Image

بعد فشل ادعاءاتها نصر غزة .. مليشيات الحوثي تكثف تصعيدها في مختلف الجبهات

ـ الحوثيون أحد فزاعات واشنطن للحفاظ على دورها المهيمن على المنطقة 
ـ من "نصرة غزة" إلى الثأر لعناصرها.. هروب الحوثيين نحو البحر

صعدت مليشيات الحوثي الارهابية الإيرانية، تصعيدها القتالي في جبهات عدة بالداخل اليمني، مستغلة بذلك إعلان المبعوث الأممي لليمن خارطة سلام جديدة، فضلًا عن محاولة تغطية فشلها في نصر غزة، والتي تحوّلت من نصرة إلى مواجهة عسكرية في البحر الأحمر.

وذكرت مصادر محلية، بأن مليشيات الحوثي صعدت بشكل لافت من هجماتها وتسللاتها في جبهات عدة، منذ إعلان المبعوث الأممي لليمن خارطة طريق للسلام باليمن تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار، وقامت بشن هجمات في تعز والساحل الغربي والبيضاء ومأرب وصعدة والجوف والضالع ولحج، وشبوة التي شهدت تصعيدًا كبيرًا خلال الساعات القليلة الماضية.
وكما كان متوقعًا من قبل الأوساط اليمنية، بأن تعمل مليشيات الحوثي على استغلال إعلان المبعوث في تحقيق انتصارات على الارض، كما استغلت هدنة 2022، في اعادة ترتيب قواتها والحصول على اسلحة ايرانية جديدة عبر التهريب، والتحضير لمعركة البحر الأحمر خدمة لإيران.

تصعيد تجاه تعز
وشهدت جبهات تعز خلال الفترة التي تلت إعلان خارطة الطريق العديد من الهجمات الشبه يومية التي شنّتها مليشيات الحوثي على مواقع القوات الحكومية في تعز، والتي كان آخرها الهجوم على جبهة الاربعين شمال شرق تعز، وسبقها الهجوم على الدفاع الجوي، وفي منطقة عصيفرة في الجبهة الشمالية للمدينة، ووادي صالة شرق المدينة، وجبهة الأحطوب، وقرية القحيفة في مقبنة، بالريف الغربي للمحافظة، كما شنّت هجمات تجاه تبة السور وخلف وادي حذران بالضباب غرب تعز، سبقه شن هجمات تجاه الكدحة جنوب غرب المدينة، وقصفت جبهة الشقب شرق تعز، ونقيل الصلو جنوب شرق المحافظة.


جبهات الساحل الغربي
وفي هذا الاطار، أعلن الاعلام العسكري التابع للقوات المشتركة خلال الفترة الاخيرة عن صد ثلاث هجمات تجاه مواقع قواته في جنوب الحديدة وغرب تعز، كان أخرها افشال محاولة تسلل حوثية في الرابع من يناير الجاري "صوب تباب مرتفعة قريبة من خطوط التماس شرق مديرية حيس"، تم افشالها وتكبيد الحوثيين خسائر كبيرة.
كما تمكّنت استخبارات المشتركة في الساحل الغربي من ضبط خليتي تجسس وزراعة ألغام تتبعان الحوثيين، الأولى تم الاعلان عنها في 28 ديسمبر 2023، وتضم اربعة عناصر جميعهم من مديرية مقبنة غرب تعز، والثانية تم الكشف عنها بتاريخ في 6 يناير 2024، وتضم خمسة عناصر متخصصة في زراعة الألغام والعبوات الناسفة وجميعهم من مديرية حيس.
يأتي هذا، فيما تم الكشف عن قيام المليشيات الحوثية بإرسال مزيد من التعزيزات القتالية ونصب بطاريات إطلاق صواريخ في مناطق عدة بالحديدة وغرب تعز.

جبهات مأرب وشبوة
أفشلت القوات الحكومية هجمات حوثية عدة منذ إعلان خارطة الطريق، تركزت في جبهات الجوبة وحريب جنوب المحافظة، وفي جبهة ماس شمال غرب مأرب، واخرى باتجاه جبهة الكسارة في مديرية صرواح غربًا، وفي منطقة العلم على تخوم محافظة الجوف شمال شرق  مأرب.
كما تم الكشف عن تحركات عسكرية وإرسال تعزيزات كبيرة تضم عتاد قتالي إلى مناطق عدة إلى ثلاث جبهات في محيط مدينة مأرب، بقيادة خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني.
وفي شبوة، احبطت القوات الحكومية ثلاث هجمات للحوثيين خلال نفس الفترة، باتجاه مديرية بيحان غرب شبوة، كان أبرزها هجوم أمس الاحد الذي افشلته قوات العمالقة بشنّها هجمات استباقية على ارتالٍ قتالية حوثية متجه من البيضاء نحو بيحان، وخلفت 15 قتيلًا حوثيًا وعشرات الاصابات، إلى جانب تدمير آليات قتالية.
وكانت المليشيات شنّت هجومين تجاه بيحان شبوة، وآخر باتجاه قوات العمالقة التابعة لمحور شبوة والمتمركزة منذ العام الماضي في أجزاء من مديرية حريب جنوب محافظة مأرب، في حين شنت المليشيات هجمات بالمسيّرات على مواقع متفرقة من بيحان وعين غرب شبوة، وحريب مأرب خلال نفس الفترة.

