الأيادي المرتجفة .. وعدم الاستغلال المناسب للوقت ..!!
من يتابع التطورات العسكرية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط ، وخصوصا بعد أحداث 7 اكتوبر الماضي ، سوف يشاهد تصاعد العمل العسكري والسياسي الاسرائيلي على كل الأصعدة وفي كل الاتجاهات ، وشوف يلاحظ بأن اليد الإسرائيلية في المنطقة أصبحت الطولى ، فها هي تضرب هنا وهناك بكل جراءة وقوة غير آبهة بأحد أو خائفة من أحد ، وسوف يلاحظ كيف تتصاعد نبرة تصريحات قياداتها مع مرور الوقت في صورة تعكس حالة من الثقة بالنفس والثقة بالقوة والسيطرة على الوضع ، في حين نشاهد الطرف الآخر المواجه لإسرائيل والمتمثل في محور المقاومة بقيادة النظام الإيراني ، يعيش حالة من التراجع سواء في الخطاب السياسي أو في العمل العسكري ، ففي حين تقوم اسرائيل بالقصف العنيف للكثير من مواقعه وقواعده العسكرية وقواته المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق ، لا يتعدى رده على بعض العمليات العسكرية المحدودة المجال والتأثير ، التي تستهدف بعض القواعد الامريكية في العراق وسوريا ، وبعض المواقع العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان ، والتي تستهدف بعض السفن التجارية في البحر الأحمر ..!!
كل ذلك يجعلنا أمام مشهد سياسي وعسكري جديد في منطقة الشرق الأوسط ، أصبحت فيه إسرائيل في موقع الهجوم والتحدي ، بينما أصبح محور المقاومة بكل قواته وتشكيلاته في موقع الدفاع والتصدي ، وفي حين تقوم اسرائيل بالأعمال الهجومية والعدائية واغتيال واستهداف قيادات المحور وتجاوز كل الخطوط الحمراء التي وضعتها قيادة محور المقاومة ، متجاوزة بذلك كل قواعد الاشتباك في حالة تحدي واضح ، لم يتجاوز موقف قيادة محور المقاومة مربع التهديد والوعيد ، واتباع سياسة الصبر والتحمل ، التي تجعلها تبدو وكأنها تحاول الهروب من المواجهة المباشرة مع إسرائيل وحلفائها ، نعم كل المؤشرات والأحداث حتى الآن تقول بأن محور المقاومة بقيادة النظام الإيراني يفضل تحمل القصف والضرب على المواجهة المباشرة مع إسرائيل ، وإذا استمرت الأحداث كما هي عليه واستمرت اسرائيل في قصفها وضربها وانتهاكها المستمر لسيادة الدول التابعة لمحور المقاومة ، فإن قيادة المحور سوف تكون في موقف محرج جداً ، وستكون أمام خياربن لا ثالث لهما ، إما الانتصار لنفسها ولحلفائها وللمؤيدين لها من خلال إعلان المواجهة المباشرة مع إسرائيل وحلفائها ، أو الاستمرار في حالة الخنوع والخضوع وتجرع كل صور الإذلال على يد الجيش الاسرائيلي ..!!
نعم يبدو جلياً بأن إسرائيل وحلفائها يدفعون محور المقاومة دفعاً للمواجهة معهم ، بعد أن حشدوا القوات والأساطيل البحرية والبارجات والمدمرات والغواصات وحاملات الطائرات ، وبعد أن أخذوا الوقت الكافي للاعداد والتجهيز للمعركة ، في ظل تردد وتخوف قيادة المحور وعدم استغلالها للوقت وللصدمة التي تعرضت لها اسرائيل بعد هجوم السابع من اكتوبر الماضي ، والذي كان سيمنحها الأفضلية ويجعلها في موقع الهجوم ، ويجعل إسرائيل وحلفائها في وضع الدفاع ، لكن عدم استغلال تلك الفرصة الذهبية تسبب في تغيير المعادلة وتغيير ميزان القوى لمصلحة اسرائيل وحلفائها ، نعم لن نبالغ إذا قلنا بأن المثل العربي القائل ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ) ، ينطبق تم الانطباق على حالة محور المقاومة ، فبعد ان كان بيده زمام المبادرة والهجوم ، أصبح اليوم في موقف الدفاع والحصار ، الوقت ثمين جدا في مثل هذه المواقف والقيادات المترددة والأيادي المرتجفة لا تستطيع أن تصنع الانتصارات العظيمة ، لأنها تضيع الفرص الثمينة بسبب ترددها وتخوفها ، وتضع نفسها وشعوبها وحلفائها في مواقف لا تحسد عليها . نقطة آخر السطر ..!!