الشعب اليمني لن يقبل بالخضوع والانبطاح
لقد.كتب الله على القلة القليلة ممن تبقى من أحرار هذا الشعب أن يعيشوا في هذا الزمن الرديء الذي تسلط وتحكم فيه أرذل الطغاة وأنذل الحكام وأنقاد فيه أضعف الشعوب وأتفه وأسفل جيل من الأجيال.
فعلى مدى سنوات الصراع والهلاك السابقة، وبالتحديد منذ أن سقطت الدولة ونظامها الجمهوري والديمقراطي والوحدوي والتنموي والخدمي، والشعب اليمني يعيش حياة مأساوية، ويعاني الفرقة، والتمزق، والضعف، والفقر، والتخلف والعبودية، ويرضخ لبطش وفساد وظلم قادة أطراف الصراع الذين دمروا منجزاته الوطنية، واستهتروا بحقوقه، وعجزوا عن حماية الوطن، وفتحوا أبوابه لكل الطامعين بأراضيه وثرواته، وبددوا أمواله وممتلكاته، واوصلوه إلى هذا البؤس الذي هو فيه، وإلى هذا الوضع السيء الذي نعيش أحداث كوارثه ومأسيه.
فخلال الأعوام الدموية السابقة، تعرّض الشعب اليمني لأكبر العمليات الإجرامية، وعانى من أكبر الكوارث الإنسانية، وكان هدفًا رئيسيًا لآلية الظلم والظالمين الداخلية والخارجية التى أستهدفته بكل شرائحه وفئاته ومكوناته, وشردت الملايين من سكانه, وقتلت, وجرحت مئات الآلاف من أبنائه.
وعلى مدى هذه المدة الطويلة تعايش الملايين من أبناء الوطن مع المليشات الحوثية في مناطق سيطرتها الشمالية التى يسود فيها الظلم والكبت والخوف والاستبداد والعبودية.
وقبلوا أن يعيشوا خُدامًا للأسياد وعبيداً لقادة الكهنوتية.
وقبلوا أن يعيشوا في الظلام وبدون مرتبات ولا خدمات اساسية أو ثانوية.
وقبلوا بحياة الاستبداد والعنصرية القائمة على الكبت والبطش واعتقال الأحرار والحرائر والمناظلين والاقيال والزج بهم الى السجون والمعتقلات الطائفية .
وفي نفس الوقت تعايش الملايين من أبناء الوطن مع لصوص قيادة الشرعية في مناطق سيطرتها المشتتة والممزقة التى يسودها العبث والفوضى والانفلات والغوغائية.
وقبلوا أن يعيشوا بلا كهرباء ولا ماء وبدون غاز ولا بترول ولا اتصالات ولا طرقات معبدة ورئيسية ..
وقبلوا أن يعيشوا بدون سيادة ولا كرامة ولا مقدرات وبدون نظام ولا قانون ولا أمن ولا أمان على الأنفس والممتلكات العامة والخاصة ..
وفي جنوب الوطن المقهور تعايش الملايين من أبناء الشعب مع رموز الفساد والانفصال في المجلس الانتقالي في مناطق سيطرته الجنوبية التى يسودها الفساد والتغطرس والتخلف والتدهور والإنهيار.
وقبلوا أن يعيشوا في وضع الصراع والعداء والشقاق والخلاف والاختلاف، وأن يكونوا أدوات لقيادات التمزق والتشرذم والشتات وأن يُحرموا من أهم الخدمات والاحتياجات وأن تنعم قياداتهم بالثراء والرخاء وامتلاك الشركات والمؤسسات ..
لقد ركع الشعب اليمني بأكمله من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة للظلم والطغاة وقبل بحياة الذل والمهانة والجهل والبطش والطغيان وقبل أن ينبطح للطغاة الفاسدين وأن يعيش في هذا الواقع المزري الذي سلبه كرامته وانسانيته وحريته، وجعل منه دمية تابعة للحكام المستبدين واداة تعين الطغاة في ظلم غيرة من أفراد ومكونات الشعب سوا بالأفعال أو الأقوال أو بالسكوت والرضاء وغض الطرف من قبل المتفرجين الانذال الذين يظنون بأن الظلم الواقع على غيرهم لن يصل اليهم، ولا يعلمون بإنهم الهدف القادم له، وأنه لا حياة للظالم الا بتعميم ظلمه على الجميع، وانه بمجرد ان يفرغ من ظلم الاخرين يطال بظلمه من أعانه عليه، وهذه سنة الله في الكون.
فمن أعان ظالماً سلطة الله عليه .