الأمراض المزمنة تفتك بقيادات مدينة تعز

11:56 2023/12/30

منذ بداية الحرب الكارثية التى أدخلت الوطن في دوامة الظلام والهلاك والصراعات الداخلية والخارجية وسكان مدينة تعز يعيشون أسوأ الأحوال المعيشية  أسواء الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وفي أضيق المساحات الجغرافية المحاصرة والمظلومة والمنكوبة واكثرها فساداً وانفلاتاً وعبثية. وفي الوقت نفسه تعيش قيادات سلطتهم المحلية الإدارية والأمنية والعسكرية أفضل الأحوال المعيشية وأعلى المستويات الاقتصادية وتتنعم بالثراء والرخاء والراحة وتتحكم بإيرادات وموارد المحافظة وممتلكاتها العامة وتسترزق من إتاوات المتاجر والمصارف والاسواق والأراضي والعقارات والشركات والممتلكات الخاصة، وهو ما يعني إختلال التركيبة السكانية لأبناء مدينة تعز بسبب انقسامها إلى طبقتين دنيا وعليأ الأولى طبقة الفقراء وهم الاغلبية الساحقة من سكان المدينة الذين يعيشون الحصار والفقر والجوع والظلم والكبت والمعاناة الدائمة والمستمرة.والثانية طبقة الاغنياء والاثرياء وهم الأقلية القليلة المحصورة بأغلب قيادات السلطة المحلية وقيادات المحور وقادة المعسكرات والكتائب العسكرية والإدارات والأقسام الأمنية ومدراء عموم الهيئات والمؤسسات والمصالح والمكاتب التنفيذية والمنظمات والجمعيات الخيرية والإنسانية الذين يعيشون حياة النعيم والبذخ والرفاهية.

لكن حياة الراحة والبذخ والرخاء الهنية والمريحة لمنتسبي طبقة الاغنياء والاثرياء من المسؤولين والقادة لم تكن دائمة وابدية فقد كانت نهايتها قريبة ومأساوية ومصيرها السقوط إلى هاوية الأوجاع والألم والابتلاء والمعاناة المستمرة.
فهؤلاء القادة الصاعدون من بيئة مسحوقة ومحرومة ومن مجتمعات شقية وفوضوية لم يُراعوا نعمتهم ولم يُحافظوا على صحتهم الجسدية وإنما افراطوا في أكل اللحوم والشحوم والدهون والمواد النشوية والسكرية واصبحوا من رواد المطاعم الضخمة والفخمة وظنوا بأن تناول تلك الكميات الكبيرة من هذه الوجبات من وقت إلى آخر سوف تقوي اجسادهم ومناعتهم وتعوض فترة حرمانهم في سنوات جوعهم إلا أن نتائجها كانت سلبية وكارثية فقد أصبحوا عرضة للأمراض الخطيرة والمزمنة وأهداف سهله للفيروسات الفتاكة التى داهمت أجسادهم واصابت أغلبها بالأمراض المزمنة والمستعصية كالسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسيترول والالتهابات وأمراض القلب والسمنة الزائدة والسكتة الدماغية لتتحول النعمة التى كانوا يعيشونها إلى عناء ونقمة تعجز عن علاجها المستشفيات الحكومية والاهلية الداخلية وتحتاج للسفر إلى الدول الخارجية وهو ما جعلهم يتزاحمون في مكاتب السفريات والمطارات ويتناوبون في السفر الي خارج الوطن بحثاً عن دواء يشفي دأئهم وعلاج يعيد لهم صحتهم ويستعيد قوتهم .

والسؤال الذى يطرح نفسة في هذه الظروف الصحية التى تمر بها قيادات مدينة تعز المدنية والعسكرية، هل يمكن لهذه القيادات المنهكة بالأمراض المتعددة والتى اصبحت شبه عاجزة عن قيادة المحافظة أن تتعظ مما أصابها من أمراض خطيرة وفتاكه وأن تشعر بمعاناة وأوجاع أبناء المحافظة وأن تراجع نفسها وتعود إلى رشدها وننهى الفساد والعبث والانفلات والفشل والظلم الحاصل في المدينة المقهورة والمنكوبة والمحاصرة بسببها ونتيجة مخالفاتها وتجاوزاتها وأفعالها وتصرفاتها السلبية؟