مولود قادم من ريف تعز

07:55 2024/01/05

من جبل صبر الأشم ومن مدرسة الوعي الثوري بمديرية مشرعة وحدنان على وجه التحديد ، انطلق قبل بضعة أشهر حراك  حقوقي تربوي فاعل ، وأتسعت رقعة هذا الحراك إلى بقية مديريات ريف تعز، وامتدت أذرعه  إلى قلب المدينة .

نستطيع القول، بأن هذا الحراك التربوي لم يأتي من عبث ، بل ناتج عن عوامل موضوعية انتجته الضرورة والمرحلة ، و تبلور عنه في نهاية المطاف عمل منظم  يبشر بمولود لعمل نقابي حقيقي يعبر عن طموح وحقوق ومصالح التربويين ، هذا المولود النقابي الجديد الذي سوف يعلن نفسه بشكل رسمي  خلال الأيام القادمة ، ما هو إلا ناتج طبيعي فرضته الظروف الموضوعية لسد الفراغ الذي تركته الكيانات النقابية الهلامية الخاملة التي انحرفت عن مسارها ، وتخلت عن الدفاع عن منتسبيها .

على العموم ،  ليس بوسع أحد أن ينكر بأن الكيانات النقابية الحالية صارت مشوهة ، ولم تعد تتوفر فيها أبسط شروط  وركائز العمل النقابي ، فقيادتها شاخت حيث مضى عليها ما يقرب عن ثلاثة عقود من الزمن ، ولا زالت متشبثه  بمواقعها دون خجل.

نستطيع القول ، بأن هذه النقابات نقابات مملوكة للحزب الواحد والشيخ المسن ، بالأضافة إلى ذلك لقد اسهمت هذه الحرب القذرة  بسلب الروح  المدنية من العمل النقابي  ، حيث انسلخت بعض النقابات عن هويتها المدنية ، وتحولت إلى كنتونات عسكرية مسلحة ، تشرف على مراكز احتجازات غير رسمية .

لذا ، كان من الضروري ، إعادة الاعتبار لمكانة التعليم ومكانة المعلم  ، ولن يأتي هذا إلا من خلال خلق حراك مدني ونقابي جديد ، لا يساوم بالحقوق ، ولا يخضع لأجندة  حزبية مضرة بمصالح وحقوق العاملين.