اليمن و "تجربة المجرب"

02:11 2024/01/10

ولعلها عادة اعتاد عليها حكام اليمن وهي تجربة المجرب، وهنا أتحدث عن التعديلات الحكومية المنتظرة التي يتم الحديث عنها هذه الأيام، ويتم نشر الأسماء والمرشحين لها. والغرض من ذلك الترويج لهم. سبق لهم أن شغلوا مناصب وزارية في حكومات سابقة، ولم يحققوا أي نجاحات ملحوظة لصالح الشعب اليمني.
يقول المثل الشعبي: "اللي يجرب المجرب عقله مخربا". والتكرار يعلم الحمار.


ولكن يبدو أن حكامنا قد غرقوا في الوهم ويعاودون مرارا وتكرارا تجريب المجرب والدوران في نفس الدائرة المغلقة مثل حمير الساقية.
فلماذا الإصرار على تجريب من جرب ولم ينجح؟

 هل هو استكمال لفشلهم؟ 

ولم تحقق الحكومة السابقة أي معالجات اقتصادية للشعب اليمني رغم الدعم المعلن إعلاميا لها من قبل السعودية. ونحن في هذه الحكومة نطالب بأن يكون للشباب النصيب الأكبر في الحكومة وبعيدا عن محاصصات الأحزاب السياسية. وهناك شباب ذو كفاءات عالية ودرجة عالية من المسؤولية، لذلك يجب ترك مساحة للشباب للنهوض بالبلاد اقتصاديا وسياسيا.
ويجب الاقتداء بالحكومة الفرنسية عندما سلمت رئاسة الوزراء لشاب في الثلاثين من عمره ليقود أقوى دولة اقتصادية في أوروبا.
لقد عاش الشعب اليمني تسع سنوات من الحرب والدمار، وهو يشرب السم من نفس الكؤوس ومن نفس السقائين، ويجرب حكومة تلو الأخرى ولم ير أي نتائج ملموسة على أرض الواقع. بل على العكس من ذلك، وصل الوضع إلى حد أن الشعب اليمني يأكل من القمامة ويموت من الجوع والكمد تسع سنوات والشعب اليمني، يتجرع صنوف الذل والمعاناة والإذلال. تسع سنوات والشعب اليمني يزداد فقرا وبؤسا، ولا أمن ولا أمان. وأصبحت البلاد أقاليم واتحادات ومشيخات ومجالس. وأصبح النفط والغاز والموارد الطبيعية تحت تصرف المليشيات والعصابات القبلية. تسع سنوات. والريال اليمني من شيء إلى أسوأ. فهل سنستمر في تجريب المجرب حتى نصل إلى مرحلة الهلاك؟،،،