Image

هل يوقع الحوثي على خارطة الطريق أم يشتري الوقت للانقضاض على مأرب ؟!

مع دخول العام الميلادي الجديد يكاد الحديث عن التوقيع على مبادرات السلام يتبخر وسط التحركات الحوثية في أكثر من جبهة وحشوداتها العسكرية باتجاه مأرب والجوف والاعتداء على مواقع القوات الحكومية في تعز والضالع وجمبعها تنهي الآمال بالتوقيع  على خارطة الطريق في مكة المكرمة.

الحوثي في أي مفاوضات يشتري الوقت ولا نستغرب أن قال قائل أن ما يجري أشبه بلعبة تمارس ضد الشرعية لإفساح المجال لعصابة الحوثي لالتهام مأرب النفطية التي تتسارع فيها الأحداث نحو الاقتتال ما بين القبائل والقوات الحكومية، وتمكين الحوثي من التهام آبار النفط تحت يافطة الجرعة بعد الاشتراطات القبلية التعجيزية التي  تعقد الحل، وتضع المدينة على صفيح ساخن .

مصادر مطلعة كشفت عن تعثّر المشاورات بين الحكومة الشرعية والمسلحين القبليين في المحافظة الذين يواصلون منع مرور ناقلات الوقود منذ نحو أسبوع احتجاجاً على زيادة أسعار هذه المادة بمقدار ثلث سعرها في بقية مناطق البلاد إلا أن ما لا يحسب حسابه ان انهيار السلطة في مأرب وسيطرة المسلحين على المدينة الوحيد الذي سوف يجني ثمار الخلاف هو  الحوثي المتربص الى ما سوف تؤول إليه الأوضاع لينقض على مأرب .

ومع توديعنا لعام 2023 ودخولنا العام الجديد عام السلام وانهاء الحرب، ما نلمسه على الواقع أن عصابة إيران ترسل رسائل التصعيد بتعزيزاتها العسكرية إلى محافظة الجوف التي وصلت مدينة الحزم  باتجاه محافظة مأرب.
وفي ريف تعز لا يختلف الأمر كثيرًا من حيث التصعيد الحوثي  في جبهات ريف المدينة  
ومهاجمة.القوات الحكومية في الضالع .

أمام هده  التحديات تشير المصادر أن اليمن في مرحلة مفصلية، ما بين سلام وعودة الحرب. وهنا  يتطلب من الشرعية ان تتضافر جهودها للحفاظ على وحدة الصف وتغليب المصلحة الوطنية، وتجنيب مأرب كافة الأعمال التي تخدم ميليشيات الحوثي. فسقوط مأرب لن يبقي للشرعية أي وجود على الخارطة السياسية وسوف يضعها في خانة الاتهام بالتواطؤ مع عصابة إيران في تكرار سيناريو  2014 وسقوط اليمن في انقلاب جرعة الخمسمائة ريال للمشتقات النفطية.