جبهات الجوف وصعدة
وفي الجوف، أفشلت القوات الحكومية هجمات حوثية بالمسيّرات تجاه مواقعها في الجدافر شرق مدينة الحزم، وباتجاه جبهة الاجاشر، تم إسقاط ثلاث مسيّرات خلالها، من قبل دفاعات الجيش.
وفي صعدة، شهدت جبهة الرزامات في مديرية الصفراء عمليات قتالية بين الحوثيين وقوات محور الرزامات ممثلًا باللواء حرب واحد، تم خلالها تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة،
وفي الضالع، تمكّنت القوات الحكومية من التصدي لهجمات ومحاولات تسلل حوثية خلال نفس الفترة باتجاه مواقعها في قطاعي "الثوخب" و "مريس" شمال المحافظة، وكبدتها خسائر كبيرة، كما تمكنت من إسقاط مسيّرتين اطلقتهما المليشيات تجاه مواقعها في غرب المحافظة.
كما أفشلت القوات في الضالع، محاولات تسلل لعناصر حوثية تجاه مواقعها في " قطاع الجب" فيما أحبطت محاولة تسلل تجاه مواقع "بتار والحرّة قروض والسّاحِلة".
وفي لحج، صعّدت مليشيات الحوثي خلال الفترة ذاتها في جبهات شمال محافظة لحج، حيث شنت هجومًا واسعًا تجاه  جبهات "طور الباحة - حيفان – وعيريم، ما أدى لمقتل جندي واصابة اربعة أخرين.
كما شنت الميليشيات هجومًا بمسيّرة مفخخة تجاه "سوق الجمعة"  بمديرية القبيطة، ما أسفر عن مقتل مواطنين اثنين، وإصابة ثالث بجروح. 
وفي البيضاء، أكدت مصادر عسكرية، قيام مليشيات الحوثي خلال اليومين الماضيين بارسال تعزيزات كبيرة إلى مواقعة في عقبة ثرة في مكيراس الواقعة بين محافظة البيضاء ومحافظة أبين، في اطار استعدادها لعمليات تصعيد قتالية جديدة بالمنطقة.

فشل نصرة غزة
ويرجع مراقبون تصعيد مليشيات الحوثي داخليًا وهجومها على السفن التجارية في البحر الاحمر، إلى فشلها في ادعاءاتها نصر غزة وكسر الحصار عنهم، والتي لم تسجل هجماتها التي تبنتها أي تأثير على عمليات العدو الاسرائيلي تجاه سكان غزة وفلسطين عموما.
وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مسؤول أمريكي وصفته بالرفيع، بأن "هجمات الحوثي على الملاحة لا تساعد أهالي غزة، بل تؤثر بشكل كبير على الداخل اليمني".
إلى ذلك، ترى أوساط يمنية عدة، بأن اعلان الحوثيين معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" نصرة لإخواننا في غزة، لا تمت بصلة إلى ما تدعيه من "نصرة لغزة وعلى طريق تحرير الاقصى" وانما الغرض منها جلب الأمريكيين والإسرائيليين والإيرانيين إلى البحر الأحمر، أولا، وثانيا الهروب من التزاماتهم الداخلية خاصة التي تعهدوا بها لسكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بأنهم سيحررون القدس ويفكون الحصار عن غزة، إلى جانب هروبهم من فشلهم في جوانب اخرى.

انكشاف المؤامرة 
ووفقًا للأوساط اليمنية، فقد انكشفت مؤامرة الحوثيين على اليمن والممر المائي الأهم الذي تشرف عليه والمتمثل في باب المندب والبحر الأحمر، وذلك من خلال تحويل ادعاءاتها نصر غزة إلى إعلان الحرب على الأمريكان في البحر الأحمر، بعد أن عجزوا كلياً عن تحقيق أي تأثير على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة.
وأشارت إلى ان الحوثيين بالتنسيق مع الأمريكان وإيران، عمدت إلى تحويل فشل ادعاءاتها بنصرة غزة، إلى فتح جبهة ثأر من الأمريكان لعشرة من عناصرها بينهم أربعة إيرانيين سقطوا بأسلحة أمريكية في البحر الأحمر قبل ايام، حيث كانوا كبش فداء للخروج من ورطة غزة.
وذكرت، بأن اكبر دليل على عدم شن أمريكا حرب ضد الحوثيين، حالة تلاشي حلف واشنطن الذي شكلته تحت مسمى "حارس الازدهار" وعدم اتخاذه أي قرار شن هجوم حتى الآن على الحوثيين، واقتصر دوره على التصدي  لمسيّرات وصواريخ الحوثي.

النتيجة الحتمية 
ووفقًا للأوساط اليمنية، فإن الحقيقة الوحيدة التي تجسدت مؤخرًا، بأن الحوثيين لم يستطيعوا رفع الحصار عن غزة، بل تسببوا في عسكرة البحر الأحمر، إلى جانب تسببهم بكارثة اقتصادية ومعيشية على اليمنيين تلوح مؤشراتها في أفق البحار وموانئ البلاد.
إلى جانب ذلك، مازال الأمريكان وهم يهددون بعملية عسكرية، يتوددون الحوثي وينصحونه بعدم استعداء دول ستدعم اليمن واقتصاده، إلى جانب استمرار المساعي الأمريكية لترتيب أوضاع الحوثيين في اطار المنظومة السياسية اليمنية، في اطار محافظتها لما يوصف بالفزاعات بالمنطقة لتبرز دورها الدولي.