مولود قادم من ريف تعز
من جبل صبر الأشم ومن مدرسة الوعي الثوري بمديرية مشرعة وحدنان على وجه التحديد ، انطلق قبل بضعة أشهر حراك حقوقي تربوي فاعل ، وأتسعت رقعة هذا الحراك إلى بقية مديريات ريف تعز، وامتدت أذرعه إلى قلب المدينة .
نستطيع القول، بأن هذا الحراك التربوي لم يأتي من عبث ، بل ناتج عن عوامل موضوعية انتجته الضرورة والمرحلة ، و تبلور عنه في نهاية المطاف عمل منظم يبشر بمولود لعمل نقابي حقيقي يعبر عن طموح وحقوق ومصالح التربويين ، هذا المولود النقابي الجديد الذي سوف يعلن نفسه بشكل رسمي خلال الأيام القادمة ، ما هو إلا ناتج طبيعي فرضته الظروف الموضوعية لسد الفراغ الذي تركته الكيانات النقابية الهلامية الخاملة التي انحرفت عن مسارها ، وتخلت عن الدفاع عن منتسبيها .
على العموم ، ليس بوسع أحد أن ينكر بأن الكيانات النقابية الحالية صارت مشوهة ، ولم تعد تتوفر فيها أبسط شروط وركائز العمل النقابي ، فقيادتها شاخت حيث مضى عليها ما يقرب عن ثلاثة عقود من الزمن ، ولا زالت متشبثه بمواقعها دون خجل.
نستطيع القول ، بأن هذه النقابات نقابات مملوكة للحزب الواحد والشيخ المسن ، بالأضافة إلى ذلك لقد اسهمت هذه الحرب القذرة بسلب الروح المدنية من العمل النقابي ، حيث انسلخت بعض النقابات عن هويتها المدنية ، وتحولت إلى كنتونات عسكرية مسلحة ، تشرف على مراكز احتجازات غير رسمية .
لذا ، كان من الضروري ، إعادة الاعتبار لمكانة التعليم ومكانة المعلم ، ولن يأتي هذا إلا من خلال خلق حراك مدني ونقابي جديد ، لا يساوم بالحقوق ، ولا يخضع لأجندة حزبية مضرة بمصالح وحقوق العاملين.