Image

تحذيرات وتداعيات وهجوم حوثي فاشل .. مجلس الأمن يواصل استجداء الحوثي .. وواشنطن ولندن تطالبان بردع عالمي

واصل مجلس الأمن الدولي أعلى المؤسسات الدولية المعنية بالدفاع عن الحقوق والحريات،امس استجداء مليشيات الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن، فيما يتعلق بسلامة الملاحة وحماية طرق التجارة العالمية في البحر الأحمر.
و دعت جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، مليشيات الحوثي الإرهابية، إلى الامتناع عن مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر ، وإطلاق سراح السفينة المحتجزة لديها مع طاقمها.

مطالب بردع عالمي
وقال مندوب الولايات المتحدة ، إن هجمات من سماهم الحوثيين في اليمن على السفن التجارية تهدد “الحقوق والحريات الملاحية” في البحر الأحمر ، وتشكّل “تحديًا عالميًا” يتطلب ردًا عالميًا.
وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تعتقد بأن الوضع في البحر الأحمر “يمر بنقطة تحوّل”.
وأعرب المندوب الروسي عن إدانته للعمليات التي ينفّذها الحوثي، و في نفس الوقت عزا السبب إلى ما يحدث في غزة من عدوان إسرائيلي، مؤكدًا أن واشنطن تصب الزيت على النار بتشكيلها تحالفًا بحريًا في البحر الأحمر وخليج عدن.
في نفس السياق ،  أدان المندوب البريطاني ما سماها “الاعتداءات غير المشروعة من قبل الحوثيين على الملاحة”، واصفًا إياها بالعشوائية و”تستهدف سفنًا لا علاقة لها بإسرائيل، ولن نتردد في اتخاذ تدابير لمنع تلك الاعتداءات”، ومحملًا إيران مسؤولية الهجمات.

جلسة طارئة
وعقد أعضاء مجلس الأمن جلسة طارئة استمع خلالها إلى إحاطتين، الأولى من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي خالد خياري الذي أشار إلى "التطورات المثيرة للقلق في البحر الأحمر"، محذراً من «النتائج السلبية السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية لتداعيات التصعيد العسكري، و«تفاقم التوترات الإقليمية».
ونبّه إلى أن «تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية، إلى جانب خطر حدوث المزيد من التصعيد العسكري، لا تزال تشكّل مصدر قلق بالغ، ويمكن أن تؤثر على الملايين في اليمن والمنطقة والعالم»، مشجعاً كل الأطراف المعنية على تجنب المزيد من التصعيد وتهدئة التوترات والتهديدات، لأن «هذا أمر بالغ الأهمية حتى تتمكن حركة المرور عبر البحر الأحمر من العودة إلى طبيعتها وتجنب خطر جر اليمن إلى حريق إقليمي».

15 في المائة من الملاحة
وكذلك استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة ثانية من الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينيغز الذي أكد أن الهجمات تؤثر على 15 في المائة من تجارة الشحن الدولية العالمية، وهي النسبة التي تمر عبر البحر الأحمر.
ونبّه إلى أن «الهدف الأولي كان سفنًا لها صلات بإسرائيل، لكن المعلومات التي تلقيناها خلال الحوادث الأخيرة تشير إلى أن ذلك لم يعد الحال في الوقت الراهن»، مضيفاً أن «نحو 18 شركة قررت تغيير مسار سفنها لتجنب تعرضها للهجمات والآثار المتوقعة على البحارة»، وبالتالي اختارت الدوران حول أفريقيا ورأس الرجاء الصالح. وأوضح أن ذلك «يضيف عشرة أيام على تلك الرحلات البحرية ويزيد أسعار الشحن».

المال الإيراني 
وفي كلمته، أفاد نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة كريستوفر لو، بأن الحوثيين نفّذوا أكثر من 20 هجومًا منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مضيفاً أنه على رغم خسارتهم عشرة مقاتلين في مواجهة مع القوات الأميركية بعد محاولتهم الفاشلة للصعود إلى سفينة شحن الأحد الماضي، فإن الحوثيين أعلنوا الأربعاء أنهم استهدفوا سفينة حاويات أخرى.
وشدد على أن الحوثيين تمكنوا من تنفيذ الهجمات لأن إيران زودتهم بالمال وأنظمة الأسلحة المتقدمة بما في ذلك المسيّرات وصواريخ كروز الهجومية البرية والصواريخ الباليستية - في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.
وقال: «نعلم أيضاً أن إيران متورطة بشكل كبير في التخطيط لعمليات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر»، مضيفاً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى مواجهة مع إيران ولكن طهران لديها خيار، إذ «يمكنها مواصلة مسارها الحالي، أو يمكنها حجب دعمها الذي من دونه سيكابد الحوثيون لتتبع وضرب السفن التجارية التي تبحر في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن بشكل فعال».
وأكد أن هجمات الحوثيين «تشكل تداعيات خطيرة على الأمن البحري والشحن الدولي والتجارة»، مشدداً على أهمية أن يتحدث مجلس الأمن الآن علناً عن ضرورة احترام القانون الدولي والحق في حرية الملاحة.

