الشعب اليمني وطغاته وجهان لعملة جهل وتخلف واحدة

02:00 2024/01/10

بعد أن أحكمت سلطات الأمر الواقع وعصاباتها المستبدة قبضتها الحديدة على الوطن، وتحكمت بحياة الشعب وأمنه واستقراره، وجعلت أبنائه تحت مجهرها واجبرته على طاعتها واتباعها وتأييد وتشجيع ظلمها وطغيانها استسلم معظم أبناء الشعب وساءت أخلاقهم وسقطت كرامتهم وانسانيتهم، وأصبحوا من الشعوب المقهوره التى ينطبق عليها قول أبن خلدون( الشعوب المقهوره تسوء أخلاقها، وكلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمه ).

والشعب اليمني قد داهمه الرعب والخوف، وأُصيب بالعجز والكسل والخمول، وتعوّد على الانبطاح والقبول بثقافة التبعية والانقياد، وأصبح لا يبالي بما يحدث له من قهر وعبودية واستغلال، فقبل بالأنظمة التسلطية وأستسلم لإستبداد وتغطرس وظلم قادة الصراع.

وأثبت أنه شعب جاهل وضعيف وجبان وغير قادر على حماية نفسه ومنجزاته وممتلكاته، ولو كان شعب وأعي ويفهم قيم الحرية والعدالة والديمقراطية ويتطلع الي التقدم والنهوض والإزدهار، لتمرد عن حكم هؤلاء الطغاة الخونة ولأشعل انتفاضته وثورته الشعبية في كل مناطق الجمهورية، ولما قبل ببقاء هؤلاء العلوج ومليشياتهم الإجرامية يومًا واحدًا في قيادة السلطة، ولتحرك ضدهم، وتخلص منهم ومن طغيانهم وشرورهم بكل إمكانياته الكفيلة بإسقاطهم وإنهاء استبدادهم واستعادة دولته المختطفة وحريته وكرامته المسلوبة،

لكن وللأسف الشديد، وعلى ما يبدو أن الرجولة والكرامة والوطنية والإنسانية قد انتهت وماتت عند هذا الشعب التعبان والجبان الذي أصبح على شاكلة قياداته وحكامه، وأصبحوا وجهان لعملة جهل وفشل وتخلف واحدة .