حكاية فكرة «نواف» العفو.. و«مشعل» الإصلاح

08:45 2023/12/21

قلوبنا مع الكويت التى ودعت بالأمس القريب الشيخ الزاهد، أميرها، نواف الأحمد الجابر الصباح، الذى اشتهر بـ«أمير العفو» بعد التواضع، والزهد.

لقد اكتسب الأمير الراحل مكانته السياسية، ودوره فى خدمة الكويت والكويتيين قبل أن يصبح أميرا عبر ٦٢ عاما، فى رحلة طويلة فى العمل العام، وخدمة بلاده بلا ضجيج، أو بحثا عن شهرة، فهو يحب الضوء الخافت، وكان صاحب التحالف الدولى الذى قاوم احتلال العراق لبلاده فى أغسطس ١٩٩٠، كما كان مهندس المصالحات الخليجية فى ٢٠١٧، والتى أكملها بعد الإمارة حتى نجحت فى قمة العلا السعودية ٢٠٢١.

لقد كنت أزوره وهو وزيرا للداخلية والدفاع، وأرى بصماته فى الحكم، ولا يتكلم عنه، ولا يتحدث إلا بهدوء عن غيره، وعندما كان وليا للعهد مع الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، كان مقره وسط الناس فى جامع أنشأه، وعرف باسمه، وقد تألم الكويتيون والعرب لرحيله، لأنهم يعرفون خصاله، وأن الإنسانية فقدت برحيله إنسانا رجلا اتسم بها إلى حد التفانى.

إن الأمير السادس عشر بعد الاستقلال فى الستينيات كان علامة فى الإنسانية، وحب الناس، ورفض، بل زهد السلطة، وهو الأقل الأمراء الذين مكثوا فى الإمارة ٣ سنوات، وحينما عرف بمرضه سارع إلى اختيار خليفته الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذى أصبحت الكويت منذ أمس فى عهدته، كما وجدت لؤلؤة الخليج ضالتها فيه، حيث يشعر الكويتيون معه بأنه رجل الإصلاح، والتغيير، وأصبح أمامه طريق عليه أن يقطعه، ليحرك الاقتصاد، ويعيد بناءه، ويتعامل مع البرلمان، فالكويت أقدم دولة برلمانية فى المنطقة العربية كلها، وفى الخليج، وتحتاج التجربة إلى أن يصقلها الشيخ مشعل بقوته، وفهمه لمعناها.

الشيخ مشعل (الأمير الجديد) سيكون حارسا على أكبر ديمقراطية برلمانية فى الخليج، حيث سيأخذها لإعادة بناء لؤلؤة الخليج، وقلبه النابض، وصاحبة الإرث العريق، والديمقراطية البرلمانية الوازنة، حتى تصبغ ظلها الوارف على أهل الكويت، والمقيمين، ومحيطها العربى.

رحم الله نواف (أمير العفو)، وأهلا بمشعل الإصلاح، ومعالج كل الآثار السلبية التى مرت على الكويت منذ التحرر حتى الآن.

نقلا عن الاهرام