Image

إب تتصدر قائمة المحافظات الأكثر تعنيفًا للأطفال

بلغت جرائم العنف الأسري في محافظة إب الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي  مستويات عالية خلال الآونة الأخيرة، خصوصًا تلك الموجهة ضد الأطفال، وكان آخر ضحاياها ثلاثة منهم، تعرضوا للتعنيف على يد زوجة والدهم في مركز المحافظة.

وقالت مصادر مطلعة في المحافظة، أن طفلاً وشقيقتيه من أهالي مديرية الظهار وسط مدينة إب، تعرضوا "للكي بالنار والضرب العنيف ما تسبب في إصابات مختلفة في أنحاء متفرقة من أجسامهم، دون أن تحرك أجهزة أمن الجماعة الحوثية في المحافظة ساكنًا".

وسبق تلك الحادثة بيوم تعرّض طفل يدعى أسامة،  ويبلغ 14 عامّا من عمره، لسوء معاملة على يد والده في إحدى القرى التابعة لمديرية العدين شمال غربي المحافظة.

وقال شهود عيان، ان مواطنًا "ضرب أحد أبنائه بطريقة وحشية تسببت بوقوع إصابات متفاوتة في مناطق متفرقة من جسمه، بعد أن حاول مراراً إجباره على ترك المدرسة والانتقال إلى المدينة للعمل، الأمر الذي أحدث خلافاً شديداً مع زوجته، ودفعه إلى الانتقام منها بتعنيف ابنهما".

وأرجعت المصادر الحقوقية أسباب هذه الحوادث إلى الظروف النفسية والأوضاع الاقتصادية والأمنية المتردية جراء الصراع المستمر منذ 9 أعوام في البلاد.

ويشكو سكان المحافظة من تصاعد، وصفوه بـ«المقلق»، لجرائم العنف الأسري ضد الأطفال والفتيات والتي توسّعت أخيرا لتشمل مناطق متفرقة من المحافظة، وباتت بحسب شكواهم تشكل قلقًا حقيقيًا لهم ولبقية أفراد المجتمع.

ويعزو السكان في أحاديثهم، أسباب هذه الحوادث إلى الظروف النفسية والمادية والمعيشية القاسية التي يكابدونها ضمن ملايين اليمنيين في مختلف المحافظات، جراء الصراع المشتعل منذ عام 2015، والذي خلّف أوضاعًا مأساوية زادت من تصاعد منسوب الجرائم بمختلف أشكالها.

يؤكد أحد المختصين النفسيين في إب، أن تصاعد أعمال العنف ضد الأطفال يعد إحدى أكبر المشكلات التي تواجه المجتمع هناك، كون هذه الشريحة العمرية لا تزال في طور البناء والتشكيل من الناحية العقلية والنفسية والاجتماعية، وهي بحاجة ماسة في هذه المرحلة لتوفير متطلباتها الأساسية، وليس إلى التعنيف الذي يعيق نموها على النحو الصحيح.

وحذّر المختص من نتائج كارثية نفسية واجتماعية في حال استمرت وتيرة ارتكاب جرائم العنف الجسدي واللفظي ضد الأطفال وتعنيفهم.

وتعد محافظة إب أكبر المحافظات اليمنية من حيث كثافة السكان، وتعاني من "تدهور الأوضاع المعيشية، وانقطاع الخدمات، واتساع رقعة البطالة ، وتضاؤل فرص العمل، وانتشار الجرائم".

وتشير المصادر الحقوقية إلى استمرار تصدر محافظة إب خلال الثلاثة أعوام الماضية، قائمة المدن اليمنية في انتشار جرائم العنف الأسري، بما فيها القتل والإصابة.

وشهدت عدة مديريات في المحافظة خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي، ما يزيد على 8 جرائم على صلة بالعنف الأسري، بعض ضحاياها من الأطفال والنساء.

وتسببت الحرب في تفكيك النسيج الاجتماعي، وانهيار العلاقات الأسرية، وفق ما يقوله باحثون اجتماعيون.

وكانت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية معنية بالأطفال أكدت في تقارير لها أن صغار اليمن هم من أبرز ضحايا الصراع المتواصل منذ تسعة أعوام، حيث يعاني الملايين من الأطفال اليمنيين من سوء التغذية، بينما وجد أطفال آخرون أنفسهم خارج أسوار المدارس.

وطبقًا للتقارير، أجبرت الحرب المستعرة ملايين اليمنيين على ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أكثر أمانًا.

وتقول «اليونيسيف» في أحد بياناتها إن عشرات الأطفال اليمنيين يموتون يومياً لأسباب يمكن تجنبها لولا الحرب التي دمرت البنية التحتية للبلاد. وحسب الأمم المتحدة؛ فإن من بين نحو 29 مليون يمني، يحتاج 22 مليونًا إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، و18 مليونًا تقريبا منهم يعانون من الجوع، بينما يعاني 8.4 مليونًا من الجوع الشديد، وغالبية هؤلاء الضحايا من الأطفال والنساء.

رغم تعدد هذه المشاكل من العنف ضد الأطفال، إلا أن مليشيا الحوثي لم تعطِ هذه ااقضية أدنى اعتبار، فكل همها نهب الأموال والأراضي ولا شيء غير ذلك.