Image

مسرحية البحر الأحمر .. بين التحذيرات الأمريكية وتصعيد إيران وأذرعها ـ تناغم امريكي – سعودي – إيراني بانتظار موقف روسيا والصين

لم يمر سوى 48 ساعة فقط على التحذيرات الأمريكية والاوروبية التي وُصفت بالاخيرة، لإيران وأذرعها بمن فيهم مليشيات الحوثي الإرهابية باليمن، لوقف الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، حتى واصلت إيران وذراعها الحوثي التصعيد.

هجومان جديدان 
وسجّلت الساعات القليلة الماضية هجومين جديدين شنتهم عناصر الحرس الثوري الايراني المتمركزة في اليمن بمساندة جماعة الحوثي ذراع ايران في المنطقة، تجاه الملاحة الدولية في البحر الأحمر، الاول بستة صواريخ والثانية بطائرة مسيّرة تم إسقاطها من قبل القوات الامريكية.

وذكرت القيادة المركزية الأميركية مساء السبت، بأن البارجة لابون (دي.دي.جي 59) التابعة لها، اسقطت طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن تجاه الملاحة في المياه الدولية بجنوب البحر الأحمر، مشيرة إلى بان ذلك دفاعًا عن النفس في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر في القرب من العديد من السفن التجارية.
وفيما وصفت الهجوم بأنه لم يؤدي إلى وقوع إصابات او أضرار، كانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أعلنت إنها تلقت تقريرًا عن اقتراب ستة زوارق صغيرة من سفينة تجارية على بعد حوالي 50 ميلا بحريًا جنوب شرقي مدينة المخا اليمنية.
وأضافت الهيئة في مذكرة تحذيرية "لم تتم رؤية أي أسلحة وتقدم قوات التحالف المساعدة".
وتشن مليشيا الحوثي الإرهابية ذراع ايران في اليمن، هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر،  في الوقت الذي تعهدت فيه الدول الغربية بالتصدي لتلك الهجمات الإرهابية.

سلاح إيراني 
وتأتي الهجمات الحوثية متزامنة مع إعلان إيران عن تدشين سفينة حربية جديدة في مدينة بندر عباس الإيرانية الواقعة على مياه الخليج العربي، لمواجهة ما اسمته معركة شاملة مع "العدو"، وذلك بعد أيام من إرسالها السفينة "ألبرز" الحربية إلى البحر الأحمر.
يأتي ذلك، بعد قيام عناصر صومالية باختطاف سفينة هندية  تدعى "MV Lila Norfolk" والتي ترفع العلم الليبيري وعلى متنها طاقم هندي قبالة سواحل الصومال.
وذكرت تقارير دولية، بأن العملية تأتي بالتنسيق بين الحرس الثوري الايراني وجماعة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة الارهابية الموالي لإيران، مؤكدة ان ذلك يأتي على خلفية التعاون والتسليح التي بين الجماعة والحرس الثوري، الأمر اذي أكده تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي المعني باليمن، الأخير، خاصة فيما يتعلق بتهريب الأسلحة الإيرانية للجماعة الصومالية.

لقد دخل أمن البحر الأحمر مرحلة جديدة مع تهديدات مليشيات الحوثي، وتصريحات إيران بمناصرتها فيما تقوم به في هذه المنطقة، واستمرار تناغم الولايات المتحدة مع السعودية وإيران حول ما يجري وعملية الدفاع عن حرية الملاحة.

ووفقًا للتقارير الدولية، فإنه لا يزال هناك جزء غامض في هذه التعقيدات، يتعلق بروسيا والصين بهذا الخصوص، فهما لن ترضيا عن ترتيبات تقوم بها جهة يمكن أن تؤثر على مصالحهما، فما يجري من تحركات في الوقت الراهن سوف يكون له تداعيات في المستقبل على طموحاتهما في هذه المنطقة التي جذبت إليها منذ فترة عيون قوى إقليمية ودولية عدة.

فضيحة للأمريكان
وشكَّل التصعيد الايراني – الحوثي، ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر خلال الساعات الماضية، فضيحة جديدة للولايات المتحدة الامريكية التي سعت لتكوين تحالف دولي "حارس الازدهار" وأطلقت العديد من التهديدات مع دول اوروبية لإيران والحوثيين بأنه في حال يم يتم وقف الهجمات سيتم اتخاذ إجراءات رادعة، وهو ما لم يتم إلى الان.

ووفقا لتقارير دولية، فإن استمرار الهجمات الحوثية – الإيرانية ضد الملاحة في البحر الأحمر وتوسعها نحو السواحل الصومالية والهندية، دون رد او ردع من المجتمع الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة، يرفع حالة القلق  الدولي من مستوى الحركة التجارية وتدفق الطاقة باتجاه الغرب والشرق.
وأشارت إلى أنه لم تظهر بصمات عملية للتحالف الذي تقوده واشنطن لجهة التعامل مع تهديدات الحوثي أو تأمين حرية الملاحة لإسرائيل ومنع استهدافها تمامًا، وبدأ النقاش يتنامى حول الدول الأولى برعاية الأمن في البحر الأحمر من داخله أم خارجه، أم منهما معًا.

مباحثات مصرية – فرنسية

وفي هذا الاطار، بحثت مصر عبر وزير خارجيتها سامح شكري مع فرنسا خلال إتصال هاتفي جرى مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، السبت، التهديدات المتزايدة في البحر الأحمر، محذرين من "مخاطر توسيع رقعة الصراع وتهديده لاستقرار المنطقة".

ووفقًا لبيان الخارجية المصرية، فقد تطرقت مباحثات الوزيرين، إلى “التطورات على الساحة اللبنانية، والتهديدات المتزايدة للملاحة في البحر الأحمر، حيث حذرا من المخاطر الجمة المحيطة بسيناريوهات توسيع رقعة الصراع وما تمثله من تهديد لاستقرار المنطقة بأكملها وللسلم والأمن الدوليين”.

وتشهد الملاحة في البحر الأحمر توترات متصاعدة على خلفية استهداف مليشيا الحوثي ذراع إيران في اليمن، الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وفي حال لم تبادر الدول الرئيسية المطلة على البحر الأحمر لوضع خطط إستراتيجية للتعاطي مع تطوراته وتحولاته المحتملة، سوف تواجه معاناة قد تكون أشد ضراوة من تلك التي شاهدنا مقاطعها في الخليج العربي.