الاتصالات والانترنت في زمن حكم المليشيات

11:21 2024/01/06

على ما يبدو أن الجماعة الحوثية عازمة على إعادة الجمهورية اليمنية إلي زمن ما قبل العصور الحجرية.

فها نحن نشاهد ممارساتها العبثية وطرق وأساليب إدارتها الاستغلالية والاستهلاكية لمؤسسات وهيئات ومصالح وخدمات الدولة وبنيتها التحية التى توضح استثمارها أواستغلالها لتلك الموسسات والخدمات حتى تنهيها وتقضي عليها وتجعلها كأن لم تكن.

فمنذ تاريخ إنقلابها وبداية حكمها وتحكمها والفساد ينخر ويجتاح المؤسسات والمشاريع والمصالح التنموية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاستثمارية والخدمية ومختلف المؤسسات والهيئات والمصالح والقطاعات والخدمات الحكومية التى أنهكها قادة ومشرفي الجماعة لتصبح معاقة ومشلولة وقريبة من السقوط والإنهيار.

وآخر هذه القطاعات التى تتعرض للعبث والفساد والخراب والدمار وتقترب من السقوط والاندثار قطاع الإتصالات والانترنت الذي كان من أفضل القطاعات الخدمية والتنموية التى تميزت وتقدمت به الجمهورية اليمنية عن باقي الدول العربية المجاوره من حيث التمديد والقوة والسرعة والتقنية الحديثة والتكلفة الميسرة والبسيطة لرسوم الربط والاشتراك والأنخفاض الميسر لأسعار الانترنت والاتصالات المحلية والدولية والصيانة الدائمة والمستمرة بأحدث الطرق والأساليب المتطورة والحديثة وتغطيتها ووصولها إلى كافة مديريات وقرى وجزر الجمهورية اليمنية بكل سهولة وبساطة، فحوّلته المليشيات الحوثية في زمن حكمها إلى أسوأ و أردأ القطاعات الحكومية على الإطلاق.

وها هي شركة يمن موبايل التى تألقت في قطاع الاتصالات وحلّقت في سماء المدن والقرى اليمنية بدون منافس لعدة سنوات تعاني اليوم من الفساد والعبث وتقترب من السقوط والانهيار بسبب التقصير والإهمال والاستغلال والتسلط والاستبداد الحوثي الذي ركز على الاستغلال التام لإيراداتها المالية الضخمة والهائلة وعلى الاستخدام السيء في التسلط والمراقبة المخالفة للنظام والقانون والمخلة بالأمن والاستقرار..
لقد تعمدت قيادة المليشات منذ سيطرتها على شركة يمن موبايل وعلى قطاع الإتصالات والانترنت على رفع رسوم الاشتراك والخدمات ومضاعفته عشرات الاضعاف رغم تدني الخدمات وتوقيف أعمال الصيانة وتهالك أصول الشركة والقطاع وانقطاع التغطيه وعدم وصولها إلي معظم المدن وعواصم المحافظات لتتحول هذه الخدمة الميسرة والسهله إلى خدمة صعبة وشاقه لا يمكن استخدامها حتى في المدن الرئيسية إلا من فوق سطوع العمائر المرتفعة أو من أعلى التباب والجبال الشاهقة.