عبد الرحمن الشميري... وداعاً.

09:23 2023/12/23

تفاجأتُ بخبر رحيل الإعلامي الصديق عبد الرحمن محمد عبد الجليل الشميري عن دنيانا الفانية وهو في أوج عطاءه الإبداعي الإعلامي خاصة في مجال إنتاج وإخراج الأفلام والبرامج الوثائقية.

عرفته عبر الصديق الإعلامي المبدع رضوان الصلوي قبل سبعة عشرة سنة ، ولم اراه فيما بعد كلما إلتقيته او جلست معه إلا مبتسماً متفائلاً ، ولم نكن نعرف إنه يواري خلف ابتساماته معاناته مع مرض تليف الكبد الذي لم يكن يصرح به حتى إلى اقرب الناس إليه.

كان الفقيد الذي ولد في 26 سبتمبر 1972 كما هو مكتوب في بيانات صفحته على الفيسبوك (1968 في بعض المنشورات التي تناولت بعضاً من سيرته الذاتية) ، كان دوماً  مجتهداً مثابرا وعمليا بدليل إنه في اختبارات الثانوية العامة نهاية الثمانينيات حصد المركز الاول على مستوى الجمهورية، والتحق بجامعة الأزهر بالقاهرة وتخرج من كلية الإعلام بتفوق عام 1994.

عند عودته التحق بقناة اليمن صنعاء الفضائية اليمنية لاحقاً وعمل في أكثر من حقل إعلامي بالقناة كقسم الإخبار ، ثم مذيعا ومراسلاً، ومنتجاً ومخرجاً للبرامج والأفلام الوثائقية.
و عمل إلى جانب عمله بالفضائية اليمنية لفترة مراسلاً لقناة دبي الإماراتية.

ونظرًا لنشاطه وتميزه إلى جانب حالات الإهمال والتهميش التي عانى منها في الفضائية اليمنية ، خاصة بعد انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة، وسيطرتها على القناة ، وجد نفسه مضطراً لللتعاون مع قناة السعيدة الفضائية ليساهم في إنتاج عدد من البرامج الناجحة نحو برنامج "أصحاب الفخامة" الجزء الثاني ، وبرنامج "ظلال ساخنة" ، وبرنامج "الوان السعيدة"، واخيرا البرنامج الوثائقي المتميز "حصاد السنين" الذي يعده ويقدمه الإعلامي المتألق دائماً رضوان الصلوي ، وشكّل الاثنان ثنائية إبداعية جعلت من البرنامج آحد افضل البرامج الوثائقية في الفضائيات اليمنية بسبب المهنية العالية من حيث الإنتاج و الإعداد والتقديم والإخراج والتناول الموضوعي الموثّق لذاكرة التاريخ اليمني من خلال توثيق حصاد سنوات النضال الوطني لكثير من رموز الحركة الوطنية اليمنية ممن لا يزالوا على قيد الحياة.

سافر عبد الرحمن الشميري إلى القاهرة قبل بضع شهور لإنتاج عدد من الحلقات الخاصة ببرنامج حصاد السنين لقناة السعيدة ، وها هو الأجل الذي لا إعتراض عليه يعود يومنا هذا الجمعة إلى عدن ، ومنها سينقل إلى مدينة صنعاء ليوارى جثمانه بالقرب من أسرته وأحبابه.

كم هو موجع ان يرحل الكثير من الأصدقاء والزملاء واحداً إثر الآخر بصمت ودون ضجيج كعبد الرحمن الشميري الذي كان في الظاهر يعج حيوية ونشاطًا وابتسامًا بينما في الباطن يتألم متوجعًا بكل الصمت وكان يظن انه سوف يقهر مرضه الخبيث.

بفقده خسرت الساحة الإعلامية اليمنية واحدًا من أبرز الذين عملوا بمجالها بتخصص ومهنية وكفاءة عالية.

نور وسلام عليك صديقنا عبد الرحمن الشميري وليغشاك الله برحمته الواسعة ويسكنك الفردوس الأعلى، ويرزق ذويك وأسرتك ورفاقك ومحبيك الصبر والسلوان ... إنا لله و إنا اليه راجعون.