عداوتها، ورفع صرخة الموت لاسرائيل .
سياسيون اعتبروا اعتزام الولايات المتحدة تقديم مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدين الهجمات التي يشنّها الحوثيون على السفن التجارية في منطقة البحر الأحمر، ومطالبته بوقف فوري لهذه الأعمال العدائية يؤكد عدم جدية واشنطن في حماية الملاحة الدولية من خلال الحلف المشكّل بقيادتها، على اعتبار أن الإدانة لن تمنع الحوثي من مواصلة الهجمات على السفن التي تتزايد حسب ما كشفه مشروع القرار الذي يدين أكثر من عشرين هجومًا نفذه الحوثيون، متسببين بتعطيل حركة التجارة العالمية وانتهاك حقوق الملاحة البحرية، ويعبّر عن قلق المجتمع الدولي إزاء تدهور الأمن الإقليمي.
وحتى لا يسمح للحوثيين بابتلاع اليمن وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وضرورة دعم الحكومة الشرعية عسكريًا. قالت صحيفة وول ستريت: " لقد حان الوقت للولايات المتحدة أن تتوقف عن التفكير التكتيكي بشأن الحوثيين في اليمن، والبدء بالتفكير بشكل استراتيجي. حيث يوضح العدد المتزايد من الهجمات على السفن في البحر الأحمر أن الحوثيين يشكلون تهديدًا استراتيجيًا لأمريكا وحلفائها والاقتصاد العالمي".
وأوضحت ان الأمريكيين يميلون إلى "النظر إلى الحرب الأهلية في اليمن باعتبارها كارثة إنسانية، وأرضاً خصبة للإرهابيين، ولذلك كان موقفنا هو أن كل ما يهم هو السلام، وليس من الذي ينتصر أو بأي شروط." ، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واضافت: "لقد ثبت خطأ ذلك، فقد حقق الحوثيون مكاسبًا كبيرة في اليمن، مما سمح لهم بارتكاب أعمال عدوانية خارج حدود البلاد. لإنهم يفعلون ذلك كجزء من محور المقاومة الإيراني ومن أجل مصالحهم الخاصة".
وتابعت: "على الرغم من أن الحوثيين يزعمون أن أفعالهم تدعم الفلسطينيين، إلا أن العديد من السفن التي يحاولون ضربها ليس لها أي صلة بإسرائيل".
مستدركة: أن "هذه الهجمات مرتبطة بشكل وثيق بالمصالح الإيرانية التي تعمل على تمكين وربما توجيه هذه الهجمات من خلال توفير معلومات الاستهداف للحوثيين".
وأكدت أن هذه الهجمات في الواقع تتركز حول إظهار الحوثيين لقدرتهم على تعطيل الشحن في مضيق باب المندب الحيوي، ومن خلال ذلك تهديد الاقتصاد العالمي.
وقالت: "ولهذه القدرة قيمة هائلة بالنسبة للحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. وبالنسبة للإيرانيين، فهي تسمح لهم بإظهار قوة محور المقاومة الخاص بهم ومدى انتشاره، واستخدام كليهما لتحقيق هدفهم النهائي المتمثل في الهيمنة الإقليمية.
بالنسبة للحوثيين، فإن ذلك يظهر قوتهم ، ويعزز أيديولوجيتهم الألفية، ويحفز الدعم المحلي الذي كان في تراجع، وسيقودهم بلا شك إلى الاعتقاد بأنهم قادرين على الحصول على تنازلات قوية من دول أخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن رد واشنطن كان تكتيكياً بحتاً، وهو الدفاع عن الشحن في البحر الأحمر والتهديد بعواقب غير محددة على الحوثيين إن لم يتوقفوا بعد، لكن لم تتحقق أي عواقب.
وأكدت، أن هذا يتطلب أن تتخذ الولايات المتحدة نهجاً استراتيجياً في التعامل مع اليمن والحوثيين، أي منعهم من الفوز في الحرب الأهلية. فمن الواضح من الفوضى السائدة في البحر الأحمر أن انتصار الحوثيين سيعرض المصالح الأمريكية ومصالح حلفائنا للخطر. وإذا انتصروا، فمن المرجح أن يصبح الحوثيون أكثر عدوانية، وأكثر نشاطًا في مساعدة إيران في حملتها للسيطرة على الشرق الأوسط.