الدلال بلينكين واتساع دائرة الحرب

تأتي زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكين باعتباره دلالًا أو سمسارًا، وليس كدبلوماسي ووزير خارجية لأكبر دولة اقتصادية وعسكرية في العالم، لأنه كان ورئيسه بايدن سببًا في اشتعال الحرب في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم حينما جاء مؤيدًا لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة، وتحدث بكل وقاحة بأنه حضر بصفته يهوديًا لا كوزير للخارجية الأمريكية، وبهذا أصبح عدوًا للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية والإسلامية أما بايدن فلقد قال كلمته المشهورة "إن لم تكن اسرائيل موجودة لصنعنا إسرائيل".

اليوم، عجزت أمريكا أن تلعب دور الراعي حين قررت إنها إلى جانب إبادة الشعب الفلسطيني، لذا دول المنطقة تحاول الاتجاه شرقًا لخلق نقطة اتزان من خلال إيجاد نظام عالمي متعدد الأقطاب، وتقليص نظام القطب الواحد آلتي ظلت أمريكا تهيمن عليه فاشعلت الفتن والحروب.

أمريكا لم تراعِ شعور أكثر من مليار مسلم و٥٧ دولة، الذين بفضل ثرواتهم أصبحت امريكا بما هي عليها اليوم من التطور والغناء، أما إسرائيل فميزانيتها قائمة على الدعم الأمريكي وسلاجها امريكي بريطاني. 

الآن الثورة التكنولوجيا الحديثة والتقنية المتقدمة فضحت كل الأساليب  الغربية البشعة التي تمارس لنهب الدول العربية ودول العالم الثالث فضحت علنا تلك الممارسات الدنيئة و اخلاقياتها الساقطة، تبينت وظهرت على الملأ آخرها فضيحة جيفري ابستين، وكيف يتم استغلال الأطفال، وكيف إن آلاف القيادات المشهورة بينهم رئيسان سابقا ن،  وعدد من القيادات الأمريكية، بالإضافة إلى الأمير أندرو، إنها فضائح من العيار الثقيل لا يمكن أن تكون هناك لغة تفاهم بين دول المنطقة وبلينكين.

انتهت اللعبة ولم تعد المنطقة قادرة على مواصلة أي لعبة تأتي من الغرب. اليوم الاتجاه شرقًا، فالشرق بعده وضوح و علاقة تعامل وفق مبادئ وأسس واضحة لا تابع ولا متبوع، نريد أن نعلم اطفالنا مهنًا ومهارات. فتبا للغرب الذي لم نتعلم فيه إلا الظلام والحروب والتبعية.

بعد هذا كله، يأتي رسول الغرب بلينكين إلى المنطقة، ماذا سيقول للناس؟

ماذا سيقول و تسعة آلاف طفل فلسطيني قتلتهم إسرائيل بسلاح أمريكي وبتأييد البيت الابيض وبحضورك أنت يابلينكين ووزير الدفا؟، ماذا ستقول للعالم؟ 
هل ستقول أن الأطفال كانوا إرهابيين لأن أشكالهم اسيوية ودمهم عربي؟، هل تم قتل ستة آلاف امرأة بسبب أنهن إرهابيات؟  
المهم أنظر الكوريتين في تبادل مدفعي، السودان في حروب مستعرة،  ليبيا العراق اليوم يستقبلك بقرار طردكم من العراق، نعم فالبلاد آلتي عرفت أول قانون على الأرض اردتها أن تحكم بدستور أحد ضباطك بريمير، وقتلت شعبها ورئيسها ودمرت كل ما فيها.

اسرائيل الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة، وامريكا سوف تغادر المنطقة. الصين جمعت بين السعودية وإيران بعد صراع وعداوة دامت نصف قرن، تديره أمريكا. هكذا أمريكا وبريطانيا يديران الصراع العربي الإسرائيلي ما يقارب قرن من الزمن، وكلما قدمت أمريكا لعبة تلغيها بلعبة أخرى.

لم يعد العربي ذلك الذي يتلقى أخباره عبر وسائل الإعلام الغربية، لقد أصبح كل مواطن يتابع الأحداث عبر شاشة التلفون، وأصبح كل مواطن لديه القدرة  أن يكون مراسلًا اخباريًا، لا يحتاج إلى صوت نهى الخطيب، ولا ماجد سرحان، و لا يحتاج إلى فقيه يرشده الصواب من الخطأ.

إرحل يابلينكين، اسلحتكم العسكرية أصبحت لا تجدي، وأصبح طيرانكم ألإف ٢٢ وغيرها لم تعد  مجدية أمام الطيران المسيّر، وأصبحت التقنية في متناول كل آسيوي، وقريباً في متناول كل أفريقي. نعلم أن لديكم خبرة كبيرة وقدرة فائقة في إثارة الحروب وخلق أزمات، لكنكم اليوم منبوذين في العالم ، ماذا تفسرون وضعكم بعد أن كان الرؤساء والقادة في العالم يتسابقون على البيت الأبيض بل كان رئيس قسم في إحدى المؤسسات الأمريكية يستقبل من رئيس حكومة وتحرك له الونانات ويرافقه الوزراء ، لكن اليوم أصبحوا  يرفضون زيارتكم، وأصبح مجيئكم إلى الدول غير مرغوب بل و نذير شؤم؟.

فهل بإمكانكم إعلان وقف إطلاق النار فوراً وإصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؟  
إنها الفرصة الأخيرة، ما لم ستظل أمريكا منبوذة وإلى الأبد ، والحرب سوف تتسع وإسرائيل لن تبقى، وهذه هي فرصتها في البقاء ما لم فإن أمريكا قادمة على تفكك داخلي فضيع ، ولولا الثروة التي تملكها لانهارت مهما حاولت أوروبا الوقوف إلى جانبها كتعصب استعماري، لكنهم فشلوا في اوكرانيا وفي فلسطين، حتى شعوب  هذه الدول سئمت التناقضات لمواقف حكامها وتبحث عن مخلص لها، فهل من مدكر؟