مشروع أميركي
وهو كان يشير بذلك إلى مشروع قرار أميركي وزعته البعثة الأميركية على بقية أعضاء المجلس، ينص على التنديد بهجمات الحوثيين، ويندد بها، ويطالب بوقف فوري للهجمات، ويعترف بحق أي دولة في الدفاع عن سفنها التجارية والبحرية وفقاً للقانون الدولي.
ومع أن النص لا يذكر إيران بالاسم، فإنه يندد أيضاً بـ«توفير الأسلحة والعتاد ذي الصلة بكل أنواعه للحوثيين» في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. كما يدعو جميع الدول إلى تنفيذ حظر الأسلحة على الحوثيين، ويذكر أن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تراقب العقوبات «وجدت أن الكثير من أسلحة الحوثيين هي من أصل إيراني». ويحض على «الحاجة إلى تجنب المزيد من تصعيد الوضع».
وكرر أعضاء المجلس الدعوات لإطلاق سفينة الشحن «غالاكسي ليدر»، التي تديرها اليابان ولها صلات بشركة إسرائيلية، وكانت جماعة الحوثي استولت عليها في 19 نوفمبر الماضي.


تصعيد بهجوم فاشل
وصعدت مليشيات الحوثي ذراع ايران في اليمن، الاربعاء، من هجماتها تجاه الملاحة الدولية في البحر الاحمر وشنت هجومًا بزورق مسيّر وصف بالهجوم الفاشل.
وقال قائد في الأسطول الأميركي إن قارباً حوثياً مسيّراً كان محملاً بالمواد الناسفة انفجر في البحر الأحمر، الخميس، لكنه لم يكن قريباً من أي سفن تابعة للبحرية الأميركية أو سفن تجارية بدرجة كافية لإحداث أي أضرار أو خسائر بشرية، واصفاً ذلك بأنه «هجوم فاشل».
وأضاف نائب الأميرال براد كوبر، الذي يقود القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، للصحفيين إن "الحوثيين شنّوا 25 هجومًا حتى الآن على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن"، موضحاً أن «ليست هناك علامات على تراجع سلوكهم غير المسؤول».
وقال كوبر: «اقترب (القارب) على بعد بضعة أميال من السفن العاملة في المنطقة... السفن التجارية وسفن البحرية الأميركية.. وشاهدنا جميعا انفجاره».

بلينكن ــ كولونا
من جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الوقف الفوري للهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية في البحر الأحمر والإفراج عن السفن المحتجزة وأطقمها.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان الخميس، أن تصريحات بلينكن جاءت في اتصال هاتفي مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا. وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضا أهمية التدابير الرامية إلى الحيلولة دون اتساع الصراع في غزة، بما في ذلك اتخاذ خطوات لتهدئة التوترات في الضفة الغربية وتجنب التصعيد في لبنان وإيران.
كما شدد الوزيران على الحد من الخسائر البشرية في غزة وضرورة التنسيق الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في القطاع، بحسب البيان.

اجماع وتحذير دولي
ووسط إجماع على التنديد بشدة بهجمات الحوثيين، المدعومين من طهران، ضد السفن التجارية وحرية الملاحة في البحر الأحمر والمضائق الحيوية في الخليج، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن يهدف إلى اتخاذ إجراء دولي موحد والتحرك لوقف التصعيد ومنع تكرار الاعتداءات، محذرة إيران بأن عليها وقف تمويل الجماعة وتسليحها، وبالتالي الحيلولة دون توسيع نطاق الحرب في غزة نحو اليمن.

تداعيات خطيرة
وتنذر الهجمات الحوثية في البحر الأحمر بإفشال جهود السلام الدولية والإقليمية في اليمن، وأقرب الفرص لحل الأزمة اليمنية وإيقاف الصراع الممتد منذ 9 أعوام، والمتمثلة بخريطة الطريق التي أعلن عنها المبعوث الأممي منذ ما يزيد عن أسبوع، والمنتظر أن تؤدي إلى إنهاء المعاناة المعيشية ودفع رواتب الموظفين العموميين وإعادة تصدير النفط.
ولجأ عدد من شركات الشحن العالمية إلى تغيير مسار سفنها منذ مطلع الشهر الحالي لتتجنب المرور في البحر الأحمر، برغم أن بعضها عاود الملاحة فيه، فيما استمر غيرها في سلوك الطريق الملاحي المعتاد، مستندة إلى وجود حماية عسكرية، تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها في مياه المنطقة.