حرب غزة قد تفرز نظامًا عالميًا جديدًا
الحرب الدائرة في غزة تتوسع يوماً بعد آخر، وخصوصاً بعد وصول هذه الحرب إلى باب المندب الاستراتيجي، والبحر الأحمر وبيروت ، وأمريكا وبريطانيا تفقد السيطرة بالتحكم بنظام الاقتصاد العالمي ، وكيان العدو الإسرائيلي يخسر كثيراً في الحرب في غزة ، حيث وان الحرب الدائرة في الشرق الأوسط والتي بدات بغزة تتوسع لتشمل خمس دول عربية وهي لبنان ، وسوريا ، والعراق ، واليمن ، ومصر ، فالحرب قد تتوسع في اي لحظة وقد تكون شمال سيناء المصرية النقطة القادمة لتوسيع الحرب.
الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ، يعتقد انها لو لم تتمكن من تحقيق نصر من خلال هذه الحرب التي بدأتها في غزة ، ولم تقضِ على حركة المقاومة حماس وتحتل قطاع غزة من جديد ، فان مستقبل إسرائيل الوجودي في خطر ، وتعتبر إسرائيل حرب غزة حرب وجود للكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين والقدس الشريف.
ومن اجل تحقيق أهداف إسرائيل والغرب الكبرى من هذه الحرب ، وفي إطار توسيع مسرح عمليات هذه الحرب ، فقد اغتالت إسرائيل القيادي في حركة حماس ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري ، في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية ببيروت هو واثنين اخرين من قادة حماس ، حيث و يعد العاروري من احد مؤسسي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة ، كما يعد العاروري المهندس والعقل المدبر لتسليح جيش غزة العسكري التابع لحركة حماس الذي اذل جيش الكيان الصهيونى وهزمه شر هزيمة وكبده خسائر بشرية ومعنوية ومادية هائلة.
هذا وكان أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله وفي وقت سابق مع اندلاع حرب غزة ، حذر إسرائيل من ان اي عملية عسكرية او محاولة اغتيال تقوم بها إسرائيل ضد لبنان او داخله ،
فإنه سيقابل ذلك برد قوي من حزب الله ! فهل سيرد حزب الله على إسرائيل أو ايران التي قتلت إسرائيل احد قياداتها العسكرية في سوريا و بعد اغتيال العاروري ورفاقة بلامس في الضاحية الجنوبية ببيروت.!؟؟
تخوض إسرائيل والغرب حربًا ليس في غزة ، وانما على خمس جبهات عربية آخرى وهي شبه مشتعلة ، وهذا يؤكد ما صرح به وزير الدفاع الاسرائيلي الحالي في وقت سابق من بداية الحرب على غزة ، حيث ادلى بتصريح خطير ويجب تحليله بدقة ، حيث قال " إذا لم تحقق إسرائيل انتصاراً في حرب غزة ، فلن تتمكن من الوجود في الشرق الأوسط" ، ومعنى ذلك أن هذه الحرب حرب مصيرية للكيان الغاصب ، وإسرائيل مصممه على توسيع الحرب ضد العرب كما حصل في حروب إسرائيل والعرب ما بعد النكبة في 1948م.
ومما يؤكد أن العدو الاسرائيلي يريد توسيع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، لتحقق إسرائيل من اهدافها الكبرى وتحقيق اطماعها الشريرة في توسيع دولتها من النيل إلى الفرات ، فقد صرح وزير الدفاع الاسرائيلي السابق فيكدور ليبرمان وفي تهديد لمصر حيث قال ان مصر ستدفع الثمن من دعمها لحركة حماس ، كما دعى ليبرمان إلى اسقاط اتفاقية كامب ديفيد مع مصر ، ودعى إلى ضرب شمال سيناء المصرية واحتلالها وهذا مؤشر آخر لاحتمالية توسع الحرب لتشمل مصر ايضاً.
وفيما يخص حرب البحر الأحمر وباب المندب ، فقد دعا وزير الدفاع البريطاني من خلال تصريحه لصحيفة التلغراف البريطانية و بعد ان ارسلت بريطانيا حاملة البحرية الملكية البريطانية للبحر الأحمر ، من ضرورة مواجهة جماعة الحوثيين التي تعترض السفن الغربية والإسرائليه في البحر الأحمر ، حتى لو كلف ذلك الأمر إشعال حرب اقليمية في منطقة آلبحر ألأحمر، كما أن ما يجري من مواجهات في البحر الأحمر يوثر على أوروبا واقتصادها والاقتصاد العالمي ، كما دعى وزير دفاع بريطانيا حلف الناتو بسرعة توجية ضربة عسكرية لجماعة الحوثي ، إنقاذا للنظام العالمي والاقتصادي الذي تم تاسيسه بعد الحرب العالمية الثانية بزعامة امريكا و الغرب .
حرب غزة لم تتسبب في ازمة اقتصادية لإسرائيل فقط ، ففي الجانب الاخر هناك حرب اقتصادية بين الشرق والغرب بقيادة روسيا ، حيث دعا الرئيس الروسي بوتين وحسب ما أوردته صحيفة بلومبيرغ الأمريكية، من أن الرئيس الروسي والصين دعا لمنح عضوية كاملة في منظمة البريكس الاقتصادية لكل من مصر وايران وإثيوبيا والإمارات والسعودية ، لمواجهة المجموعة الاقتصادية G7 , التي يقودها الغرب بقيادة أمريكا والتي تهيمن على الاقتصاد العالمي ، حيث ان دول البريكس تنوي عدم التعامل بالدولار الأمريكي في تعاملاتها الاقتصاديه ومواجهة النفوذ الأمريكي الإمبريالي الاقتصادي والعسكري.
*رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث الإستراتيجية.
4 يناير 2024.